صباح اليوم الأربعاء أعلن حزب الله قصف تجمع لقوات إسرائيلية عند أطراف بلدة شمع جنوب لبنان, وذلك بعد ساعات من استهداف, مساء أمس الثلاثاء, جنودا إسرائيليين قرب بلدة مركبا في جنوب لبنان بصواريخ موجّهة, مؤكدا أنه أوقع إصابات بين قتيل وجريح.
ويأتي هذا التصعيد بعد التطور الخطير والكبير الذي حدث, مساء الاثنين, بتوالي دوي أصوات الانفجارات في تل أبيب ومحيطها إثر إطلاق صواريخ باليستية من لبنان, أسفرت عن إصابة 5 أشخاص حالة أحدهم حرجة.
كما أعلن حزب الله أنه استهدف قاعدة عسكرية قرب حيفا بالمسيّرات.
وفي السياق, قال اللواء أركان حرب أسامة محمود كبير والمستشار في كلية القادة والأركان المصرية لـ"العربية": "إن هناك رسائل موجهة جراء هذا التصعيد الكبير من جانب حزب الله, ودلائل تكشف عن معانٍ كبيرة, منها أن نعيم قاسم أمين عام الحزب شخصية عنيدة وينفذ ما يقول, حتى لو أظهرت صفاته الشكلية وأسلوبه في الحديث أنه هادئ وغير راديكالي, موضحا أن قاسم لديه الجرأة في توسيع دائرة الاستهداف نحو تل أبيب بعد توليه أمانة الحزب".
وأشار إلى أن "الرسالة الثانية هي أن حزب الله يريد أن يؤكد للجميع وعلى رأسهم إسرائيل, أن قدرات الحزب العسكرية موجودة وفاعلة وذات كفاءة قتالية عالية, وليس كما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو, بتمكن إسرائيل من تقليص قدرات الحزب العسكرية لأكثر من 70%, مضيفا أن "قاسم بهذا التصعيد يريد أن يظهر قدرته على امتلاك الردع الاستراتيجي حتى الآن".
وكشف الخبير المصري أن "التصعيد يعني تأكيد حزب الله على استمرار استراتيجيته المنتهجة منذ بدء عمليات إسناده لحركة حماس في غزة, ما أدى لاستهداف إسرائيل للبنان وتتبع وتصفية قادة وعناصر الحزب", مؤكدا أن "المعاملة بالمثل وأولا بأول, الأمر الذي يمكن رصده من خلال استمرار حزب الله في استهداف حيفا على وجه التحديد منذ أكثر من 3 أشهر ردا على استهداف إسرائيل للضاحية الجنوبية تقريبا لنفس المدة".
وأوضح الخبير المصري أن "إسرائيل استهدفت قلب العاصمة بيروت في عملية قصف جوي لتصفية المسؤول الإعلامي لحزب الله محمد عفيف, ورد حزب الله على الفور بقصف تل أبيب مباشرة بعدها بيوم واحد, إذاً فالأمر حاليا هو هدف بهدف ومدينة بمدينة وتصعيد بتصعيد".
(العربية)