كتبت صحيفة "الأنباء" تقول:
![](https://www.alraiionline.com/banner-img/2024-12-02-6-06-33681.jpg)
وكأنه كُتب على اللبنانيين أن لا يفرحوا ولا يعيشوا في دولة تُحفَظ فيها كرامتهم وتنهض بمستقبل أبنائهم نحو غد أفضل.
والمشهد على طريق المطار أمس وأمس الاول خير دليل على مستوى الإنحدار الذي لا زلنا نعيشه, والمنزلق الذي يحاول البعض, وإن تخفّوا, أن يأخذوا البلد إليه.
ففي تطور صادم, لا يشبه المرحلة الجديدة التي دخلها لبنان منذ انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل الحكومة وإطلاق مسار الإصلاح والإنقاذ, عمدت عناصر مجهولة معلومة إلى القيام باعتداءات وأعمال شغب وفوضى وتكسير وحرق سيارات على طريق المطار, ما حوّله إلى أشبه بساحة حرب.
وأما الأخطر بما حصل أمس, فكان الإعتداء على موكب نائب قائد القوات الدولية العاملة في لبنان "اليونيفيل", وحرق آلية تابعة للموكب وإصابة عدد من العناصر.
ما دفع باليونيفيل إلى إصدار بيان عالي النبرة, اعتبرت فيه أن "مثل هذه الهجمات ضد قوات حفظ السلام تعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وقد تشكل جرائم حرب.
ونحن نطالب السلطات اللبنانية بإجراء تحقيق شامل وفوري, والعمل على تقديم جميع المسؤولين عن هذا الهجوم إلى العدالة".
وعلى الأثر, اتصل قائد الجيش بالنيابة اللواء الركن حسان عوده بقائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل, وأكد أن الجيش يرفض أي تعرُّض لليونيفيل, وسيعمل على توقيف المواطنين الذين اعتدوا على عناصرها وسوقهم إلى العدالة.
وبنبرة حازمة, أعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه أنه "تشهد عدة مناطق ولا سيما محيط مطار رفيق الحريري الدولي احتجاجات تتخللها تعديات وأعمال شغب, بما في ذلك التعرض لعناصر من الجيش, ومهاجمة آليات تابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل, ومحاولة إغلاق طريق المطار.
وتحذّر قيادة الجيش المواطنين من مواصلة هذه الممارسات التي من شأنها خلق توتر داخلي لا تحمد عقباه خلال المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد.
وتستمر الوحدات في تنفيذ مهمات حفظ الأمن, وستعمل بكل حزم على منع أي مساس بالسلم الأهلي وتوقيف المخلين بالأمن".
ويأتي هذا التصعيد الفوضوي, الذي استدعى صدور مواقف عدة تبرأت منه, ووصفت الذين قاموا به بعناصر غير منضبطة, قبل أيام من انتهاء مهلة اتفاق وقف إطلاق النار الممددة في 18 الجاري, والحديث المتزايد عن احتمال تمديدها مرة اخرى وعدم التزام اسرائيل بالانسحاب الكامل, كما قبل أيام من تشييع السيد حسن نصرالله.
اتصالات مكثفة
وفي سياق الاتصالات التي يجريها الرئيس جوزاف عون لتحقيق الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب, أفادت مصادر متابعة عبر الأنباء الالكترونية أن عون يقوم بإجراء سلسلة من الاتصالات مع رؤساء الدول المعنية بالازمة اللبنانية وتحديداً فرنسا والولايات المتحدة الاميركية والسعودية.
قبل وصول المبعوثة الاميركية مورغان أورتاغوس الى بيروت غداً الأحد في السادس عشر من الجاري في محاولة لتغيير الموقف الاميركي.
واستغلال الموقف الفرنسي للضغط على اسرائيل لالزامها استكمال الانسحاب الكامل من جنوب لبنان.
ومن المنتظر ان يجري عون اتصالات دبلوماسية لتدارك الموقف قبل فوات الأوان.
