كشفت مصادر أمنية إسرائيلية أن تل أبيب تستعد لشن عمليات عسكرية واسعة ضد جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن, في خطوة تهدف إلى إلحاق الضرر بالجماعة وقياداتها, بالإضافة إلى الرد على الهجمات بالطائرات بدون طيار والصواريخ التي أطلقها الحوثيون على إسرائيل في الآونة الأخيرة.
ووفقًا للمصادر الأمنية, التي نقلتها قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية, فقد اقترحت إسرائيل على الولايات المتحدة ودول أخرى المشاركة في تنفيذ عمليات مشتركة ضد الحوثيين. وبحسب التقديرات, قد تستمر هذه الحملة العسكرية عدة أسابيع.
في الأشهر الماضية, شن الحوثيون هجمات متكررة بالصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل, بالإضافة إلى استهداف السفن المتجهة إليها. وتؤكد جماعة الحوثي أن هذه الهجمات تأتي في إطار دعمهم للمقاومة في قطاع غزة, وأنهم لن يتوقفوا عن تنفيذ هذه العمليات ما لم يتم وقف العدوان الإسرائيلي على غزة.
وفي السياق ذاته, أكد مسؤول إسرائيلي, رفض الكشف عن هويته, أن الحوثيين أظهروا تقدمًا تكنولوجيًا غير متوقع في مجال الطائرات المسيرة والصواريخ. وأضاف أن الدعم الإيراني مكنهم من اتخاذ "خطوات عملية" لتحقيق أهدافهم, التي تشمل تدمير الولايات المتحدة وإسرائيل.
وأشار الخبراء إلى أن الحوثيين قد تمكنوا من التحايل على أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلي, التي كانت تعتبر من الأكثر تطورًا, مما أعاد تسليط الضوء على معضلة عسكرية إسرائيلية دائمة: كيف يمكن هزيمة عدو مسلح بأسلحة منخفضة التكلفة نسبيًا؟
من جانبه, قال يوئيل جوزانسكي, المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي, إن الحوثيين يسعون إلى حرب استنزاف ضد إسرائيل, بهدف الاستمرار في إطلاق الهجمات من أجل إثبات أنهم "المقاومة الحقيقية". وأضاف أن تكلفة الطائرات بدون طيار والصواريخ التي يستخدمها الحوثيون لا تتجاوز بضع آلاف من الدولارات لكل واحدة, بينما تكلف عمليات الاعتراض الإسرائيلية عشرات الآلاف من الدولارات على الأقل.
وأضاف جوزانسكي: "نظراً لانخفاض تكلفة إدخال طائرة مسيرة أو صاروخ إلى إسرائيل, يمكن للحوثيين استنزاف إسرائيل بهذه الطريقة. والسؤال الآن هو: كيف يمكن لإسرائيل تجنب الوقوع في فخهم؟"
من ناحية أخرى, أشار المؤرخ العسكري في الجامعة العبرية بالقدس, داني أورباتش, إلى أن الحوثيين يبعدون أكثر من 1000 ميل عن حدود إسرائيل, وهم يتواجدون في بيئة جبلية فقيرة بدون بنية تحتية مركزية. وقال إن هذه العوامل تجعل من الصعب على إسرائيل توجيه ضربات مؤثرة ضدهم, حيث إن استهدافهم لا يؤدي إلى تعطيل عملياتهم بشكل كبير.
في الآونة الأخيرة, نفذت إسرائيل عدة غارات على مواقع في اليمن, وكان آخرها الهجوم الذي استهدف مطار صنعاء الدولي يوم الخميس الماضي, والذي أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل. وقد جاءت الغارة في وقت كان فيه المدير العام لمنظمة الصحة العالمية, تيدروس أدهانوم غيبريسوس, على وشك مغادرة المطار, مما دفع الأمين العام للأمم المتحدة, أنطونيو غوتيريش, إلى دعوة إسرائيل والمسلحين في اليمن إلى ضبط النفس ووقف الأعمال العسكرية.
كانت الأمم المتحدة قد دعمت نداءً لوقف التصعيد في المنطقة, حيث طالب الأمين العام للأمم المتحدة الطرفين بوقف العمليات العسكرية فورًا لتجنب المزيد من التصعيد الذي يهدد الاستقرار الإقليمي.