بقلم نقولا ابو فيصل
تحمل أشجار الزيتون في أعماقها دروساً للبشرية , دعوني اليوم احدثكم عن ظاهرة المعاومة, التي تجعلها تتناوب بين العطاء الوفير والتخفيف, أو ظاهرة الحمل المتناوب الذي يجعل هذه الاشجار تعطي محصولاً وافراً في سنة وتقلل إنتاجها في السنة التي تليها . ويحصل ذلك لحاجة الطبيعة إلى التوازن والاستراحة . لكن هناك استثناءات لهذه القاعدة عندما تتوافر الظروف البيئية المثلى . كذلك اللبنانيون المنتشرون في العالم يمثلون استثناءً فريداً, حيث تتجاوز محبتهم لوطنهم كل الظروف لتبقى زيارتهم سنوية ومتواصلة.
ورغم تحديات الغربة وضغوط الحياة اليومية يبقى اللبناني المنتشر متشبثاً بجذوره, تماماً كغصن الزيتون الذي لا يفقد صلابته . إذا توفرت الظروف المناسبة من استقرار وأمان وبيئة محفزة , يعود اللبناني إلى وطنه كل عام ليس فقط للسياحة أو للقاء بالعائلة, بل ليغذي الأرض التي نشأ منها بطاقة الأمل, ويعزز الاقتصاد بزياراته واستثماراته ويرسم ملامح جديدة لصمود لبنان.
دور اللبنانيين المنتشرين يجب أن يكون محط إشادة مستمرة من أهل السلطة في لبنان , وطبعاً من اللبنانيين المقيمين , فهم لا يشبهون أشجار الزيتون في المعاومة بل في الاستمرارية والقوة . وزياراتهم السنوية ليست مجرد عادة, بل رسالة حب ووطنية تتحدى البُعد والجغرافيا . لذا من واجب الوطن أن يعمل على تحسين تمثيلهم في البرلمان اللبناني وتسهيل اجراءات استثماراتهم المرتقبة في لبنان بعد زوال الاحتلالات , وأن يحفظ لهم مكانتهم كركيزة أساسية لنهضة واستمرارية الوطن .
نقولا أبو فيصل رئيس تجمع الصناعيين في البقاع