تقدم المجتمعات يعتمد على حرية التعبير ورفع الصوت للمطالبة بالحقوق المشروعة. إن حرية التعبير ليست مجرد حق, بل هي روح المجتمع الحي وديناميكيته. المجتمعات التي تتيح لمواطنيها التعبير عن آرائهم بصراحة وشجاعة أمام القادة والمسؤولين هي مجتمعات تتقدم نحو العدالة والتغيير الإيجابي, حيث تُبنى الثقة وتُعزز المسؤولية.

الدستور اللبناني يضمن حقوق المواطن, بما في ذلك حرية التعبير, وهذا الضمان هو حجر الزاوية لحماية الكرامة الإنسانية وتعزيز المساواة. ومع ذلك, فإن واجب المواطن لا يقتصر على ممارسة حقوقه فحسب, بل يمتد إلى تحمل مسؤولية الدفاع عن هذه الحقوق. الصمت في وجه الظلم هو شكل من أشكال القبول به, بينما الجرأة في المطالبة بالمحاسبة هي خطوة نحو تصحيح المسار.
كما قال جان جاك روسو: _"الحرية ليست أن تفعل ما تريد, بل أن تعيش وفقاً للقوانين التي تسنها بنفسك."_ من هذا المنطلق, حرية التعبير هي مسؤولية جماعية وفردية, لبناء مجتمع يحترم الإنسان ويعمل من أجل مستقبل أفضل.
يا شعب لبنان, أمامكم فرصة لا تُعوض لكتابة فصل جديد من تاريخكم من خلال انتخابات البلديات والقرى. هذه الانتخابات ليست مجرد إجراء ديمقراطي, بل هي فرصة لتحديد المسار نحو التغيير والإصلاح الحقيقي. تحملوا مسؤوليتكم أمام الأجيال القادمة, ولا تدعوا التهاون أو الأعذار تقف عائقاً أمام مشاركتكم الفعّالة. كما قال إيمانويل كانط: _"الشجاعة في التفكير هي بداية كل تغيير." لذلك, اجعلوا أصواتكم أداة للتغيير وصوتاً للحق, لأن التغيير يبدأ دائماً بخطوة واحدة شجاعة.
آرام
٥-٣-٢٠٢٥