بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية, تثار تساؤلات حول الأدوات التي قد يعتمدها للضغط من أجل إنهاء الحرب في غزة, خصوصاً بعد فشل ضغوط إدارة الرئيس جو بايدن على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ورغم أن هناك 70 يوماً قبل تنصيب ترامب, يرى المحلل السياسي نبيل ميخائيل أن هناك إمكانية لوقف إطلاق النار خلال هذه الفترة.
وتوقع مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان إحراز تقدم في الجهود المبذولة لإنهاء القتال في غزة ولبنان وتحرير الرهائن المحتجزين لدى حماس في الأسابيع المقبلة. وفي حال استمرت الحرب بعد تنصيب ترامب في 20 كانون الثاني المقبل, فإنه من المتوقع أن يستخدم نفوذه لتعزيز وقف إطلاق النار, بحسب ميخائيل, الذي أضاف أن ترامب قد يلجأ إلى وسائل ضغط مثل التلويح بقطع المعونة العسكرية لإسرائيل.
ترامب, الذي يتمتع بعلاقة وثيقة مع نتنياهو, قد يسعى أيضاً إلى دفع فرنسا للعب دور أكبر في لبنان, خصوصاً بعد الانتقادات التي وجهها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإسرائيل بشأن سيادة لبنان.
في الوقت نفسه, أشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أن نتنياهو قد يواجه صعوبة في التعامل مع ترامب, الذي لا يمكن التنبؤ بتصرفاته كما كان الحال مع بايدن.
ويرى الخبير في الشؤون الأميركية والشرق الأوسط, فرانك مسمار, أن ترامب يعتمد على أدوات اقتصادية لفرض التغيير, حيث يفضل استخدام استراتيجيات اقتصادية تشمل تقديم حلول لإعادة الإعمار والتنمية بعد وقف الحرب. ويعتقد مسمار أن ترامب يرى الاستقرار في غزة مرتبطاً بحل اقتصادي يدعمه الاستقرار السياسي. ترامب, الذي أجرى مؤخراً اتصالاً مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس, يعرب عن عزمه العمل على إنهاء الحرب في غزة.
وفيما يتعلق بلبنان, يرى مسمار أن ترامب يرى ضرورة نزع سلاح الفصائل المسلحة في لبنان, وجعل الدولة اللبنانية مسؤولة بالكامل عن حماية حدودها, في إطار خطة لوقف إطلاق النار طويل الأمد. أما في ما يخص القضية الفلسطينية, فيعتقد مسمار أن التحدي يكمن في "من يمثل فلسطين اليوم", مشيراً إلى أن ترامب قد يسعى لإجراء تغييرات على القيادات في المنطقة لتحقيق السلام.
في المقابل, يرى ميخائيل أن ترامب قد يستخدم انتقاداته العلنية للضغط على نتنياهو, ما يضع الحكومة الإسرائيلية أمام تحديات قد تدفعها لتقديم تنازلات. وفقاً لصحيفة "وول ستريت جورنال", إذا رأى ترامب أن هناك حاجة لوقف إطلاق النار في غزة, فإنه لن يتردد في فرضه, حتى ولو بالقوة, سعياً لتحقيق "صفقة كبرى" بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.
وعلى الرغم من أن مسمار يؤكد أن التطبيع بين السعودية وإسرائيل ليس أولوية فورية, فإن العلاقة الوثيقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل تجعل من الصعب تجاهل مطالب الطرفين. ترامب سيواصل سعيه لتوسيع "الاتفاقيات الإبراهيمية" بين إسرائيل ودول عربية أخرى, بما في ذلك السعودية