زار وزير الإعلام بول مرقص مطرانية سيدة النجاة في زحلة حيث كان في استقباله رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم بحضور النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم وعدد من كهنة الأبرشية, اعضاء اللجنة الإقتصادية, رئيس "المرصد اللبناني للسلامة المرورية لدى جوستيسيا" ومستشار وزير الإعلام العقيد ميشال مطران, مستشارة وزير الإعلام راشيل كرم والمسؤول الإعلامي في الأبرشية خليل عاصي.
وجرى خلال اللقاء عرض للأوضاع العامة في لبنان وبخاصة الوضع الإعلامي.
المطران ابراهيم القى كلمة رحب فيها بالوزير مرقص وقال :
"كنت مصمماً على القاء كلمة عفوية, لكن عندما اطلعت على السيرة الذاتية لمعالي الوزير "اختشيت" كما يقول اخواننا المصريين. اطلعت على سير ذاتية كثيرة لكن كسيرة هذا الوزير نادراً ما نطّلع عليها, هذا امر يرفع الرأس. نشرت رئاسة الوزراء على صفحتها السير الذاتية للوزراء انصحكم بالإطلاع عليها لتروا رجالات كنيستنا ومستواهم العالمي وخاصة الممثلين في هذه الوزارة بالتحديد,نحن نفتخر بهم ونرفع رأسنا بهم."
واضاف" احببت ان كتب كلمة بإسم كل الحاضرين وكل الغائبين لنستقبلك معالي الوزير.
باسم التاريخ الذي تنبض به حجارة زحلة, وبروح الإيمان التي تكلّل هذه البقعة المقدّسة, نرحّب بمعالي وزير الإعلام اللبناني, رجل القانون والثقافة والفكر, وشخصية لبنان العالمية, معالي الأستاذ بول مرقص, في صرح مطرانية سيدة النجاة للروم الملكيين الكاثوليك, هذا الصرح الذي شهد محطات مجد وإشعاع روحي وثقافي على مرّ العصور."
وتابع" معالي الوزير, إن حضوركم اليوم بيننا ليس مجرد زيارة برتوكولية, بل هو لقاء بين الفكر المستنير الذي تمثل والقلب المؤمن الذي نمثل وتمثلون بوطن يحمل هويته في الفكر والعدالة والحرية. أنتم رمزٌ لرجل الدولة الذي لا يرى في المنصب مجرّد مسؤولية إدارية, بل رسالة وطنية تعكسها مسيرتكم الغنية بالعطاء, والارتقاء بالخطاب الإعلامي إلى مستوى المسؤولية والالتزام الأخلاقي والمهني."
واردف سيادته " إنه لشرفٌ لنا أن نستقبلكم في زحلة, هذه المدينة العريقة التي كانت وما زالت معقلاً للكرامة والثقافة, ومهدًا للرجال الذين كتبوا بحبرهم ودمائهم صفحات مشرقة في تاريخ لبنان. وفي هذا الصرح الملكي, نلتقي اليوم على قيم مشتركة, تجمع بين القانون كميزان للحق, والإعلام كجسر للحقيقة, والإيمان كمنارة للضمير الحيّ.
كما أرحّب بجميع الحاضرين من الآباء الكهنة والأصدقاء الأحباء, الذين جاؤوا معي لاستقبال معالي الوزير, فبحضوركم يكتمل هذا اللقاء, وتتجلى معاني الوحدة والتكاتف من أجل زحلة ولبنان الذي نحلم به جميعًا."
وختم المطران ابراهيم " معالي الوزير, زحلة تفتح لكم أبوابها كما يفتح القلب بابه لصديقٍ غالٍ, فمرحبًا بكم في أرض العزّ والإباء, ونتمنى أن تكون زيارتكم هذه فاتحة خيرٍ وتعاونٍ لما فيه خير الوطن والإنسان.
أهلاً وسهلاً بكم في مطرانية سيدة النجاة, بيت الجميع, ومنارة الإيمان والثقافة, والتي ستفتح ابوابها هذه السنة للمرة الأولى في تاريخها لإستضافة السينودس المقدس الذي سيعقد في زحلة في حزيران القادم.
عشتم يا صاحب المعالي, عاشت زحلة وعاش لبنان."

الوزير مرقص شكر للمطران ابراهيم حفاوة الإستقبال وقال :
" اشكر صدقك ونبلك وعاطفتك سيدنا.
