المصدر: النهار
المجلس البلدي الحالي في مدينة #طرابلس ورثَ عن سلفه أعباء كثيرة نتيجة لما شهده مجلس 2010 من خلافات وتجاذبات أدت إلى تعطيل العمل البلدي طيلة السنوات الخمس الأولى من عمره, ولم تكن السنة السادسة كافية لتجاوز الإرث الثقيل بالرغم من استقالة رئيس البلدية نادر الغزال وانتخاب المهندس عامر الرافعي رئيساً في مطلع السنة السادسة.
تجاوز الأعباء
وبعد مرور شهرين على انتخاب المجلس الجديد, وبعدما أصبحت الانتخابات من الماضي, هل استطاع تجاوز تلك الأعباء, وماذا عن الخدمات البلدية والأوضاع داخل المجلس الذي يضم أكثرية مدعومة من الوزير أشرف#ريفي وأقلية مدعومة من التحالف السياسي خلال المعركة الانتخابية الأخيرة.
رئيس بلدية #طرابلس المهندس أحمد قمر الدين أوضح في حديث الى "النهار" ان البلدية كانت تشهد بعض الفوضى خلال العهد الماضي نحاول ضبطها قدر الامكان, وقد "أكببت خلال الشهر الماضي على استكشاف مواطن الخلل, ونعمل على اجراء بعض التغييرات كي يستقيم العمل البلدي ويكون جدياً, وهذه التغييرات تشمل بعض المراكز الهامة داخل البلدية لتساعدنا في النجاح خارجها".
وعن تقويمه العمل داخل مجلس مؤلف من فريقين كانا يتنافسان في الانتخابات, قال: "لا أشعر أبداً اننا من فريقين, فالأعضاء كلهم من طينة واحدة يتمتعون بالثقافة والعلم والاندفاع والحماس والتعاون معاً من أجل المدينة".
وبالنسبة إلى الخدمات الغائبة أو المعطلة منذ سنوات وكيفية حلها, قال:" طرابلس مرت في جولات اقتتال لعدة سنوات وغياب الأمن. وفي ظل استتباب الأمن سوف تنطلق عجلة العمل, وقد بدأنا بالتركيز على مداخل المدينة ووسطياتها والنظافة حيث نعقد اجتماعات مع شركة "لافاجيت" الملتزمة أعمال النظافة, وأعتقد اننا سنصل معها الى نتيجة مرضية, وهناك تجاوب, وأي تقصير نقوم بمراجعة المعنيين في الشركة".
بالنسبة إلى التعديات على الأرصفة, وضعنا خطة مع قائد الشرطة تبدأ بتحرير الأرصفة في الشوارع الرئيسية من كل المخالفات, وسنسير دوريات بشكل دائم لمنع عودة التعديات بعد ازالتها".
تزفيت الطرقات وتأهيل الأرصفة
وعن مشكلات السير, قال: "هناك فوضى أكثر من مسألة الطرقات الضيّقة, وحالياً تدرس اللجنة الهندسية دفتر الشروط المتعلق بالإشارات الضوئية, وسيقرّ قريباً كي نجري مناقصة لتركيب اشارات ضوئية عند تقاطع الطرقات الرئيسية, وبذلك نستطيع تخفيف عجقة السير, الى جانب مساهمة الاوتوستراد الغربي في تخفيف الضغط عن شوارع المدينة, فقد حلت مشكلة الاستملاكات, ونأمل ان يوضع الاوتستراد في الخدمة بعد سنة, وكذلك انشاء محطتي تسفير شمالية وجنوبية, تم تحديد موقعيهما في عهد المجلس السابق, وقد وعدنا مجلس الانماء والاعمار بتنفيذهما قريباً مما يخفف من عجقة الفانات داخل المدينة. كما سنباشر قريباً بتزفيت الطرقات المحفرة وتأهيل الأرصفة يعمل بها على مدار السنة".
