صحيح ان الانظار كلها تترقب يوم الوداع الكبير,الاحد, مع ما يرافقه ويحيط به من اجراءات وقائية ,غير ان وبالتوازي مع هذا المشهد على اهميته وتاريخيته, لما قد يكون له من دور على مستقبل المنطقة وتطور احداثها, فهنالك صورة الوضع على الحدود الجنوبية, مع نقل الحكومة اللبنانية المواجهة, من الميدان والارض, الى السياسة والديبلوماسية, لاستكمال رحلة تحرير ما تبقى من اراض محتلة, وانجاز ترسيم الحدود البرية, وفقا لبنود اتفاق وقف النار, حيث لا زال الجدل حول النقاط المحتلة, سواء لجهة عددها او اهميتها, في الداخل والخارج, يحظى باهتمام المتابعين والمعنيين.

وفي هذا الاطار اوضح مصدر ميداني, ان كل ما يتردد عن عدم اهمية تلك النقاط عسكريا واستراتيجيا, هو مجاف للحقيقة والواقع, تحديدا من منظور الخطة الاسرائيلية المحدثة على الجبهة الشمالية, القائمة على اقامة خط دفاع متقدم, "ما بعد الحدود", يمتد من جبل الشيخ والجولان وصولا الى الناقورة بحرا, مؤلف من 14 نقطة عسكرية مستحدثة, اهمها في لبنان:
تلة الحمامص: تشرف على المطلة وقرية الغجر, تسمح بالسيطرة على منطقة وادي العيون وبلدة الخيام, وعلى المنطقة الممتدة من كفركلا, بالقرب من المطلة, حتى قرية شبعا في مزارع شبعا.
تلة العويضة (تسفعوني): وهي هضبة عالية تشرف على كريات شمونة وسهل الحولة, تقع على طريق ميس الجبل - العديسة, الأمر الذي يسمح بقطع الطريق عند الحاجة, وهي تشرف أيضاً على وادي السلوقي.
هضبة العزية (شيكد): النقطة الأكثر ارتفاعاً بين هضاب الجنوب اللبناني, تشرف على شرق الجليل الأعلى, وعلى منطقة بنت جبيل وهضاب الجنوب اللبناني.
جبل بلاط: هضبة عالية متاخمة للحدود مع كتلة مستوطنات الجليل الشمالي, شتولا وزرعيت وشومرة وابن مناحيم. تسمح بقطع الممر المؤدي إلى القرى الجنوبية, وهي سبق واقامت فيها القوات الاسرائيلية, "موقع كركوم", قبل تفجيره مع الانسحاب عام 2000.
وتكشف تقارير استخباراتية غربية عن تحول تلك المنطقة إلى تمركز لحزب الله, الذي أدرك مدى أهميته في أي عملية اقتحام لمنطقة الجليل, فإذا نظرت جنوباً, ترى حيفا والكرمل كله والكريوت, إلى اليسار, ديشون وكريات شمونة, من جهة الشمال, مدينة صور, وصولا الى صيدا, من جهة اليمين, جبل الشيخ, وقد استخدمت القواعد المتمركزة في هذه المنطقة, في قصف صفد والكرمل.
اللبونة: تقع في نقطة تشرف على سلسلة الهضاب المؤدية إلى صور. وهي تدافع عن مستوطنات الجليل الغربي.
واذا كان هذا الاحتلال, قد سمح لاسرائيل بفرض منطقة عازلة داخل الجنوب, بعمق يصل في بعض النقاط الى خمسة كيلومترات, اضافة الى قدرة استطلاع ورصد وجمع معلومات, لا يوفرها الاستطلاع الجوي, الا انه في نفس الوقت يعاني من خلل خطير, يتمثل بعدم وجود ترابط جغرافي بين هذه النقاط المعزولة, ما يجعلها اهدافا سهلة لعمليات المقاومة التقليدية, وفقا للمصادر, التي ابدت خشيتها من ان يكون ذلك بداية لمشروع اكبر لتوسيع عمليات قضم الاراضي اللبنانية, بحجة ربط تلك النقاط لضمان امنها.