بالتزامن مع اللقاءات التي عقدها المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط آموس هوكستاين في تل أبيب, اليوم الخميس, أبلغت قيادة الجيش الإسرائيلي القيادات السياسية أنها تؤيد وقف إطلاق النار في لبنان.
فقد أفادت مصادر العربية/الحدث أن قيادات الجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية أبلغت المستوى السياسي أنها تؤيد القبول بهدنة على الجبهة اللبنانية.
كما أشارت إلى أنها مستعدة لمواجهة أي خروقات مستقبلية من الجانب اللبناني.
أجواء إيجابية
أتت تلك المعلومات بعدما أكد هوكستاين الذي زار بيروت أمس والتقى مسؤولين لبنانيين أن الأجواء إيجابية. وأوضح أنه يتابع ملف الهدنة بين الطرفين مع إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.
بدورها اعتبرت الحكومة الأميركية أن إسرائيل حققت بعض الأهداف المهمة في حربها ضد حزب الله, مشيرة إلى أن نهاية الحرب قد تكون قريبة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في مؤتمر صحافي في واشنطن مساء أمس إن "إسرائيل تمكنت على مدار الشهرين الماضيين, من تطهير البنية التحتية لحزب الله, ولهذا نعتقد أن التوصل إلى حل دبلوماسي بات متاحا في الوقت الحالي".
وكان المبعوث الأميركي ناقش مع المسؤولين اللبنانيين مقترحاً أميركيا لوقف النار, ينص على هدنة أولية تمتد 60 يوماً, على أن ينسحب الجيش الإسرائيلي خلال تلك الفترة من جنوب لبنان, وينتشر الجيش اللبناني على الحدود.
أما إذا صمد وقف إطلاق النار هذا, فإنه من المتوقع أن يعقد لبنان وإسرائيل بعدها مفاوضات بشأن التنفيذ الكامل للقرار 1701 الصادر عن الأمم المتحدة قبل 18 عاما, والذي يعطي للجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وحدهما السلطة والقرار في المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني, الذي يبعد حوالي 30 كيلومترا عن الحدود الفعلية مع إسرائيل.
علماً أن إسرائيل كانت أكدت مرارا على لسان مسؤوليها أنها لن تقبل بأي اتفاق لا يتيح لها حرية التحرك في الأجواء اللبنانية وضرب مواقع إذا ارتأت ضرورة لذلك, وهو مطلب لا يمكن أن تقبل به السلطات اللبنانية, إذ ينتهك مبدأ سيادة الدولة.
ومنذ سبتمبر الماضي, صعدت إسرائيل غاراتها على عدة مناطق لبنانبة, لاسيما في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت. كما أطلقت مطلع أكتوبر الماضي عملية برية وصفتها بالمحدودة, على الحدود, حيث توغلت قواتها في عدة بلدات لبنانية.
فيما أسفرت المواجهات بين حزب الله والقوات الإسرائيلية على مدى العام المنصرم عن مقتل أكثر من 3400 مدني لبناني, ونزوح ما يفوق المليون.
أما في إسرائيل فأدت تلك المواجهات بمقتل نحو 90 جنديا إسرائيليا خلال الشهرين الماضيين, ونزوح ما يقارب 60 ألف مستوطن من الشمال.