وكان عون قد أوعز الى مندوب لبنان في لجنة المراقبة إبلاغ أعضاء اللجنة الرفض التام غير القابل للنقاش تأجيل انسحاب الجيش الاسرائيلي من النقاط الخمس وضرورة انسحاب اسرائيل قبل 18 شباط الجاري.
والتواصل مع الدول المؤثرة لاسيما الولايات المتحدة وفرنسا للوصول الى الحل المناسب.
ولفت من جهة اخرى اننا نريد أن نستعيد ثقة الدول الشقيقة والصديقة وتشجيعهم على المجيء الى لبنان
وكان أعلن رئيس لجنة آلية مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار الجنرال جاسبر جيفرز انه يثق بقدرة الجيش اللبناني بالسيطرة على قرى جنوب الليطاني قبل الثلاثاء المقبل موعد انسحاب الجيش الاسرائيلي منها. وجاء كلام جيفرز بعد اجتماع اللجنة في الناقورة.
حيث أجرى الحاضرون تخطيطاً فنياً عسكرياً شمل القرى المتبقية في منطقة جنوب الليطاني واستعداد الجيش اللبناني السيطرة عليها قبل 18 الجاري.
وكشف جيفرز عن تقدم كبير على مدى الأشهر القليلة الماضية, وأنه على ثقة ان القوات المسلحة اللبنانية ستسيطر على جميع المراكز السكانية في منطقة جنوب الليطاني قبل الثلاثاء المقبل.
المقترح الفرنسي
بالتزامن, خرج إلى العلن المقترح الفرنسي القاضي بنشر قوات تابعة لليونيفيل بينهم جنود فرنسيين في جنوب الليطاني. إلا ان المعلومات تشير إلى رفض إسرائيلي لهذا المقترح رغم طرحه بشكل جدي من قبل باريس.
وقد أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو ان بلاده تقدمت بهذا الاقتراح لحل المشكلة بين لبنان واسرائيل وتأثير ذلك على تطبيق القرار 1701.
سلام يستعجل
في هذه الاثناء, أشارت مصادر سياسية لجريدة الأنباء الالكترونية الى أن الرئيس نواف سلام يستعجل إقرار البيان الوزاري لاطلاع رئيس الجمهورية عليه لأخذ الموافقة قبل طلب ثقة مجلس النواب.
وذلك بهدف تفرغ الوزراء للعمل والقيام بالاتصالات اللازمة لانسحاب اسرائيل من جنوب لبنان ومعالجة الازمات المستجدة لأن الأوضاع الأمنية غير مطمئة, خاصة بعد التحركات غير البريئة على طريق المطار ومناطق أخرى في بيروت.
ولفتت المصادر إلى ان الهدف من هذه التحركات كما يبدو هو تشويه صورة لبنان وضرب مسيرة العهد وعودة الفوضى الى الساحة المحلية, متخوفة من مؤامرة مكشوفة لمنع مسيرة الدولة من الإقلاع.
ذكرى استشهاد الحريري
وكانت الذكرى العشرين لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري استحوذت أمس على اهتمام سياسي وشعبي كبيرين, لا سيما وأنها تزامن هذه العام مع شبه عودة للرئيس سعد الحريري إلى الحياة السياسية, مؤكدا ان "كل شي بوقتو حلو".
وقد أعلن الحريري في كلمته أمام جمهور تيار المستقبل في ساحة الشهداء عودة التيار الى العمل السياسي والمشاركة بكل الاستحقاقات الوطني, بعدما كان قد أعلن خروجه من السياسية وتعليق العمل السياسي قبل ثلاث سنوات مع بداية العام 2022.
الحريري خاطب جمهوره بالقول منذ 20 سنة نزلتم الى الساحة وقلتم للشهيد رفيق الحريري اننا سنشتاق إليك.
واليوم عدنا الى هذه الساحة لنقول للشهيد الحريري اشتقنالك.
وقال "لا مهرب من تحقيق العدالة أكانت على الارض او في السماء".
ورأى أن مسؤولية الجميع حل الازمة الاقتصادية واعادة التنمية الى مختلف المناطق, مشيراً إلى أن لبنان أمام فرصة ذهبية بعد انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة جديدة.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام