يبدو ان الحرب الحرب لن تنتهِ في القريب العاجل كما نتمنى وأحد من طرفيها لا يريد انهاءها بل يمضيان في التصعيد والتصعيد المضاد, فاسرائيل التي تزعم "انها قريبة أكثر من أي وقت للتوصل إلى اتفاق بشأن لبنان", تبدو متجهة نحو اعتماد الدمار الشامل بعد الحرب الشاملة التي بدأتها في حربها على حزب الله, وفق ما تظهر معطيات الميدان منذ ثلاثة ايام من الغارات المتواصلة ليلا- نهاراعلى مناطق عدة في ضاحية بيروت الجنوبية, واستخدامها قوة الردع المفرطة, بالتدمير الكامل للمباني خلال ثوان معدودة وللبنية التحتية في مشاهد مرعبة لم يألفها لبنان, توازيا مع القصف المدفعي العنيف والغارات جنوبا وبقاعا مخلفة دمارا هائلاً.
ومشاهد الدمار هذه المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي لكيفية استهداف المباني وانهيارها بالكامل وتحوّل الضاحية الجنوبية الى مدينة اشباح لم تردع حزب الله ولا هاله ما يحصل ويرتكب في حق الوطن وشعبه , فيما تعتمدها اسرائيل كجزء من استراتيجية الحرب نفسيا ومعنوياً على اللبنانيين عموما والبيئة الحاضنة للحزب في شكل خاص.
فغداة ليلة عنيفة في الضاحية الجنوبية, أنذر الجيش الاسرائيلي صباحا ايضا وخلال الظهر وبعده, سكان المنطقة مطالبا اياهم بالاخلاء الفوري, قبل ان يشرع في غارات عنيفة على عدد من المواقع, سبقها اطلاق نار في الشوارع المهددة لإخلائها. واستهدفت الغارات بعد الظهر في شكل مركّز مدينة النبطية وسوقها التجاري اضافة الى عدد كبير من البلدات.كما استهدفت حي الشعب في مدينة بعلبك بغارة ما ادى بحسب ما اعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة الى سقوط 3 شهداء ورُفعت أشلاء من المكان يتم التحقق من هوية أصحابها إضافة إلى إصابة اثني عشر آخرين بجروح.. وفي الميدان ايضا, خاض حزب الله منذ الصباح مواجهات عنيفة مع الجيش الاسرائيلي عند اطراف بلدة عيترون باتجاه بلدة عيناتا في قضاء بنت جبيل وأفيد عن سقوط اصابات في صفوف جنود الجيش الاسرائيلي.
في المقابل, يبدو ان حزب الله اما استعاد عافيته واما يستنفذ كل طاقته حيث ان الصواريخ لا تنفك تنهمر على الاراضي المحتلة ولم تعد تقتصر على القواعد العسكرية بل بدأت تطال منالزلاً وسيارات المستوطنين ناشرين الهلع في نفوسهم. فلقد أعلن "حزب الله" ان عناصره استهدفت برشقة صاروخية تجمعا لقوات الجيش الإسرائيلي بين بلدتي حولا ومركبا شرقا واستهدف برشقة صاروخية موقع جل العلام الحدودي. وقصف نهاريا. واستهدف مستوطنات يسود هامعلاه وثكنة دوفيف والمنارة وديشون وقاعدة لوجستية للفرقة 146 في جيش العدو شرق مستوطنة نتيف هشايارا ومدينة نهاريا بصليتين صاروخيتين.
كما استهدف الحزب استهدفنا قاعدة "ستيلا ماريس" البحريّة (قاعدة استراتيجية للرصد والرقابة البحريين على مستوى الساحل الشمالي), و تجمّعًا لقوات جيش العدو الإسرائيلي في مستوطنة شلومي بصليةٍ صاروخيّة, ومستوطنة كفر يوفالة وتجمّعًا لقوات جيش العـ دو الإسرائيلي في منطقة العمرا عند الأطراف الجنوبية لبلدة الخيام بصليات صاروخيّة.
وفي سياق السعي لوقف الحرب المشتعلة, كشفت مصادر إسرائيلية لـ"أكسيوس" عن اتفاق مشترك بين واشنطن وتل أبيب حول رؤية موحدة بشأن وقف إطلاق النار في لبنان.
وأكد المسؤولون الإسرائيليون أن هناك توافقًا بين الجانبين حول ضرورة التوصل إلى تهدئة في لبنان بعد تصاعد العنف, لكنهم أشاروا إلى أن الولايات المتحدة بحاجة إلى الوصول إلى تفاهمات مع المسؤولين اللبنانيين قبل أي خطوة عملية.
وفي هذا السياق, أشار المسؤول الإسرائيلي إلى أن رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي يناقشان مع حزب الله المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار, والذي يشمل شروطًا قد تكون صعبة على الأطراف اللبنانية.
وذكر أن أي تقدم في هذا الاتجاه يتطلب التوصل إلى توافق داخلي بين القوى السياسية اللبنانية, خاصة في ظل حساسيات ملف السيادة اللبنانية.
من جهة أخرى, أكدت المصادر أنه لا موعد حاليًا لزيارة المبعوث الأميركي الخاص إلى لبنان, آموس هوكشتاين, إلى بيروت.
ووسط هذه الاجواء المحتدمة, إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيير لاكروا والوفد المرافق بحضور قائد قوات اليونيفل العاملة في جنوب لبنان اللواء آرولدو لاثارو . وتناول اللقاء تطورات الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية في ضوء تصاعد العدوان الاسرائيلي على لبنان ومهام قوات اليونيفل.
وزار لاكروا ولاثارو ايضا وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الاعمال موريس سليم. وخلال اللقاء اعرب وزير الدفاع عن تقديره "لمواقف وتضحيات اليونيفيل في ظل الاعتداءات التي تتعرض لها مواقعها واصرارها على عدم مغادرة مراكزها على رغم كل هذه الظروف. واكد " تمسك لبنان ببقاء القوات الدولية في الجنوب لتتعاون مع الجيش اللبناني المنتشر معها في تنفيذ القرار 1701 بكامل مندرجاته, الذي أعلن لبنان مرارا التزام تطبيقه بعد وقف النار, فيما تمتنع اسرائيل عن التجاوب مع الإرادة الدولية بوقف حربها الإجرامية على لبنان". وتحدث وزير الدفاع عن " أهمية ان تقدم الدول الصديقة اقصى الدعم لتعزيز قدرات الجيش اللبناني". في خلال الاجتماع اكد لاكروا " التضامن مع لبنان وشعبه ", وأشار الى جهود المجتمع الدولي لتحقيق وقف اطلاق النار", لافتا الى "مواصلة الدعم والتعاون مع الجيش اللبناني". وشدد على ان" الالتزام بالقرار 1701 هو الأرضية الثابتة لأي حل". وجرى التطرق الى اليوم التالي بعد الحرب والدور الأساسي الذي يضطلع به الجيش في الحفاظ على الأمن والإستقرار في الجنوب بالتعاون الوثيق مع اليونيفيل وبما يحفظ السيادة الوطنية .
غير ان نفت الحكومة الألمانية صحة التقارير, التي تتهم الجنود الألمان المشاركين في مهمة الأمم المتحدة بلبنان (يونيفيل) بالتعاون مع "إسرائيل". وقالت وزارة الدفاع الألمانية في بيان نقلته "وكالة الأنباء الألمانية": "وسائل الإعلام المقربة من حزب الله في لبنان تنشر رواية مفادها أن ألمانيا وقوة المهام البحرية التابعة للأمم المتحدة التي تقودها ألمانيا تدخلت في عمليات القتال في لبنان لصالح إسرائيل. الحكومة الألمانية تنفي بصورة قاطعة هذه الاتهامات". وأضاف البيان: "هيئة الرادار الساحلية اللبنانية الممولة من ألمانيا يديرها جنود لبنانيون, والجيش اللبناني هو الذي يحدد ويسيطر على ما يحدث للمعلومات التي يتم الحصول عليها من محطات الرادار ومن يستقبلها, ليس لدى فرقة العمل البحرية أي اتصال مباشر مع الجيش الإسرائيلي, لا يتم تمرير معلومات عن الوضع". وأشارت الوزارة إلى أن "مبدأ الحياد مطبق على أطراف النزاع في بعثات الأمم المتحدة", وأضافت: "نحن نتمسك بهذا بصرامة. يتم تحديد مهمة فرقة العمل البحرية بموجب تفويض الأمم المتحدة, وهذا يشكل الإطار الملزم لمشاركتنا", مؤكدة أن عمل الفرقة "شفاف في جميع الأوقات وكذلك تجاه الدول الأخرى المشاركة في قوات اليونيفيل".
أما اقليميا, افادت وسائل إعلام سورية عن مقتل 15 شخصا في حصيلة أولية لسلسلة هجمات إسرائيلية على دمشق استهدفت حييّ المزة الذي يضمّ مقرات أمنية ومكاتب الأمم المتحدة وقدسيا غربي دمشق حيث اغارت على مبنى سكني.واشار المرصد السوري لحقوق الانسان الى سقوط 7 قتلى في استهداف الشقة السكنية في حي المزة.
من ناحيتها, قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن "الهجوم الإسرائيلي على دمشق استهدف المقر الرئيسي لحركة الجهاد".