مازالت أعداد الشهداء تتراكم فخلال ال24 الماضية استشهد نحو 56 شخصًا واصيب 180 آخرين بجروح جراء القصف الإسرائيلي المكثف على مناطق مختلفة في لبنان, غير أن الحصيلة العامة منذ بدء العدوان بلغت 3445 شهيدا و 14599 جريحا.
إلا أن مساعي حل الصراع الدائر في لبنان بين إسرائيل وحزب الله دخل مرحلة الأوراق التفاوضية حيث أعرب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب عن أمله في أن يتم تنفيذ اتفاق التسوية في لبنان قبل تنصيبه رسميًا, وأكد أنه وافق على الخطة المطروحة.
في حين أن رئيس مجلس النواب نبيه بري اكد أن المقترح يتضمن نصاً "غير مقبول لبنانياً", وهو مسألة تأليف لجنة إشراف على تنفيذ القرار 1701, تضم عدداً من الدول الغربية. وقال: "هناك نقاش دائر الآن حول الآلية البديلة المقترحة, ونحن لن نسير فيها, فهناك آلية واضحة موجودة لا مانع من تفعيلها", في إشارة منه إلى القوة الدولية العاملة في جنوب لبنان, التي تتولى مراقبة تنفيذ القرار الصادر في أعقاب حرب عام 2006.
وحرص بري على تأكيد أن النقاش جار بالفعل حول هذه التفاصيل, وأن "الشغل ماشي والجو إيجابي والعبرة بالخواتيم", وأشار إلى أن قدوم المبعوث الأميركي آموس هوكستين إلى لبنان "رهن بتطور المفاوضات وتقدمها".
وبعيداً عن الجو الديبلوماسي, يبدو ان نتنياهو يدرس خططًا لدخول العمق اللبناني بشكل موسع وهذا التحرك يأتي في وقت حساس للغاية, حيث يواصل الجيش الإسرائيلي شن هجمات جوية وبرية على مواقع لحزب الله في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية والبقاع في محاولة للضغط على الحزب لتقديم تنازلات.
ومن هنا فإن حكومة نتنياهو تضع نصب أعينها تصعيدًا عسكريًا شاملًا يشمل الهجوم على أهداف استراتيجية داخل لبنان.
سياسياً, اكد الرئيس الحريري خلال لقائه وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف على ضرورة وضع حد للعدوان الاسرائيلي الهمجي على لبنان الذي يستهدف المدنيين والمؤسسات الانسانية والصحية, وشدد الرئيس الحريري خلال اللقاء على ضرورة الوقف الفوري لاطلاق النار والتطبيق الكامل للقرار الدولي ١٧٠١ بكل مندرجاته من قبل الطرفين , ورفض الرئيس الحريري اي تدخل خارجي بشؤون لبنان الداخلية واستخدامه كصندوق بريد. كما تم تبادل وحهات النظر حول عدد من القضايا الراهنة وتم الاتفاق على استمرار التواصل بين الجانبين.
من جانبه, رفض الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط رفض دعوة وجهت للقاء كبير مستشاري المرشد الإيراني السيد علي لاريجاني الذي يزور بيروت.
يشار إلى أنها المرة الثانية التي يرفض فيها جنبلاط لقاء مسؤولين إيرانيين, بعدما كان أعلن بنفسه رفضه دعوة للقاء مسؤول إيراني كبير في السفارة الايرانية في بيروت, وهو كان قد صعّد من مواقفه تجاه طهران عقب تصريحات رئيس مجلس الشورى الايراني ووزير الخارجية حول التفاوض حول لبنان مع فرنسا.
فلقد حضر لاريجاني الى بيروت من دون مساعدات ولا دعم الا كلامياً, خلافا لنظرائه من المسؤولين العرب الذين يأتون مع طائرات مساعدات على انواعها تخطى بعضها الرقم 20, فيما يكتفي الضيف الايراني بتأكيد الوقوف إلى جانب لبنان حكومة وجيشاً ومقاومة, و"يلطفها" ببدعم اي قرار تتخذه الحكومة واي رئيس يتوافق عليه اللبنانيون.
