جاء في "الأخبار":
أكّدت تطورات الساعات الماضية المؤكّد لجهة أن انتخاب رئيس الجمهورية يُراوح في المأزق, وأن جرعات التفاؤل التي تُشاع بين حين وآخر ليست سوى رغبات أو مناورات في سياق الضغط, بينما لا تزال التعقيدات ذاتها, ما يُبقي الملف مفتوحاً على كل الاحتمالات. الأكيد أن الأيام الأخيرة, لم تشهد أي تطور على صعيد المواقف الداخلية, ولم ينجح أيّ طرف في ملاقاة طرف آخر أو التقاطع على اسم محدد. فلا يزال حزب الله وحركة أمل يتحفّظان عن الإعلان عن اسم جديد غير رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية, ولا يزال نواب التغيير أو المستقلين منقسمين في ما يتعلق بدعم قائد الجيش العماد جوزف عون, فيما يسيطر الإرباك على موقف النواب السنّة الذين ينتظرون بغالبيتهم, موقف المملكة العربية السعودية. أما بالنسبة إلى القوى المسيحية, فإن رأي التيار الوطني الحر المعروف بانتخاب عون يقابله "غموض" في قرار معراب, من دون أن ينجح الطرفان في التقاطع حول اسم جديد.
وعلمت "الأخبار" أن الأيام الأولى من السنة الجديدة والفاصلة عن جلسة 9 كانون الثاني الرئاسية, ستشهد حركة خارجية باتجاه بيروت, تتمثل بوفود أميركية وفرنسية وسعودية ستزور لبنان, للتسويق لانتخاب قائد الجيش, وإعلان موقف واضح بدعمه. وهذا الأمر لن يؤدي إلى انتخاب رئيس على الأرجح, إلا في حال وافقَ رئيس مجلس النواب نبيه بري ومعه حزب الله, وفي حال كان الكلام الدولي يحمل عرضاً للبنان والتزاماً تراه الكتل فرصة للخروج من المأزق. أما إذا تبيّن عدم وجود قدرة على تأمين التوافق حول اسم عون, فذلك يعني العودة إلى النقاش في أسماء أخرى. وقالت مصادر مطّلعة "إن ترشح رئيس القوات سمير جعجع مستبعد, فهو أيضاً من الجهات الداخلية التي يشملها الضغط للسير في ترشيح عون, ولا يوجد أي مؤشر إلى دعمه", لذا هو "يفضّل تأجيل الجلسة شهرين إضافيين بانتظار وضوح الصورة في الولايات المتحدة وسياستها تجاه المنطقة, والتي قد تؤمّن ظروفاً تدعم ترشحه", لافتة إلى أنه "يفضّل تطيير الجلسة, لكنه لا يفعل ذلك لتحميله مسؤولية أي تطيير للنصاب".
وعليه, بدأ جعجع عملية جسّ نبض لبعض الدول من أجل فهم موقفها من ترشحه. وكشفت مصادر بارزة أن قائد "القوات" أوفد النائب بيار بو عاصي إلى المملكة العربية السعودية للقاء الأمير يزيد بن فرحان المسؤول المباشر عن الملف اللبناني في الخارجية السعودية, ومحاولة فهم ما إذا كانت هناك إمكانية لتبنّي ترشيحه.
وبسبب وجود هذا الجو, قال البطريرك بشارة الراعي أمس إنه "في التاسع من كانون الثاني المقبل, أي بعد عشرة أيّام وهو اليوم المحدّد لانتخاب الرئيس, ما زال البعض يفكّر بالتأجيل بانتظار إشعارٍ ما من الخارج. وهذا عيب العيوب وهو مرفوض بكلّيته. وحذار اللعب بهذا التاريخ الحاسم", مشيراً إلى "فقدان السياسيين الثقة بأنفسهم, كما هو ظاهر اليوم في عدم انتخاب رئيس للجمهوريّة منذ سنتين وشهرين, وانتظارهم اسم الرئيس من الخارج, وهذا عار كبير, علماً أنّنا نقدّر ونشكر للدول الصديقة حرصها على انتخاب الرئيس وتشجيعها للدفع إلى الأمام بعجلة انتخابه".