بدأت المفاوضات بجدية هذه المرة, ولكن العدو وعدنا أن المفاوضات لن تكون إلا تحت النار وهكذا فعل, ولكن رغم ذلك يبدو أن الامور متجهة نحو الإيجابية فقدوم هوكشتاين إلى لبنان يُحاكي بوادر امل, فلقد أقرها بنفسه وبشكل علني أن " الفرصة حقيقية للوصول الى نهاية النزاع , والحل اصبح قريباً".
ليس عبثاً أن يؤجل الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم كلمته التي كانت مقرر عصر اليوم, حيث أفادت معلومات ان سبب تأجيل كلمة الشيخ نعيم قاسم يعود الى طلب دولي تولّت فرنسا نقله الى الحكومة اللبنانية, يقضي بتأجيل كلمة الامين العام لحزب الله الى ما بعد ابرام الاتفاق, لان كلام الاخير مهما تكن تفاصيله سيؤثر على سير المفاوضات القائمة وهي في مسار عسير ونهائي.
وبعد طول انتظار, اتجهت انظار اللبنانيين الى لقاءات هوكشتاين الذي وصل اليوم الى بيروت, لما لها من أهمية في تحديد مصير الحرب التي يعيشها لبنان منذ أشهر, علما ان من المقرر ان يتوجه الدبلوماسي بعدها الى اسرائيل, للوقوف عند رأيها من الرد اللبناني على مقترح وقف النار.
استهل هوكشتاين جولته من عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري قرابة الحادية عشرة من قبل الظهر .وقال هوكشتاين بعد اللقاء الذي استمر ساعتين: الاجتماع كان بناء ومفيدا للغاية وعدت لان امامنا فرصة حقيقية للوصول الى نهابة النزاع والقرار يبقى قرار الافرقاء والحل اصبح قريبا من ايدينا وهناك نافذة ولا اريد التفاوض في العلن. واضاف: كانت نقاشات لتضييق الخلافات ومستمرون بها.
من جهته, أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن "الوضع جيد مبدئياً", وأوضح أن ما تبقى لإنجازه هو "بعض التفاصيل", مشيراً إلى أن "هناك ممثلاً عنه وممثلاً عن الأميركيين لمناقشة بعض التفاصيل التقنية, وبتها قبل الانتقال إلى المرحلة التالية التي ستكون مغادرة هوكشتاين إلى إسرائيل, وننتظر ما سيحمله من هناك", مكرراً أن الأمور "جيدة".
وأكد بري أن الضمانات فيما يخص الموقف الإسرائيلي هي على عاتق الأميركيين.
بعدها, استقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الموفد الرئاسي الاميركي في دارته, في حضور وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب وسفيرة الولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون. وفي خلال الاجتماع, جدد ميقاتي التأكيد على أن "الاولوية لدى الحكومة هي وقف اطلاق النار والعدوان على لبنان وحفظ السيادة اللبنانية على الاراضي اللبنانية كافة, وكل ما يحقق هذا الهدف له الاولوية".وأشار الى أنّ "الهم الاساس لدى الحكومة هو عودة النازحين سريعا الى قراهم وبلداتهم ووقف حرب الابادة الاسرائيلية والتدمير العبثي الحاصل للبلدات اللبنانية".وشدد على "تطبيق القرارات الدولية الواضحة, وتعزيز سلطة الجيش في الجنوب".
ومن بيروت انتقل الى اليرزة للقاء قائد الجيش العماد جوزيف عون.
وكشفت مصادر أنّ "الحديث بين عون وهوكستين تناول ملف الجيش وجهوزيّته لتعزيز الانتشار في الجنوب وتولّي مهامه, وتمّ التأكيد على جهوزيّة المؤسّسة العسكريّة للمرحلة المقبلة", وأضافت المصادر: "هوكستين بدا مُرتاحاً وعكس أجواءً من التفاؤل أكثر من السّابق, وقال إنّ الأمور إيجابيّة ولكنّها قد تحتاج الى مزيد من الوقت".