وكان قد إستهلّ لاريجاني زيارته الرسمية إلى بيروت, من السراي , حيث التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي . رئيس الحكومة اكد في خلال الاجتماع "ان المطلوب دعم موقف الدولة اللبنانية لجهة تطبيق القرار الدولي الرقم 1701,ودعم الوحدة الوطنية, وعدم اتخاذ مواقف تولّد حساسيات لدى اي فريق من اللبنانيين وتكون لصالح فريق على حساب الاخر".وشدد "على ان الحكومة اللبنانية تعطي الاولوية لوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان والتوصل الى وقف اطلاق النار وتنفيذ القرار 1701 بحذافيره, من دون اي تعديلات او تفسيرات مغايرة لمضمون القرار ومندرجاته". وشدد على "ان الاتصالات مستمرة في هذا الاطار بهدف الوصول الى تفاهم".
أما لاريجاني فاكد "ان ايران تدعم اي قرار تتخذه الحكومة ولا سيما القرار 1701, كما تدعم انتخاب اي رئيس يتوافق عليه اللبنانيون".
بعدها انتقل لاريجاني الى مقر الرئاسة الثانية للقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري, وكان عرض لتطورات الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية على ضوء مواصلة إسرائيل لعدوانها على لبنان وملف النازحين. وبعد اللقاء قال لاريجاني: " الجمهورية الاسلامية الإيرانية ستقف الى جانب الجمهورية اللبنانية حكومة وشعباً وفي كافة الظروف وخاصة في ظل الظروف الحالية التي يعيش خلالها الشعب الفلسطيني واللبناني حياة صعبة بسبب ما تقوم اسرائيل من إعتداءات والجرائم ضدهما". وتابع: "الهدف الاساس والرئيس لزيارتنا هذه بأن نقول بملء فمنا نحن سنقف الى جانب جمهورية لبنان حكومة وشعبا وفي كافة الظروف , وكانت لدينا خلال هذه الزيارة ومشاورات وتبادل لوجهات النظر في مختلف المواضيع واتمنى حلحلة كل هذه المشاكل والمصاعب التي يعيشها لبنان وحكومة لبنان بأسرع وقت ممكن وفقكم الله".
في الغضون, أفادت مصادر مطلعة بأن "حزب الله تسلّم نسخة من مسودة مقترح لوقف إطلاق النار, التي نقلتها السفيرة الأميركية إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري". وأوضحت أن "الحزب" سيقوم بدراسة النقاط المدرجة في المسودة, على أن يرفع قريبًا ملاحظاته إلى بري.
من جهة أخرى, أفادت هيئة البث الإسرائيلية أن مشروع الاتفاق بين لبنان وإسرائيل يتضمن إقرار الطرفين بأهمية قرار الأمم المتحدة رقم 1701. وأضافت أن "مشروع الاتفاق بين لبنان وإسرائيل يعطي للطرفين حق الدفاع عن النفس إذا لزم الأمر". وتابعت: "وفق مشروع الاتفاق فإن الجيش اللبناني هو القوة المسلحة الوحيدة في الجنوب مع اليونيفيل", مضيفة أن "أي بيع للأسلحة إلى لبنان أو إنتاجها داخله ستشرف عليه الحكومة".وقالت: "وفق مشروع الاتفاق سيتعين على إسرائيل سحب قواتها من جنوب لبنان خلال 7 أيام".
وفي سياق متصل, أشارت صحيفة وول ستريت جورنال الى أنّ إسرائيل تسعى بمساعدة من القوات الروسية بسوريا لمنع حزب الله من تجديد مخزون أسلحته بالتهريب.وأوضحت أنّ الخطوط العريضة لاقتراح التسوية تقضي بمنع الجيش اللبناني واليونيفيل حزب الله من العودة جنوبا.ونقلت الصحيفة عن مسؤولين امنيين اسرائيليين خشيتهم من أن يقود توسيع إسرائيل عمليتها في لبنان إلى حرب استنزاف.
