أفادت محلّلة الشؤون السياسية في "القناة 12" الإسرائيلية, دانا فايس, أن هناك تفاؤلًا متزايدًا في إسرائيل بشأن إمكانية التوصل إلى تسوية لوقف إطلاق النار مع لبنان, مؤكدة أن "الفرصة الآن سانحة للتقدم في المحادثات".
وأوضحت فايس أن واشنطن أرسلت إشارات إيجابية إلى تل أبيب, مؤكدة وجود "ضوء أخضر" من الحكومة اللبنانية للمضي قدمًا في المفاوضات.
في هذا السياق, دعا عادي كرمي, المسؤول السابق في جهاز "الشاباك", إسرائيل إلى المبادرة بسرعة نحو تسوية مع لبنان, مؤكدًا أن الحل لن يكون بعيدًا بل أصبح "قريبًا جدًا".
واعتبر أن اسرائيل دخلت في مرحلة "ما بعد الذروة" من الصراع, مشيرًا إلى أن الثمن الذي ستدفعه إسرائيل لتحقيق هذه التسوية قد يكون باهظًا, إلا أن الأمر لا مفر منه. ولفت كرمي إلى أن التحدي الأكبر بعد الوصول إلى الاتفاق سيكون في كيفية إدارة التطورات المستقبلية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية, وخاصة في ما يتعلق بتعزيز نفوذ حزب الله.
من جهته, حذر المحلل السياسي في موقع "والاه" الاسرائيلي, باراك رافيد, من أن إسرائيل قد ترتكب خطأً كبيرًا إذا انتظرت حتى يتولى دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة مجددًا في 2025, حيث سيكون هناك ضغط أكبر لإنهاء المفاوضات بشكل سريع.
ورأى رافيد أن تصعيد الأوضاع بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله في الأيام الأخيرة, خاصة بعد سقوط صاروخ في منطقة رمات غان, يشكل خطرًا كبيرًا قد يهدد نجاح المفاوضات.
وأعرب رافيد عن اعتقاده أن الاتفاق مع لبنان ليس مضمونًا, رغم الجهود الأميركية والإسرائيلية لتحقيقه, مشيرًا إلى أن حزب الله ما زال يمتلك قدرة "الفيتو" على أي اتفاق, وهو قادر على تصعيد الهجمات الصاروخية على المدن الإسرائيلية إذا لم يتم التوصل إلى تسوية مرضية لجميع الأطراف.
وأضاف رافيد أن النقاط التي لا تزال عالقة بين لبنان وإسرائيل تعتبر "مركزية جدًا", وأن المفاوضات قد تنتهي دون الوصول إلى اتفاق نهائي.
في النهاية, أشار رافيد إلى أن أي اتفاق بين الجانبين سيكون "هدوءًا مقابل هدوء" مع نشر قوات لبنانية على الحدود, معتبراً أن هذا الاتفاق سيكون أساسًا لمرحلة جديدة على الأرض.
وقد اختتم المبعوث الأميركي إلى لبنان, آموس هوكشتاين, مؤتمره الصحافي في بيروت اليوم الثلاثاء, دون أن يجيب على أسئلة الصحافيين, حيث اكتفى بالتأكيد على "التقدم الإيجابي" الذي تم إحرازه في المحادثات بشأن وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل.
وقال هوكشتاين بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة: "أمامنا فرصة فعلية لإنهاء هذا الصراع. هذه لحظة اتخاذ القرار", مشيراً إلى أن الأمور تتجه نحو التوصل إلى اتفاق يوقف القتال الذي شاب المنطقة في الأسابيع الأخيرة.
وأضاف, "نحن ملتزمون ببذل كل ما في وسعنا للعمل مع لبنان وإسرائيل لتحقيق هذا الهدف". وأكد هوكشتاين أن المناقشات التي تمت كانت "جيدة وبنّاءة", معتبراً أن "قرار وقف النار بات قريب المنال".
كما شدد على أن القرار النهائي بشأن وقف إطلاق النار "يعود إلى كل من لبنان وإسرائيل", معرباً عن أمله في أن يتم اتخاذ "إجراءات حاسمة قريباً".
وفي ختام حديثه, أشار المبعوث الأميركي إلى أن "النافذة مفتوحة الآن للوصول إلى نهاية النزاع", في إشارة إلى الفرصة الحالية لتحقيق السلام ووقف التصعيد في المنطقة.
الحديث عن "التقدم الإيجابي" و"فرصة فعلية" يأتي وسط تزايد الضغوط الدولية على الطرفين من أجل وقف العمليات العسكرية التي أسفرت عن خسائر بشرية ومادية كبيرة في كلا الجانبين.
وفي وقت سابق اليوم الثلاثاء, نقلت شبكة "سي إن إن" عن مصدر إسرائيلي مطلع قوله إن هناك شكوكًا كبيرة في إمكانية التوصل إلى اتفاق وشيك بشأن الوضع في لبنان, في ظل التوترات الأمنية المستمرة.
المصدر أكد أن هناك تحديات كبيرة في المفاوضات, خاصة في ما يتعلق بموقف حزب الله, الذي يبدو أنه يرفض طلبات إسرائيل بخصوص التزاماته في حالة انتهاك وقف إطلاق النار.
وأوضح, أن رفض حزب الله القاطع للطلب الإسرائيلي بضربه حال حدوث أي انتهاك لوقف إطلاق النار قد يؤدي إلى تعقيد المفاوضات بشكل كبير, ويضع الاتفاق على المحك.
وكان قد وصل المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكشتاين إلى بيروت, صباح اليوم الثلاثاء, وسط جهود للتوصل إلى وقف إطلاق نار بين حزب الله وإسرائيل.