غير أن مصادر لبنانية أفادت ان هوكشتاين لا يزال في بيروت وقد يبقى إلى الغد قبل التوجه إلى "إسرائيل", وأن هناك جدية واضحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار, كما لوحت المصادر التخوف الرسمي اللبناني يبقى من الموقف الإسرائيلي بشأن اتفاق وقف إطلاق النار وان فريق هوكشتاين يواصل عقد لقاءات تقنية مع الجانب اللبناني بشأن تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار.
وكان هوكشتاين وصل الى مطار رفيق الحريري الدولي صباحا وخضع مع الوفد المرافق للتفتيش, كما قام , من تلقاء نفسه, بوضع حقيبته على جهاز "السكانر" لكي يُكشَف عليها, تطبيقاً للقوانين.
ميدانياً, شن الطيران الإسرائيلي, فجرا, غارة على منطقة الغبيري في الضاحية الجنوبية من دون سابق انذار. واعلنت طوارئ الصحة عن سقوط شهيدين. واذ لم تهدأ الغارات على قرى الجنوب, اعلن الجيش الإسرائيلي عن إصابة 11 جندياً إسرائيلياً في معارك جنوب لبنان خلال 24 ساعة. واشار الى ان "الفرقة 98 تواصل العمل في مواقع عدة في جنوب لبنان حيث دهمت معقلاً مركزياً لحزب الله". واعلن ايضا "قتل قائد منظومة القذائف الصاروخية متوسطة المدى التابعة لحزب الله علي توفيق الدويك في كفرجوز".
في المقابل, أعلن "حزب الله" انه شن هجوما جويًا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة النوعيّة على نقاط عسكريّة حساسة في مدينة تل أبيب". وقال: شنّينا هجوماً جوياً بسرب من المُسيّرات الإنقضاضيّة على قاعدة رامات ديفيد جنوب شرق حيفا وأصابت أهدافها بدقة. واعلن انه استهدف "محلقة إسرائيلية في أجواء بلدة الطيبة, بالأسلحة المناسبة, وتم إسقاطها في المنطقة" واستهدف "تجمعاً لقوّات جيش العدو جنوبي مدينة الخيام بصلية صاروخيّة نوعية", و"تجمعاً لقوّات جيش العدو عند الأطراف الجنوبية لبلدة البياضة بصلية صاروخيّة", وايضا "تجمعاً لقوّات جيش العدو عند الأطراف الجنوبية لبلدة شمع بقذائف المدفعيّة". واستهدف "منزلاً يتحصّن فيه جنود جيش العدو عند الأطراف الشمالية لبلدة مارون الراس بصاروخٍ موجّه وأوقعهم بين قتيل وجريح". وقال: إستهدفنا قاعدة غليلوت (مقر وحدة الإستخبارات العسكرية 8200) في ضواحي تل أبيب بصلية من الصواريخ النوعية. وأعلن "اننا شنَّينا هجومًا جويًا بسربٍ من المسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة بيت ليد (قاعدة عسكريّة تحوي معسكرات تدريب) تبعد عن الحدود 90 كلم شرق مدينة نتانيا وأصابت أهدافها بدقة". واستهدف "قاعدة تدريب للواء المظليين في مستوطنة كرمئيل, بصليةٍ صاروخيّة". كما استهدف "مدينة صفد المُحتلّة, بصليةٍ صاروخيّة". واعلن الحزب استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في المنارة شمالي إسرائيل برشقة صاروخية. واستهدف "تجمعًا لقوات العدو في مستوطنة أفيفيم" و"طائرة مسيّرة إسرائيليّة من نوع "هرمز 450" في أجواء بلدة الطيبة بصاروخ أرض – جو وتم إسقاطها و"شوهدت تحترق". كذلك, استهدف تجمعًا لقوات الجيش الإسرائيلي جنوبي بلدة الخيام للمرّة الخامسة, وفي مستوطنة مرغليوت للمرّة الثانية, بصليةٍ صاروخية, وأيضاً قاعدة تل حاييم (تتبع لشعبة الاستخبارات العسكرية في جيش العدو الإسرائيلي), تبعد عن الحدود اللبنانية الفلسطينية 120 كلم, في مدينة تل أبيب, بصليةٍ من الصواريخ النوعيّة, وسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية, وأصابت أهدافها بدقّة.
