يختتم لبنان عامه الحالي بمحرقة جماعية طالت ألسنة لهيبها جميع المكونات اللبنانية وأحرقت خلفها ما تبقى من ذيول أربع سنوات عجاف دون رئيس للجمهورية,
اذ يقف لبنان اليوم على شفير الهاوية على مدخل العام ٢٠٢٥ يصارع الوجود للبقاء على الخريطة حيث يستجدي العون والمساعدة من الدول العربية والغربية لكن ما من مجيب يسمع ولا من يد مستعدة لمد العون, حيث تبقى جميع الدول تأخذ دور المتفرج على هذا البلد الصغير الذي يتخبط في صراعات لا ناقة له بها ولا جمل,
نعم نقول أن أبناء هذا البلد هم من أحرقوه هم من قدموه قربانا" للولي الفيقه, وهم من عاثوا به فسادا" وشوهوا صورته الجميلة, فمنذ انتهاء الحرب الأهلية لليوم والثنائي العظيم عبر أمه الفخرية ايران ينفذ مخطط خارجي طويل عريض للاستيلاء على البلد بكل مفاصله, بدءا" بالاغتيالات وصولا" إلى التعطيل وعدم انتخاب رئيس جمهورية ثم إلى قضم سيادة لبنان والتحكم وخطف القرارات الكبيرة, ثم إلى حرب الإسناد ثم إلى اجترار الاسرائيلي لشن حرب من أعنف الحروب التي شهدها لبنان حيث كانت الطلقة الأخيرة التي أودت بحياة هذا البلد الصغير وأردته قتيلا يصارع البقاء على الخريطة ويستجدي المساعدة من الدول الخارجية انما ما من مجيب ولا من سميع. هذا الثنائي العظيم الذي وظفته ايران لتحكم سيطرتها ونفوذها على بلدنا لبنان ليس فقط عسكريا بل للتحكم بجميع مفاصل الدولة والذي يساهم في اضعاف مؤسساتها وتعميق الخلافات السياسية وجعل قرار السلم والحرب في جيبها, هذه السلطة إلارهابية المسلحة الممولة من ايران أرتهنت لبنان على مدى سنوات مع تنظيم جيش موازي للجيش اللبناني يفرض شروطه على الحكومات ويقود سيادة الدولة خدمة" لصالح مشروعه, هذه السلطة الخارجة عن القانون انهكت قواه وسرقت خيراته ودمرت بناه التحتية والفوقية وسيطرت على مفاصله وخنقت أنفاسه لتنفيذ أجندات خارجية يقولون أنهم لها ومعها يقولون أنهم يرفعون راياتها يقولون أنهم يدافعون عنها ألا وهي القضية الفلسطينية, التي جعلوها شماعة ليعلقوا عليها أكاذيبهم وعهرهم المعهود, ولعل مذكرة التفاهم بينه وبين العونيين ليصل عون الى رئاسة الجمهورية كانت من أكبر الصفقات التي حصل من خلالها الحزب على غطاء مسيحي كبير لفرض سيطرته على سيادة الدولة والتحكم بها, طبعا" ولا ننسى دعم الطاغية الأكبر السوري له كي لا يتفوق أي سلاح أخر عليه ويبقى المسيطر لتحقيق مكتسباته وتثبيت حكمه وطغيانه وبطشه وجبروته وتعنته بالسلطة والقوة والقتل تجاه ابناء بلده, ولن ننسى تاريخه المشرف باستعمال السلاح داخل لبنان وعلى أهله اللبنانيين أنفسهم , ولن ننسى قراراته العديدة بجر لبنان لحروب وصراعات مع اسرائيل دون موافقة من أحد, وكان أخرها حرب إسناد غزة التي لم توقف رصاصة تطلق تجاه قضيتها, أنما حملت اللبنانيين وهذا البلد المنهك خسائر بشرية ومادية تقدر بملايين الدولارات, وآلت بمئات العائلات من أبناء جلدته إلى الشوارع باحثين عن مأوى ودفعت ثمن ما قدمه لهم الحزب من خراب وويلات بحجة العقيدة وخدمة ولي الفقيه وحجة المقاومة.
أما بعد, واليوم, وبعد كل الانجازات الرنانة وبعد حرب دامت شهرين شرذمت وفرقت وقتلت وهجرت معظم أبناء البلد الواحدمازال حزب الشيطان والثنائي العظيم يكابر بتسليم سلاحه للجيش اللبناني, مازال يختار طريق الالتفاف والالتواء مازال يحلم ببناء مجد الإمبراطورية الفارسية على شاطئ المتوسط, مازال الوهم يسيطر على عقول الفارسيين حيث لن يتخلوا عن أذرعتهم المقطعة أشلاء" ويسعون بكل جهد للحفاظ على ما تبقى لهم منها من خلال إعادة دعمهم بلمال والسلاح, فهي بلا شك تحكم القبضة على لبنان ان لم يكن بالمباشر فأنه بالتعطيل والتسلط والتسليح وفرض عدم الاستقرار.
وعليه, وفي خضم هذه التحولات والتحديات الكبيرة التي تمر بها المنطقة فأنه من الأجدى لنا تعليق المشانق وأن تتم معاقبة كل من خان واستكبر وسولت له نفسه بيع هذا البلد للفارسي, معاقبة تثلج صدور أهالي الشهداء الذين فقدوا اغلى ما يملكون فداء "ل لا احد ", وأنه على اللبنانين جميعا" لم الشمل وحمل ما تبقى وانتخاب رئيسا" للجمهورية واقرار إصلاحات مباشرة في جميع مرافق الدولة واعادة هيكلة المصارف واعادة الثقة وأموال المودعين وجلب الاستثمارات الخارجية وجعل قرار السلم والحرب فقط بيد الجيش اللبناني وحكومته على أمل أن يحمل العام المقبل الأمان والاستقرار والسلام,
بقلم: عبدالرحمن أحمد ياسين