قال مصدر سياسي بارز مطلع على كواليس التشكيل لـ"الجمهورية", إنّ الرئيس المكلف نواف سلام سيزور قصر بعبدا في الساعات المقبلة, ربما لتقديم مسودة نهائية او لاستكمال النقاش في بعض التفاصيل مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون, علماً انّ التواصل بينهما لم ينقطع, لكن زيارة سلام لبعبدا ستنفي وجود اي خلاف او فتور بينهما كما يُشاع.
وكشف المصدر انّ الرئيس عون دخل بقوة أمس على خط الاتصالات لتذليل العقبات المتبقية. وقال: "انّ الأمور قطعت شوطاً مهمّاً مع الكتلة السنّية, لكن "القوات اللبنانية" لا تزال رافضة وتصعّد مواقفها لتحسين أوراقها اكثر, وتحاول الضغط لأخذ حقيبة وزارة الخارجية, لكن سلام لن يقبل بهذا الأمر وهو ثابت على مواقفه". وشدّد المصدر على "انّ سلام على رغم من امتعاضه مما يواجهه من تعثر, ليس في صدد الاعتذار على الإطلاق وهو ماضٍ في مهمّته".
وفي ما يتعلق باسم الوزير الخامس في الحصة الشيعية الذي لم يُحل بعد, علمت "الجمهورية" انّ "الثنائي" قال لسلام في الاجتماع الأخير معه ان لا مشكلة في ان يسمّيه الرئيسان عون وسلام, لكن الاسم يبقى مرهوناً بموافقته.
مفارقة غريبة
في السياق نفسه, أبلغت اوساط مواكبة لمخاض تشكيل الحكومة إلى "الجمهورية", انّه ومع اقتراب الولادة تصاعد شدّ الحبال بين القوى السياسية والرئيس المكلّف, وسط محاولات الكتل الوازنة تحسين شروط مشاركتها وتحصيل أكبر مكاسب وزارية ممكنة.
ولفتت هذه الاوساط إلى انّ هذا المسعى لتحسين المواقع في الحكومة المفترضة ترافق مع اشتداد الضغط العلني لبعض الجهات على سلام لدفعه إلى التجاوب مع مطالبها, فيما لا يزال يحاول تدوير الزوايا على قاعدة التوفيق بين معاييره وبين طموحات أصحاب الشهية المفتوحة. وأشارت الاوساط إلى انّ هناك من يحاسب سلام على حكومة لم تولد بعد, في ما يشبه محاكمة نيات, معتبرةً انّ هناك هجوماً استباقياً عليه لتكبيله بقيود سياسية تحت شعار انّه من غير المقبول أن يخضع إلى إرادة الثنائي الشيعي ويميزه في المعاملة, وانّ عليه تشكيل حكومته على قاعدة التحولات الأخيرة في لبنان والإقليم.
ولاحظت الاوساط انّ المشكلة باتت على نحو أساسي بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" وبعض النواب التغييريين والشخصيات السنّية, وبين الرئيس المكلّف الذي تمّت تسميته بأصوات هؤلاء اصلاً, ما يؤشر إلى مفارقة غريبة وخلط في الأوراق السياسية.
ولكن الأوساط رجحت ان يتمكن سلام في نهاية المطاف من إنجاز توليفته الحكومية بأقل الخسائر الممكنة, الّا إذا كان هناك من يصرّ على عدم التعاطي بواقعية سياسية مع هذا الملف.
الجمهورية