أنفاق وترسانة عسكرية ضخمة أقامها "حزب الله" طيلة السنوات الماضية, رغم وجود قوة الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) التي تراقب تطبيق القرار 1701.
الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله كشفت عن تعزيز الحزب قدراته العسكرية في المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني وصولاً إلى الحدود مع إسرائيل, مما أثار تساؤلات حول فعالية عمل اليونيفيل.
انتقاد اليونيفيل جاء على لسان مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب, مايكل والتز, الذي قال خلال حديث في معهد الولايات المتحدة للسلام بواشنطن, إن "أنفاق وأنظمة الصواريخ كانت نشطة على مسمع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة".
هذه الانتقادات أعادت النقاش حول فعالية وجدوى اليونيفيل, التي عزز مجلس الأمن دورها بموجب القرار 1701 عقب حرب تموز 2006. وقد أوكل إليها مجلس الأمن مساعدة الجيش اللبناني لضمان خلو جنوب نهر الليطاني من أي أسلحة غير شرعية.
في ظل هذه الانتقادات, وصل الأمين العام للأمم المتحدة, أنطونيو غوتيريش, إلى بيروت, واعتبر الزيارة "تعبيراً عن التضامن مع لبنان وشعبه". غوتيريش زار أمس مقر اليونيفيل في الناقورة, حيث أشاد بالقوات قائلاً: "أنتم على الخط الأزرق من أجل السلام".
وأضاف أن القوات الأممية تمكنت منذ 27 تشرين الثاني, تاريخ دخول وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل حيز التنفيذ, من الكشف عن أكثر من 100 مخزن أسلحة لحزب الله أو مجموعات أخرى, معتبراً ذلك "انتهاكاً صارخاً للقرار 1701".
انتقادات عديدة وجهت لليونيفيل, إذ اعتبر تقرير مشترك لديفيد شينكر والعميد الإسرائيلي المتقاعد أساف أوريون أن اليونيفيل فشلت في مصادرة أسلحة حزب الله قبل اندلاع الحرب, وفي التحقيق بشأن مستودعات الأسلحة التي استهدفتها إسرائيل.
ويرى الكاتب علي الأمين أن "الخلل ليس في المعرفة بوجود الأنفاق, بل في غياب الإرادة الدولية لتطبيق القرار 1701", مشيراً إلى أن حزب الله استخدم السكان لإعاقة مهام اليونيفيل, وبدورهم, الجيش اللبناني كان أقرب في تعامله للحزب منه لليونيفيل.
أما المحلل وجدي العريضي, فيعتبر أن القوات تفتقر للصلاحيات اللازمة لمنع تسلح حزب الله, في حين أشار الباحث السياسي مكرم رباح إلى أن عناصر اليونيفيل باتوا "رهائن لدى حزب الله".
ويؤكد التقرير المشترك أن غياب الإرادة الدولية يجعل اليونيفيل عاجزة عن أداء مهامها, ما يطرح تساؤلات حول مصير هذه القوة, خصوصاً مع استمرار الانتقادات بشأن دورها وتكاليفها السنوية.
وصف تقرير شينكر وأوريون اليونيفيل بأنها "متواطئة", لكن الأمين يرى أن ذلك يعكس غياب الحسم الدولي أكثر من كونه تواطؤاً مباشراً.
أما غوتيريش, فأكد من الناقورة مواصلة تعزيز قدرات اليونيفيل, مشيراً إلى أهمية إزالة الألغام والذخائر غير المنفجرة لضمان استعادة حرية الحركة وتنفيذ المهام الموكلة إليها.