رغم إعلان التوافق على التهدئة قبيل دخول الهدنة حيز التنفيذ, لم يتوقف القصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ صباح اليوم السبت, ما دفع حركة الجهاد الإسلامي لتقديم تعليق رسمي حول الوضع.
وقد صرح أبو حمزة, المتحدث باسم سرايا القدس, الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي, في بيان عبر حسابه على تيليغرام, بأن على أسر الرهائن الإسرائيليين أن تطالب الجيش الإسرائيلي بوقف الضربات الجوية المكثفة في الساعات المتبقية قبل سريان وقف إطلاق النار. واعتبر أن استمرار هذه العمليات العسكرية قد يؤدي إلى مقتل الرهائن أثناء قيامهم بالترتيبات الميدانية النهائية لإطلاق سراحهم.
جاء هذا الإعلان بعد أن أفادت مصادر لشبكة "العربية" اليوم السبت, بأن هناك توافقًا على هدوء ميداني يبدأ في عصر اليوم, بهدف إتاحة الفرصة لإتمام عملية إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين. بدوره, أعلن الجيش الإسرائيلي لاحقًا عن استعداده لوقف إطلاق النار في إطار التهدئة المقررة.
ورغم هذا التوافق, أفاد مراسل "العربية" في وقت لاحق من اليوم بارتفاع وتيرة الغارات الإسرائيلية على غزة, حيث استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية عدة مناطق في القطاع, بما في ذلك ساحل مدينة غزة, ومخيم النصيرات, بالإضافة إلى قصف دبابات إسرائيلية استمر في المناطق السكنية شمال غزة.
ويشار إلى أنه منذ الإعلان عن الاتفاق بين إسرائيل وحركة حماس مساء الأربعاء الماضي, لم تهدأ الغارات الإسرائيلية على القطاع, ما أدى إلى تدمير العديد من الأبنية في الشمال وتحويلها إلى أنقاض. وأكد الدفاع المدني الفلسطيني أن أكثر من 100 قتيل سقطوا في القصف الإسرائيلي حتى يوم أمس الجمعة.
وقد أسفرت شهور من الحرب العنيفة في غزة عن مقتل أكثر من 46 ألف فلسطيني, أغلبهم من النساء والأطفال, إضافة إلى نزوح ما يقارب مليوني فلسطيني, الذين اضطروا للفرار من منازلهم أكثر من مرة خلال 15 شهرًا من القصف المستمر.
وأدى الحصار الإسرائيلي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع, حيث يعاني الفلسطينيون من نقص حاد في المساعدات الطبية والغذائية, فيما تنتشر الأوبئة والأمراض بسبب القيود المفروضة على المساعدات.
أما عن حركة الجهاد الإسلامي, فهي تحتجز أيضًا رهائن إسرائيليين إلى جانب حركة حماس, وتواصل جهودها لتحقيق أهدافها في ظل الوضع الراهن.