بعد أيام قليلة من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان, تبرز سيناريوهات جديدة بشأن الوضع في قطاع غزة, وما الذي سيفعله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حيال الحرب المستمرة منذ أكثر من عام.
ويزيد العد التنازلي لوصول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض من الضغط على نتانياهو بشأن الوضع في غزة, حيث هناك عدة سيناريوهات قد يتبعها رئيس الوزراء الإسرائيلي لكسب ود ترامب قبل توليه منصبه. فما هي تلك السيناريوهات؟
توقع أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة, الدكتور طارق فهمي, أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قد يوافق على إتمام صفقة محدودة في الأيام القليلة المقبلة, تتضمن وقف إطلاق نار وهُدنة تستمر عدة أسابيع مقابل الإفراج عن 10 محتجزين على الأكثر من قبل حركة حماس.
وأوضح طارق فهمي في حديثه لموقع "24" أن الفترة الحالية تشهد تحركات إقليمية ودولية مكثفة من قبل مصر وقطر والولايات المتحدة الأميركية بشأن الاتصالات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس للوصول إلى اتفاق عاجل لوقف إطلاق النار في غزة, على غرار ما حدث في لبنان.
كما أكد أستاذ العلوم السياسية أن نتانياهو يريد أولاً التأكد من الترتيبات الأمنية في قطاع غزة قبل الإعلان عن إتمام تلك الصفقة المحدودة, لأن الوضع يختلف بشكل كبير عن لبنان, ولا يريد أن تعود حركة حماس إلى تسليح أفرادها مجددًا أثناء فترة الهدنة. وبالتالي, يتلقى طمأنة من خلال الاتفاق على نشر قوات الجيش في المنطقة.
وكان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان قد دخل حيز التنفيذ صباح أول أمس الأربعاء بعد موافقة مجلس الوزراء الإسرائيلي وحزب الله, بوساطة أميركية وفرنسية.
وحول أسباب قبول نتنياهو بتلك الصفقة المحدودة, قال الدكتور طارق فهمي إن هناك أربعة أسباب رئيسية تدفع نتنياهو للموافقة على وقف إطلاق النار في قطاع غزة. أولها, أن نتنياهو يسعى إلى تمديد مكانته في الساحة السياسية قدر الإمكان.
وأضاف فهمي أن نتنياهو على وشك بدء محاكمته في الثالث من كانون الأول الجاري بشأن المخالفات السياسية الداخلية, وبالتالي يسعى للتشويش على إجراءات المحاكمة من خلال الانخراط في المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس.
أما السبب الثالث, فيتمثل في رغبة نتنياهو في مواجهة تداعيات مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية والتي تطالب باعتقاله إلى جانب وزير دفاعه السابق يوآف غالانت. لذا يسعى لتهدئة الوضع في أسرع وقت.
وأكد الدكتور طارق فهمي أن السبب الرابع والأخير هو رغبة نتنياهو في إرسال رسالة مباشرة إلى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مفادها أنه يتجاوب مع دعوته للتهدئة ويريد تصفير المشاكل التي يواجهها في الوقت الحالي.
وأشار إلى أن نتنياهو يسعى لضمان أن يكون شمال غزة, على الأقل, خاليًا من السكان قدر الإمكان, وهو يراقب ذلك عن كثب قبل يوم تنصيب ترامب في الولايات المتحدة.
وفي سياق متصل, حمل القيادي في حركة حماس, سامي أبو زهري, رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مسؤولية عدم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ينهي الحرب على غزة, واتهمه بعرقلة الجهود. وقال أبو زهري: "حماس أبدت مرونة عالية للتوصل إلى اتفاق ولا زالت عند موقفها بالحرص على التوصل لاتفاق ينهي الحرب على غزة".