سأل احد المواطنين, هل تعيش طرابلس عصر الفوضى والتشبيح؟ والى متى تغيب الحلول الجذرية عن المدينة؟
اكثر ما يؤلم المواطن الطرابلسي, هو ما يتلمسه يوميا من تشبيح وتعد على املاك عامة ووضع يد على ارصفة, اضافة الى مظاهر التسول المتزايدة بشكل لافت, والاخطر ظاهرة فتيات دعارة موزعين في شوارع المدينة..
وما يؤلم المواطن ايضا, تفلت السلاح واطلاق اارصاص العشوائي, وعمليات النشل والسلب في عز النهار, وآخر حادثة نشل حصلت امس الاول في محيط ساحة عبد الحميد كرامي- النور, عندما اقدم مسلحان على دراجة نارية نشل هاتف امرأة خلال محادثتها به واقفة على الرصيف, فشهر السلاح بوجوه المواطنين الذين حاولوا اللاحق بالمسلحين غير المقنعين..
هذه الظواهر الخطيرة المسيئة لطرابلس واهلها, دفعت الى موجات استنكار وغضب شعبي واسع, حين تنتشر دوريات امنية, تنظم حملات تستهدف باعة العربات والبسطات التي تعيل عائلات بحجة المخالفات, وتعمد الى مصادرة هذه العربات والبسطات بما تحمله من بضائع وتسطر مخالفات, كأن هؤلاء الذين يسترزقون بالحلال, لقمة عيشهم اليومي في ظل الازمة المعيشية والاقتصادية الخانقة, هم من يعيقون نظام المدينة, في حين يغض الطرف عمن يفرضون الخوات والتشبيح اليومي في الشوارع دون ملاحقة او وضع حد لهم..
يروي بعض المراجع المحلية عن كيفية وضع اليد على ارصفة في المدينة, لتحويلها الى مواقف سيارات يفرضون تسعيرة تشبيح على كل سيارة, ويمنعون السيارات من الوقوف في نطاق سطوتهم ما لم يدفعون" المعلوم"..
وتتحدث هذه المراجع, عن حماية سياسية لهؤلاء الشبيحة, الذين يفرضون الخوات في الشوارع, او اولئك الذين يتجولون ليلا بسياراتهم ودراجاتهم النارية يطلقون الاعيرة النارية في كل مكان, او يستبيحون الشوارع ويعتدون على الناس...
والتساؤل الاهم اين بلدية طرابلس من انتشار ظاهرة التسول في الشوارع, ومن مداخل المدينة الى البداوي, وظاهرة الدعارة لفتيات في التل وساحة النور والبوليفار والميناء, استباحة لكل النظم والقوانين والقيم الاخلاقية دون ملاحقات او متابعة جدية, إلا لباعة العربات والبسطات الفقراء الذين يسعون وراء قوت عائلاتهم...
يضاف الى كل مظاهر الفوضى, انتشار الحبوب والمخدرات بكل اشكالها ترويجا وتعاطيا دون ملاحقة الرؤوس الكبيرة لتجار المخدرات, الذين يتمتعون بحماية سياسية ليست خافية على أحد من المراجع المعنية...
لم تعد المدينة تحتمل كل هذا الحجم من الفوضى والفلتان بكل اشكاله, والشبيحة المحصنين برعاية سياسية يستقوون على الناس بعلاقات مع مراجع وقوى تحميهم وتمنع ملاحقتهم, فيما الفقراء والذين يسعون خلف ارزاقهم لا سند لهم, تلاحق عرباتهم وبسطاتهم دون تأمين اماكن لهم وكأن الرزق الحلال ممنوع, والحرام متاح في مدينة كانت على الدوام أم الفقير, وساحة الرحمة يوم كان الامن باسطا سيطرته بالعدل والامان..
فهل آن اوان اقتلاع الفوضى والتسيب والفلتان ووقف التشبيح واجتثاث عصابات المخدرات والنشل والسلب والسرقات؟؟..
دموع الأسمر - الديار