منذ اول يوم تفاجأت فيه بتسميتي اتصلت بكم سيدنا ووضعت نفسي بتصرفكم وتصرف الأبرشية وبتصرف زحلة تحديداً لأسباب كثيرة. وليست صدفة ان اقصد صرح معين هو صرحكم الكريم. صحيح اني تابعت موضوع قانون الإعلام واضطريت الى زيارات الى بعض المرجعيات السياسية فقط لأجل تسلّم هذا الملف الأساسي الذي كان في وزارتي, قانون الإعلام, لكني لم اقم بزيارة اجتماعية وشخصية الا لهذا الصرح الكريم وكنت انتظر بفارغ الصبر هذا الإستقبال العفوي المحب, ولأسباب كثيرة اولها محبتي الشخصية العفوية كما كنت اقصد زحلة في نهاية الأسبوع مع العائلة, اجد من الموجب علي ان اقصد زحلة بعد تعييني. السبب الثاني هو الإنتماء, وهذا امر لا أخفيه, الإنتماء الذي يجمعنا, وهو انتماء ليس فقط ديني لكن انتماء عميق ايضاً بالروحانية والجغرافيا والتاريخ."
واضاف " عبّرت صاحب السيادة افضل تعبير عن هذه الشؤون والشجون, لكن زحلة لها مكانة خاصة في قلوبنا, واقول من موقع الكاثوليك المنتشرين في لبنان ان البعض منهم لديه تمثيل في مناطقهم, لكن البعض الآخر ليس له اي تمثيل في مناطقه, هنالك مناطق ومحافظات واقضية ليس لها حتى في القانون الإنتخابي اي تمثيل او مقعد كاثوليكي, فهؤلاء جميعاً يشعرون ان زحلة هي مرجعيتهم الحقيقية. وهناك امور اخرى تجمعني ايضاً بزحلة وخاصة نصفي الآخر الذي هو من زحلة فلذلك انا متمسك ومتشبث بهذا الإنتماء, سأذهب الى النتيجة لأقول انني لم آتي فقط لأني ارغب بذلك ولكن لأقول لكم ان هموم زحلة سأحملها من قلبي وعلى كفي, كل ما ترونه انه يجب نقله الى مجلس الوزراء من هموم وحاجات ومطالب سندافع عنها, واصرّ وأقول ان هذا الأمر ليس من منطلق سياسي, ليس لدي اي رغبة في العمل السياسي بالمعنى السياسي اي بمعنى علاقات النفوذ والإصطفاف, انا بعيد عنهم ومن كان يسمعني قبلاً في الكتب والمحاضرات ومحطات التلفزة يعرف انه ليس لدي هذه الرغبة. رغبتي فقط ان اصنع الفرق بالمعنى التقني والمهني, بالمعنى المستقل الذي انا فيه. انما الفرق اليوم هو خطاب القسم الذي يعبر عن الطموحات التي لدينا, والبيان الوزاري يعبّر ايضاً عن هذه الطموحات, اصبح لدينا خارطة طريق لنسلكها."
وتابع" لا اخفيكم ان فخامة رئيس الجمهورية دائماً حريص على الإنماء المتوازن وحريص على جمع الكل وليس هناك اي امتياز لمنطقة دون اخرى او لعاصمة معينة, كل اللبنانيين متساوين في الحقوق والواحبات وفي الكرامة خصوصاً. من هذا المنطلق عندما ازوره لأخذ توجيهاته يكتفي دائما بالطلب مني العمل للمصلحة العامة, البوصلة هي المصلحة العامة , وهذه المصلحة العامة سنعمل لها بكل طاقاتنا وكل وقتنا وكل قدراتنا, بكل ما اوتينا به من امكانات الوزراء الذي يملكون كفاءات معروفة للجميع وعلى رأسهم الدكتور نواف سلام المعروف بالنزاهة والكفاءة والقدرات التي يملكها, هذا ما نعدكم به, لن نعد بأمور لا نملكها سنسعى الى جلب ما ليس لدينا من موارد ودعم وتمويل, لكن نعد بما هو لدينا وهو جهدنا ووقتنا واستقامتنا سنوظفهم ونستثمرهم تماماً وكمالاً من اجل لبنان ومن اجل زحلة.
وختم الوزير مرقص" كونوا مطمئنين انني واحد منكم لخدمتكم ليس الا, وليس لدي سوى هذا الطلب ان نتواصل دائماً ونتعاون دائماً لخير هذه الكلمات الطيبة الصادقة التي قلناها."
وبعد الكلمات فتح باب النقاش مع الحاضرين, وتركز حول الحرمان الذي يعاني منه البقاع في وسائل الإعلام, فوعد وزير الإعلام انه سيسعى جاهداً الى تخصيص فقرة تبث عبر تلفزيون لبنان, للتعريف بالقرى البقاعية وصناعاتها وتعزيز السياحة فيها, وهذا امر يأتي في سياق سياسة النهوض بتلفزيون لبنان, تلفزيون الدولة وكل اللبنانيين.
واختتم اللقاء بالتقاط الصور التذكارية, واتفق على ابقاء التواصل قائماً لما فيه خير زحلة والبقاع ولبنان.