واستطردَ: " النظافة ومكب النفايات من مسؤولية اتحاد بلديات الفيحاء, ولكن لزمنا معمل الفرز, حيث سيصار الى البدء بالتسبيخ وفرز العوادم والمواد الصلبة, وسيتم طمر نحو مئة طن من كمية الـ 500 طن نفايات يومية في بلديات الاتحاد".
وبخصوص مشروع الارث الثقافي الذي مرت سنوات دون الانتهاء من تنفيذه, قال قمر الدين: "فعلاً لقد طالَ موعد انجاز المشروع, حتى البنك الدولي باعتباره الجهة المانحة صار مستاء وقد أعطى موعداً للانتهاء من العمل حتى منتصف 2019. وهذا المشروع توقف بسبب جولات القتال والتعديلات التي أدخلت عليه, معظم ما يتعلق بسقف النهر انجز وسيتم نقل البسطات اليه قريباً, كي يبدأ العمل في الضفة الشرقية في وقت قريب".
وبالنسبة إلى مشروع سوق الخضار الجديد الذي طال انتظاره, قال: "المشروع على وشك انجازه, واعتقد ان استلامه سيكون خلال الشهرين المقبلين, ليصار بعدها الى نقل المحلات من السوق القديم, هناك بعض عقبات حول اسماء التجار الذين يحق لهم الانتقال الى السوق الجديد, وهذه العقبات قابلة للحل".
المناطق الشعبية
وأكد "ان مرآب التل الذي شكل مادة سجالية قبل الانتخابات البلدية وخلالها لم يعد متداولاً كمشروع منفرد, واذا كان من ضمن خطة شاملة لمنطقة التل سيُدرس, وقد يكون مقبولاً في اطار مشروع متكامل. وقد بدأنا بدراسات شاملة لمختلف ارجاء المدينة".
وأشار قمر الدين الى "ان اكثرية الجهود منصبة على المناطق الشعبية, وسنبدأ بعمليات التزفيت من هذه المناطق التي كانت مهملة. وهناك العديد من المشاريع التنموية مثل البنى التحتية, وهمنا الأـكبر إيجاد فرص عمل لأبناء هذه المناطق, ونأمل ان يتوافرَ ذلك عندما ينطلق العمل في المنطقة الاقتصادية الخاصة الى جانب مشاريع أخرى".
ودعا الطرابلسيين الى "الصبر, فهناك اجراءات روتينية في مسار المعاملات في البلدية والمؤسسات الرسمية لا نستطيع تخطيها. الأمور لا تحل بكبسة زر, وما نستطيع فعله لن نقصر عنه أبداً".
كثرة المستشارين
وبالنسبة إلى ما يقال عن كثرة المستشارين في البلدية, قال قمر الدين: "لست أدري من اين وكيف تطرح أسماء في مواقع التواصل الاجتماعي, حتى الآن لم تطرح المسألة على المجلس البلدي. منذ صدور نتائج الانتخابات التي لم يفز فيها اي مرشح مسيحي او علوي. طرحت فكرة اشراك اشخاص من الطائفتين ليكونوا الى جانبي وهم لا يتلقون اجراً مادياً. وهذه الخطوة لاقت ترحيباً لاننا نريد اشراك كل الطوائف في الانماء وغيره من فاعليات. حالياً من الطائفة المسيحية فرح عيسى وهي كانت مرشحة لعضوية البلدية, ومن الطائفة العلوية محمد جحجاح, وقد نشرك غيرهما.
اما بالنسبة إلى من يسمونهم مستشارين, هناك ضرورة لاشراك بعض اصحاب الاختصاص نظرا لعدم وجود هكذا متخصصين في البلدية, وهم ليسوا مستشارين بل تتعاقد البلدية معهم مقابل عمل يقومون به. وهناك حاجة لمستشارين اعلاميين نظراً لاهمية الاعلام. لا انظر الى الانتماء السياسي او الديني لاي منهم, وكل ما يهمني مقدرة الشخص او ذاك على خدمة المدينة".