سياسياً, رفض المكتب السياسي الكتائبي "أن يكون حزب الله هو المفاوض الأوحد عبر أي وسيط كان, وسأل عن مصدر سلطة المفاوضين لقبول أو رفض قرارات ستلزم لبنان واللبنانيين لسنوات الى الأمام, في حين أن مصيرية المرحلة تفرض مساراً لا يخرج عن الأصول الدستورية ولا سيما في غياب رئيس للجمهورية وتحتم إطلاع الرأي العام على حقيقة المداولات. وفي هذا الإطار, جدد حزب الكتائب مطالبته مشاركة مجلس النواب واطلاعه على تفاصيل الأوراق والبنود المطروحة وإشراكه في القرار فيتمكن من لعب دوره التمثيلي حفظاً لقرار اللبنانيين في السلام بعدما حُجب عنهم عندما أقحموا في الحرب رغماً عنهم. كما شدد المكتب السياسي على ضرورة تطبيق القرارات الدولية بحذافيرها ومندرجاتها وعلى رأسها قرار حصر السلاح بيد الجيش اللبناني من دون سواه".
وبدوره, أكد تكتل "الجمهورية القوية" والهيئة التنفيذية في حزب "القوات اللبنانية" "أنّ التفاوض الجاري هو بين إسرائيل و"حزب الله" وليس بين إسرائيل والدولة اللبنانية, ولا يعبِّر عن إرادة اللبنانيين وتطلعاتهم إلى سيادة ناجزة تم تغييبها منذ 34 عامًا إلى اليوم, كما تم التأكيد أنّ أي تفاوض يجب ان تتولاه الدولة حصرا, وينبغي ان يتم وفقا للأحكام الدستورية المعنية, كما يجب ان يكون بشروط الدولة, أي وفقًا للنصوص المرجعية, بدءًا باتّفاق الطائف, وصولا إلى القرارات الدولية 1559, 1680 و1701, وأي تفاوض يجب أن يتولاه رئيس الجمهورية, وهذا ما يفسِّر أحد الأسباب الرئيسية لتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية".
و وسط هذه الاجواء, وجه المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي رسالة شفوية إلى الشعب اللبناني, قائلاً إننا "لسنا منفصلين عنكم. نحن معكم. نحن وأنتم واحد" وأوضحت وكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء أن خامنئي, قال, "نحن نتشارك معكم في آلامكم ومعاناتكم وأوجاعكم. نحن نتألم معكم ونشعر بنفس مشاعركم". وأضاف, "ألمكم هو ألمنا, ومعاناتكم هي معاناتنا, ونحن لسنا منفصلين عنكم". وأتت هذه الرسالة, رداً على رسالة من السيد ميثم مطيعي, الذي كان قد سافر إلى لبنان مع مجموعة من الناشطين ضمن حملة "إيران متضامنة", لتوزيع مساعدات الشعب الإيراني على الشعب اللبناني, بحسب الوكالة... تعليقا, قال رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل " ومن الحب ما قتل…".
في الغضون, استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي السفير السعودي وليد بخاري الذي أكد على "وقوف المملكة الى جانب لبنان وحرصها على استقراره", مشدداً على "ضرورة الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية الذي يعتبر مدخلا لكل الحلول". كما أشاد بمواقف البطريرك "ودوره على الصعيد الداخلي وسعيه لتحقيق التقارب والوحدة الداخلية", وأشاد بنتائج القمة الروحية التي عقدت مؤخرا في بكركي", معتبراً إياها "مبادرة مميزة على الصعيد الوطني". ووضع بخاري البطريرك في أجواء الجهود التي ما زالت تقوم بها اللجنة الخماسية.