وجه المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى رسالة مفتوحة إلى القادة العرب والمسلمين المجتمعين في المملكة العربية السعودية غدا الإثنين في إطار القمة العربية الإسلامية الثانية لمناقشة الوضع في لبنان وغزة, في ظل العدوان الصهيوني المستمر للشهر الثالث عشر على التوالي, ناشدهم فيها "الخروج بقرارات رادعة لهذا العدو والعمل السريع على وقف حرب الإبادة التي ينتهجها بحق الشعبين اللبناني والفلسطيني".
وقال نائب رئيس المجلس الشيخ علي الخطيب في الرسالة: "نتوجه إليكم من لبنان الجريح الذي يرزح تحت عدوان إسرائيلي غاشم منذ أكثر من سنة, آملين أن يكون مؤتمركم الثاني بدعوة كريمة من المملكة العربية السعودية, على مستوى التحديات التي يواجهها بلدنا والمنطقة بشكل عام. إننا نناشد ضمائركم أن تبذلوا أقصى الجهد لوقف هذا العدوان الذي حصد حتى الآن نحو 3200 شهيد وأكثر من 14 ألف جريح بحسب إحصاءات وزارة الصحة اللبنانية, وتدمير نحو خمسين ألف وحدة سكنية في جنوب لبنان والبقاع والعاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية, فضلا عن تهجير نحو مليون ومائتي ألف مواطن من منازلهم تشتتوا في المناطق اللبنانية وفي الدول المجاورة, فضلا عن مئات الآلاف الذين تركوا البلد إلى دول العالم".
أضاف: "الذنب الذي ارتكبه لبنان في هذه المرحلة الخطيرة والدقيقة أن شريحة كريمة من أبنائه وقفت إلى جانب القضية الفلسطينية التي لطالما كانت قضية أساسية على طاولاتكم, فساندت غزة الجريحة التي مارس الكيان الصهيوني بحقها وما يزال, حرب أبادة موصوفة وجرائم ومجازر يندى لها الجبين, وسط صمت غربي مريب, بل وبدعم من معظم دول هذا الغرب. ومنذ أكثر من شهر انتقل العدو الإسرائيلي في حربه المجرمة إلى لبنان, مستخدما أحدث الأسلحة الفتاكة, فدمّر وما يزال, مدنا وقرى عن بكرة أبيها, حتى باتت قاعا صفصفا خالية من سكانها, في أخطر جريمة بحق شعب آمن, وهو يواصل هذه الحرب من دون وازع أو رادع, إلا من مقاومة شريفة نشأت بفعل غياب الدولة اللبنانية عن حماية أهلها وأبنائها. وعلى الرغم من ذلك فإن التصدي للعدوان الإسرائيلي في لبنان وغزة يكبّد العدو الإسرائيلي خسائر فادحة, ويُعطي العدو درسا تاريخيا للكيان الغاصب, ما يعزز الموقف العربي والإسلامي في مواجهة هذا العدو, وهو رصيد يشكل قيمة مضافة للأمن القومي العربي".
وتابع: "إن الأطماع الصهيونية ليست غريبة عن تاريخ العرب والمسلمين, وإن العنجهية الصهيونية وصلت بالقادة الصهاينة إلى الإعلان بصراحة عن نيتهم في تغيير واقع الشرق الأوسط. فأي شرق أوسط ستعيشه الأمة العربية والإسلامية في ظل هذا "الشرق الأوسط الصهيوني", وأي تاريخ سيُكتب لهذه الأمة في ظل هذا الغرور اللامتناهي. إن مواجهة الخطر الصهيوني الداهم ليس مهمة فئة بعينها من اللبنانيين والفلسطينيين, بل هي واجب على هذه الأمة جمعاء, قبل أن تصل الأخطار إلى جميع العواصم العربية والإسلامية, فنندم جميعا ساعة لا ينفع الندم. وعليه فإننا عازمون على الدفاع عن بلدنا وكرامتنا في وجه الأطماع الصهيونية كما فعلنا دائما, لأننا نرى أن الأمن القومي للأمة العربية هو قضية مشتركة".
وختم: "إن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان يأمل من مؤتمركم الخروج بقرارات رادعة لهذا العدو ولداعميه, ونجدة الشعبين اللبناني والفلسطيني من براثن الإبادة التي ينشدها قادة العدو, كمقدمة لإذلال الأمة العربية والإسلامية والسيطرة على مقدراتها وخيراتها, وهو ما يحلم به الصهاينة منذ حلولهم في هذه المنطقة".