تقدّم الجامعة الأميركية في بيروت نفسها كأحد رعاة العهد الجديد وتوجيهه إلى برّ مكافحة الفساد وتطبيق الحوكمة الرشيدة.

وقد لعب رئيسها فضلو خوري دور "عرّاب" الحكومة الجديدة التي اشترط رئيسها, نواف سلام, أن يستأثر خرّيجو الـ AUB بالوزارات وبالتعيينات في الإدارات العامّة, باعتبارهم "النموذج الأفضل" كفاءةً وشفافيةً, على غيرهم من خرّيجي بقية الجامعات, بما فيها الجامعة الوطنيّة.
لكن, كالعادة, شعارات "الإصلاح" و"الشفافية" شيء, واستخدام النفوذ لتحقيق مكتسبات ولو على حساب الدّولة ومن مال مواطنيها, شيء آخر, وهو ما يمارسه خوري تماماً. فقد تبيّن بعد كشف أجراه مراقبون من بلديّة بيروت أن المركز الطبي في الجامعة الأميركيّة (AUBMC) يشغل بشكل غير مشروع عقارات عامّة محيطة بالعقارات 119 و127 و3435 في رأس بيروت, خصوصاً شارع المعماري المعروف بـ"شارع مستشفى الجامعة" المؤدّي إلى شارع بلس, والشارع المقابل الذي يحيطه مبنى العيادات الخاصّة ومركز سرطان الأطفال.
وفي العادة, لا يعطي محافظ بيروت حق إشغال الأملاك العامة (السّاحات والطرقات…) إلا باستنسابيّة, وفي أغلب الأحيان مقابل بدلات مالية كبيرة تُغذّي إيرادات الصندوق البلدي, باستثناء ما تُسمّى "مواقف اللحظة" المخصّصة قانوناً للصيدليات والمخاتير.
إلا أنّ هذا لم يحدث مع المركز الطبي في الجامعة.
فقد علمت "الأخبار" أنّه بعدما كشف المراقبون على المخالفات, تواصل خوري مع المحافظ القاضي مروان عبود واتفقا على السماح للجامعة بإشغال الأملاك العامّة المحيطة بعقاراتها.
وعليه, أرسلت إدارة المركز الطبي في الجامعة كتاباً إلى مصلحة الشؤون الإداريّة في البلدية, في 19 أيلول الماضي, طلبت فيه الموافقة على الإشغال, أي "وضع عوائق حديديّة على الملك العام وصيانة أحواض الزهور وتركيب فواصل بين السيارات في محيط العقارات 119 و127 و3435 – رأس بيروت".
وتبدّى "استغلال النفوذ" بوضوح بالموافقة على طلب الجامعة مجاناً ومن دون أي مقابل! إذ أصدر عبود, في 19 شباط الماضي, قراراً بالموافقة على "وضع عوائق حديديّة متحرّكة بدل الثابتة ودهن وصيانة أحواض الزهور في شارع المعماري رقم 85 ووضع عوائق حديديّة (عدد 21) في منتصف الطريق كفاصل في شارع القاهرة رقم 86 في منطقة الحمراء وشارع رقم 34", لتسهيل "انسياب حركة السيْر".
واشترط عبود في كتابه "عدم التعدّي على البنى التحتيّة وعلى مفروشات الرصيف على أن تتم الأعمال المتعلقة بتنفيذ التركيب على نفقة المركز".
إلى ذلك, علمت "الاخبار" ان خوري الذي يتمتع بنفوذ كبير داخل الحكومة الجديدة, يفكر في طريقة لتوسيع حرم الجامعة نحو البحر.
ولهذه الغاية, بادر قبل توقف الحرب الاسرائيلية على لبنان الى اثارة موضوع "المساعدة" في ازالة الركام من الضاحية الجنوبية, ليتبين أنه "كان يعرض شراء الجامعة لكل الركام من الضاحية الجنوبية ومناطق اخرى لردم مساحة من الشاطئ المقابل لموقع الجامعة الاميركية, بغية توسيع نادي السباحة من جهة, واقامة مواقف كبيرة وحديثة للسيارات, على ان يوسع النفق الواصل بين المسبح وبين الجامعة".
وبحسب مصدر معني فان المبلغ الذي عرضه خوري في حينه لا يساوي ثمن ألف متر من الارض التي ينوي ردمها في البحر, علما انه كان "مطمئناً" الى ان الجامعة ستحصل على ترخيص من الحكومة لإشغال أملاك بحرية مقابل بدل عادي".
الاخبار