يرى الخبير العسكري العميد المتقاعد حسن جوني أن إسرائيل تواصل تركيز جهدها الحربي في توغلها البري بجنوب لبنان, حيث تتوجه بشكل خاص نحو القطاع الغربي وصولاً إلى مدينة صور, التي تتعرض مع قضائها لاستهداف مكثف من قبل الجيش الإسرائيلي لأسباب متعددة.
وفي حديثه لقناة "الجزيرة", أشار جوني إلى أن هذا الاستهداف المكثف لقضاء صور وإصدار أوامر للسكان بإخلاء المنطقة يعود إلى رغبة إسرائيل في "إضعاف القاعدة الخلفية في القطاع الغربي التي يتحرك فيها أو من خلالها مقاتلو حزب الله".
وأكد أن استهداف قضاء صور يرتبط تماماً بالعمليات العسكرية البرية في هذا القطاع, إذ تسعى إسرائيل إلى احتلال المنطقة أو محاصرتها بين عدة بلدات, مثل طير حرفا وشمع والبياضة.
وأوضح الخبير العسكري أن الهدف الإسرائيلي يتمثل في محاصرة "جيب غربي" يضم عدداً من الأودية والأحراش, بالإضافة إلى احتلال مدينة الناقورة ضمن القطاع نفسه.
وذكر جوني أن قضاء صور يعدّ من أبرز أقضية محافظة الجنوب الثلاثة في لبنان, ويضم أكثر من 50 قرية مثل برج الشمالي ومجدل زون, معتبراً أن استهداف مدينة صور -التي تُعتبر الأقرب إلى الحدود الجنوبية مع إسرائيل- يحمل دلالات استراتيجية مهمة. ولفت إلى أن صور تتمتع بمركز ثقل اقتصادي واجتماعي ومعنوي لقضاء صور, بالإضافة إلى كونها مدينة سياحية بارزة في المنطقة, مما يعزز من أهمية استهدافها في المخطط الإسرائيلي.
وأضاف جوني, وهو عميد متقاعد من الجيش اللبناني, أن هناك "حقداً إسرائيلياً على صور وتاريخها", مشيراً إلى أن إسرائيل تواصل سياسة التدمير بهدف ممارسة الضغط على متخذي القرار في لبنان. واعتبر أن إسرائيل تواصل اتباع إستراتيجية مستمرة من خلال الهجوم على المناطق المدنية, وهو ما يُعدّ خرقاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني.
وفي سياق متصل, شدّد جوني على أن إسرائيل تستخدم أسلحة محرمة دولياً في جنوب لبنان, وأشار إلى أن قتل المدنيين الأبرياء يُعدّ من أكبر الخروقات للقانون الدولي الإنساني, مشيراً إلى أن هؤلاء المدنيين ليسوا جزءاً من الجبهة العسكرية. وأوضح أن إسرائيل لا تتردد في اختبار أسلحة جديدة في ميدان المعركة, ومنها أسلحة قد تنجح وأخرى قد تفشل.
وأشار جوني إلى أن إسرائيل تستخدم الأسلحة الحارقة في هذه المعركة بشكل خاص, بهدف "حرق الأخضر واليابس" لمنع إمكانية اختفاء مقاتلي حزب الله عن الأنظار, وكذلك لتدمير حقول الرمي وإطلاق الصواريخ. لكن جوني أضاف أن الذخائر العنقودية تُعدّ الأخطر, كونها تبقى في الأرض بعد توقف القتال وتتحول إلى ألغام خطيرة, ما يجعل التعامل معها أمراً بالغ الصعوبة. كما أشار إلى استخدام إسرائيل للأسلحة الفراغية والخارقة في هذا الصراع.
منذ 23 أيلول الماضي, وسعت إسرائيل حربها على حزب الله لتشمل معظم مناطق لبنان, بما في ذلك العاصمة بيروت, من خلال غارات جوية غير مسبوقة في عنفها وكثافتها. كما بدأت إسرائيل توغلاً برياً في الجنوب اللبناني, حيث تعتمد على خمس فرق عسكرية تعمل على طول الحدود مع لبنان, هي: 210, 98, 91, 36, و146, وهي فرق تضم أكثر من لواء عسكري مع أكثر من 10 آلاف جندي, مما يزيد من تعقيد الوضع العسكري في المنطقة.
(الجزيرة)