في قلب الكيان اللبناني تتربّع مدينة زحلة, عروس البقاع, مدينة الشعر والنبيذ وحكايةٌ لا تنتهي من العزّ والشموخ . زحلة ليست مجرّد مدينة بل رمزٌ للكرامة والتجذّر, حيث يلتقي عبق التاريخ بروح الحداثة وحيث يحتضن البردوني أسرارها, ويروي للآتين قصصاً عن مجدها وأصالتها . وكما يُنسب إلى عظيم زحلة الشاعر سعيد عقل: "بيتي بنص زحلة, وزحلة بنص لبنان, ولبنان بنص العالم." كيف لا وهي التي جمعت في روحها سحر الجغرافيا وعمق التاريخ ودفء الانتماء؟
ما يميّز زحلة ليس جمالها فحسب, بل أهلها المقيمين كما المنتشرين في أصقاع الأرض الذين لم تفصلهم المسافات عن محبتها . أينما حلّوا, حملوا زحلة في قلوبهم, كما يحمل النهر مياهه إلى البعيد, لكنّه لا ينسى منبعه . هم سفراؤها في الانتشار, يرفعون اسمها عالياً, ويثبتون أنّ الانتماء ليس مجرد مكان بل هويةٌ لا تتغيّر . وقد يبتعد الزحلي عن مدينته, لكنّه لا يغادرها يوماً لأن زحلة ليست فقط مسقط الرأس بل مسقط القلب . فيها يتجدّد العشق ومنها يبدأ الحنين وإليها تعود الروح دائماً , كما تعود الطيور إلى أعشاشها . زحلة ليست مدينةً فحسب بل أسطورةٌ تحيا فينا وأرزةٌ لا تهزّها الرياح .
عشق زحلة ليس مجرّد كلمة بل حياةٌ تُعاش بحبٍّ وانتماء . وكما زحلة, لبنان ليس مجرّد وطنٍ نحيا فيه بل روحٌ تسري في عروقنا وهواءٌ مشبّع بعبق الأرز وتاريخٌ محفور في الجبال والوديان . هو هويةٌ تعيش فينا أينما حللنا مهما تبدّلت بنا الأيام . ولا يقل حبّ لبنان عن حبّ زحلة عاصمة الصناعة اللبنانية والمركز الاقتصادي والصناعي البارز, والوجهة السياحية التي تستقطب عشّاق الطبيعة والتاريخ والمذاق الفريد, زحلة "الأيقونة"أيها الاصدقاء لا يُقاس حبّ زحلة بمقياسٍ عادي بل يتجاوز حدود الانتماء ليبلغ حدّ العشق, عشقٌ لا تهزّه العواصف ولا تضعفه المحن .
بقلم نقولا أبو فيصل