وتوازياً, ترتفع تدريجيا وتيرة الحركة الدبلوماسية السعودية على الساحة اللبنانية, لا سيما غداة القمة العربية- الاسلامية التي انعقدت مطلع الاسبوع. اليوم, زار السفير السعودي مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وأكد حرص المملكة على أمن لبنان واستقراره ووقف العدوان الإسرائيلي الذي يرتكب جرائم بحق الشعب اللبناني, آملا في أن تثمر المساعي والجهود الدبلوماسية اتفاقا لإعادة النهوض بلبنان والعيش بسلام. كلام. وأفاد المكتب الإعلامي في دار الفتوى بأن المفتي دريان أطلع السفير بخاري على أجواء الموقف الصادر عن المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى.وشدد بخاري على أن المملكة العربية السعودية كانت وستبقى إلى جانب لبنان واللبنانيين في السراء والضراء.وأكد أن "المساعدات العينية التي تقدمها السعودية إلى اللبنانيين وخصوصا النازحين من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية, مساهمة لبلسمة جراح اللبنانيين الذين يعانون ويلات الحرب".
اما المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان فقال "أن الخطر يكمن باللغة الطائفية والارتزاق السياسي والإصرار على ركب الموجة الدولية التي تتربص بالبلد وتدفع نحو الخراب".
وقال: "لأهمية اللحظة التاريخية, أقول للسيد سمير جعجع: قطع المجرة الشمسية كلها أسهل من النيل من سلاح المقاومة, ولا قيمة للبنان بلا المقاومة, وأنصح البعض ألا يتطوع لمهمة لا تستطيع إسرائيل القيام بها, وما يجري حرب بحجم المنطقة, وسلاح المقاومة ضمانة بحجم هذه الحرب, ولا مصلحة لأحد بلعب دور إسرائيل في لبنان".
في المقلب الميداني, تستمر المواجهات بين حزب الله وإسرائيل ومثلها الغارات على الضاحية الجنوبية في الليل كما في النهار مستهدفة ابنية بعد تحذيرات بالاخلاء.واستهدفت اليوم في شكل اساس مناطق الغبيري والحدث وحارة حريك وبرج البراجنة.
من جهة ثانية, أشارت المعطيات الاخيرة الى ان القوات الإسرائيلية تقدمت من بلدة مركبا نحو طلوسة للمرة الاولى. في حين يتواصل القصف والغارات على قرى الجنوب وصولا الى النبطية ما ادى الى استشهاد المواطنين فضل وحسن منصور وجواد الصبوري وحسين منصور .واستشهد لؤي الموسوي في النبطية الفوقا وكانت عائلته قضت بغارة إسرائيلية بداية العدوان.وليلا ارتكب الجيش الاسرائيلي مجزرة مروعة في بلدة عربصاليم في منطقة اقليم التفاح حصدت 6 ضحايا بينهم 5 مسعفين عندما استهدفت الطائرات الحربية المعادية مركزهم في الدفاع المدني في الهيئة الصحية الاسلامية فدمرته, وقتل المواطن محمد حناوي وابنه المسعف مصطفى محمد حناوي, والمسعفون حسن علي عبود, احمد عباس عبود, احمد محمود عبود عباس احمد عبود.
وبقاعاً, إستهدف الطيران الحربي الإسرائيلي مبنى مؤلفا من طبقتين, في حي الشعب في مدينة بعلبك, فقضى ثمانية اشخاص, إلى جانب أكثر من 20 جريحا .كما اغار على مركز بعلبك الإقليمي للدفاع المدني في دورس, عند مدخل مدينة بعلبك, ما ادى إلى سقوط 12 ضحية.