قطعت هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة لها, اليوم الخميس, الطريق الدولي الذي يربط العاصمة دمشق بمدينة حلب في شمال سوريا, وذلك إثر اشتباكات متواصلة منذ يوم أمس الأربعاء مع الجيش السوري, عقب هجوم مباغت شنته الهيئة على مناطق تابعة للنظام في شمال غرب البلاد.
ووفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان, فقد سيطرت الهيئة والفصائل المساندة على نقطة استراتيجية عند بلدة الزربة في ريف حلب, ما أدى إلى قطع الطريق الدولي دمشق-حلب (إم 5), كما سيطرت أيضًا على عقدة الطرقات الدولية "إم 4" و"إم 5" في مدينة سراقب. هذا الهجوم أدى إلى توقف حركة المرور على هذا الطريق الذي كان قد أعيد فتحه بعد سنوات من الإغلاق.
وأسفرت الاشتباكات العنيفة التي اندلعت منذ فجر الأربعاء عن مقتل أكثر من 150 شخصًا, بينهم 80 من عناصر هيئة تحرير الشام و19 من فصائل الجيش الوطني السوري, إضافة إلى 54 من قوات الجيش السوري, وقد أكدت وزارة الدفاع السورية تصدي قواتها لما وصفته بـ "الهجوم الكبير" في ريفي حلب وإدلب.
ووصفت مصادر المرصد السوري المعارك بأنها "الأعنف" في المنطقة منذ سنوات, حيث تدور في مناطق تبعد نحو 10 كيلومترات عن أطراف مدينة حلب. وتسيطر هيئة تحرير الشام مع فصائل معارضة أخرى على نصف مساحة محافظة إدلب وبعض المناطق في ريف حلب واللاذقية وحماة المجاورة.
وتشهد جبهات ريف حلب هدوءًا نسبيًا منذ شهور, حيث ساد وقف إطلاق النار في إدلب ومحيطها منذ آذار 2020, بعد هجوم واسع شنته قوات النظام السوري بدعم من روسيا, لكنه سرعان ما تخللته عمليات قصف متبادل وغارات من دمشق وموسكو.
ويذكر أن النزاع السوري الذي اندلع عام 2011 أسفر عن مقتل أكثر من نصف مليون شخص, ودمر البنية التحتية بشكل كبير, وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السوريين داخل البلاد وخارجها.