
مع حلول شهر رمضان المبارك, كان من المفترض أن تعود الحياة إلى طبيعتها تدريجياً في قرى ومدن لبنان الجنوبي, إلا أن الواقع يثبت عكس ذلك. فعلى الرغم من الجهود المكثفة التي بُذلت لإعادة التيار الكهربائي الرسمي, لا تزال العتمة رفيقة موائد الإفطار في العديد من القرى, حيث تزداد المعاناة في هذا الشهر الفضيل, ويجد الأهالي أنفسهم مضطرين للاعتماد على بدائل مكلفة وغير مضمونة.
منذ لحظة وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني الماضي, بدأت فرق الصيانة بالعمل لإصلاح الشبكة الكهربائية التي دمرتها الحرب بشكل شامل في 24 قرية على خط المواجهة, مثل العديسة, بليدا, وعيتا الشعب. بينما كانت الأضرار في القرى الأبعد نسبياً أقل, حيث انخفضت نسبة الكهرباء في بعض القرى إلى 9% فقط. رغم الجهود التي بُذلت في إعادة الإعمار, إلا أن العديد من القرى لا تزال غارقة في الظلام, فيما تقدّر قيمة الأضرار بحوالي 45 مليون دولار.
وبسبب نقص المعدات, تباطأت أعمال الصيانة في المناطق الأكثر تضرراً, حيث يواجه الأهالي صعوبة في تأمين قطع الغيار اللازمة لتشغيل الشبكة. ورغم تقديم مؤسسة كهرباء لبنان سلفة مالية لتمويل الأعمال, فإن الشركات المورّدة لم تتمكن من تسليم المواد في الوقت المحدد.
في هذه الظروف, يعتمد السكان على المولدات الخاصة, لكن تكاليفها أصبحت مرهقة جراء ارتفاع أسعار المازوت. كما لجأ البعض إلى الطاقة الشمسية, لكن القصف ألحق أضراراً بالألواح الشمسية, حيث فقد البعض لوحاً أو اثنين, ما جعل الطاقة البديلة غير كافية لتلبية احتياجاتهم اليومية.
ومع حلول رمضان, يجد الجنوبيون أنفسهم يفطرون على العتمة, في انتظار استكمال إعادة تأهيل الشبكة الكهربائية, بينما يبقى الأمل معلقاً بعودة التيار الكهربائي إلى القرى التي تضررت بشكل كبير.
خاص الرأي-أسيل درويش