من منا لا يتمنى الانتقال إلى زحلة؟ لعل أكثر الإعلانات التي حكت عن الواقع اللبناني كانت إعلان عن شاب يوضب أغراضه استعدادا للهجرة, إلى زحلة, حيث يبتعد عن هم اللبناني الأول وسؤاله المتكرر عما إذا كانت "دولة أو موتور".
استطاعت شركة كهرباء زحلة الخاصة فعل ما لم تستطع أي جهة مسؤولة أخرى فعله. قامت بواجبها, 24/24 ساعة كهرباء تغطي مساحة تفوق الـ250 كلم مربع. بالتالي, حلت مشاكل أخرى وأزمات كان قد وقع فيها المواطن, من استغلال من أصحاب المولدات, لأزمات مياه وفواتير لا تنتهي. استطاعت شركة كهرباء زحلة الإمساك بزمام الأمور بشكل جعل اللبناني ينظر لزحلة على أنها أوروبا الداخل.
أما إعلاناتها الطريفة, والتي تلقي الضوء على أهمية ما فعلته الشركة وكيف استجابت لمطالب محقة, فهو زيادة في رصيدها الإبداعي.
إذا, كهرباء 24/24 ليس بالأمر المستحيل. فبعد التقنين الذي عاشه اللبناني والوعود الفارغة, ظن أن مطلبه المحق هو من عالم آخر, وأن انخفاض التقنين – إلى انعدامه – هو أمر مستحيل, فجاءت شركة كهرباء زحلة لتؤكد أن الأمر معقول وممكن.
وعاد المواطن ليحلم ويفكر, لما لم تستطع شركة كهرباء لبنان الإيفاء بوعودها والمشي على درب كهرباء زحلة, في تحمل مسؤوليتها والعمل بجدية ومصداقية وفعالية.
أزمة التقنين بالتيار الكهربائي وما ينعكس عنها من أزمات أخرى كأزمة المياه تؤثر سلبا على الحياة اليومية للمواطنين. ألم تجد الشركة المسؤولة في معاناة اللبنانيين سببا كافيا من أجل التحرك بجدية؟
آخر ما سمعناه كان وعود الشركة بزيادة التغذية في الشهرين الفائتين, "حبل وهمي", فالتغذية لم ترتفع لكن المصروف بات قليلا مع انعدام استخدام وسائل التبريد والتدفئة في شهرين معتدلين. واليوم, يعود المواطن لمواجهة تقنين أكبر ومحطات تزويد معطلة تطال المناطق جميعها.
وأكثر ما كان ملفتا في اليوم الأول من رمضان هو إفطار العديد من المنازل البيروتية على ضوء الشمعة. تلك المنازل التي لم يطلها التقنين سابقا بات يطالها الآن. أمر يشرح تراجعا في مستوى الخدمات التي تقدمها الشركة, لتزداد أسئلة المواطن حول حقه الأبسط, "النور".
أسئلة برسم مدير عام مؤسسة كهرباء لبنان كمال الحايك ووزير الطاقة أرتور نظاريان.
تردٍ في الكهرباء مصاحب بارتفاع بالفواتير, يكاد يستنزف المواطن اللبناني ماديا ومعنويا, ليجد الاخير نفسه كما في الإعلان, مسرعا إلى زحلة, عروسة البقاع بجدارة.