انسحبت قوات الاحتلال الاسرائيلي, من القرى والبلدات الأمامية في قضاء صور (القطاع الغربي), باستثناء مرتفعات اللبونة في الناقورة ومحلة جبل بلاط في مروحين المطلين على مدينة صور وبلدات القضاء وبساتين الموز والليمون على الطريق الساحلية صور – الناقورة.
![](https://www.alraiionline.com/banner-img/2025-2-03-3-58-3365.jpg)
والانسحاب الإسرائيلي من البلدات والقرى الأمامية القريبة جداً من المواقع والمستوطنات الإسرائيلية, لم يحصل في 27 كانون الثاني الماضي, الموعد المحدد لانتهاء مدة الستين يوماً التي نص عليها اتفاق وقف النار, وإنما بدأ يحصل تباعاً بعد أن توغلت قوات الاحتلال داخل عدد من القرى والبلدات ولاسيما منها الناقورة والضهيرة وياربن وطير حرفا وشمع والجبين ومروحين, وعمدت الى تفخيخ المنازل والبنى التحتية وتفجيرها وجرفها, واقتلاع الأشجار وتخريب الطرق الرئيسية والداخلية.
ولا بد من الاشارة الى أن غالبية هذه البلدات والقرى كانت منذ اليوم الأول لاشتعال جبهة الجنوب وبدء معركة "إسناد غزة" التي أعلنها "حزب الله" غداة عملية "طوفان الأقصى", كانت عرضة يومياً لقصف صاروخي ومدفعي إسرائيلي من الجو والبر, في ظل كثافة الصواريخ التي كان يطلقها الحزب من هذه المنطقة.
علماً أن بلدة الضهيرة كانت منطلقاً لباكورة الهجمات التي نفذتها مجموعة من حركة "الجهاد الإسلامي" ضد موقع اسرائيلي بمحاذاة البلدة, قبل أن تكر سبحة هجمات "حزب الله" على طول خط المواجهة في القطاعات الجنوبية الثلاثة الغربي والأوسط والشرقي.
بعد أن عاينت "النهار" ميدانياً الوضع في عدد من هذه البلدات والقرى ولاسيما منها الناقورة, أولى البلدات التي انسحبت منها قوات الاحتلال, والبياضة وشمع, جالت في طير حرفا, الجبين , الزلوطية , يارين , البستان , الضهيرة وعلما الشعب. وباستثناء علما الشعب التي سلم بعض منازلها من الدمار والخراب, لم يعد في البلدات الأخرى أي أثر للحياة, وتحولت فيها كل معالم الحياة كتلاً من أنقاض المباني, حتى لوحاتها الارشادية عند مداخلها اقتلعت, كما الطرق وشبكات المياه والكهرباء ومجاري الصرف الصحي التي جرفت.
اللافت أن منازل معدودة اقتحمها الجيش الإسرائيلي واتخذها مقاراً للراحة والمنامة, لم يصر إلى تدميرها بشكل كامل.
وعدا ذلك, طاول القصف وأعمال التفجير والتخريب والتجريف, كل ما كان قائماً في هذه القرى والبلدات التي تحتاج إلى إعادة بناء كل شيء فيها على كل الصعد والمستويات لكي تصبح صالحة للعيش.
من هنا, أبناء هذه البلدات والقرى النازحون, عادوا إليها بعد انسحاب قوات الاحتلال لكنهم ما لبثوا أن عادوا أدراجهم, عندما وجدوا أن منازلهم أصبحت كتلاً من الركام والخراب, وحيث لا كهرباء ولا مياه ولا مراكز دينية أو صحية أو تربوية, الى طرق وعرة جرّدت من الزفت.
واللافت أن عدداً من الأهالي يصرون على الحضور ولو لساعات معدودات, نعبيراً عن إصرارهم على التمسك بأرضهم, في انتظار انطلاق ورش إزالة الركام وإعادة إعمار بيوتهم وبلداتهم.
النهار