في تصريح لافت, تناول النائب جميل السيد الوضع السياسي في لبنان في وقتٍ يشهد تصعيدًا عسكريًا على الحدود الجنوبية مع إسرائيل.
وقال السيد في منشور له على حسابه عبر "اكس", إن لبنان في "زمن السلم كما في الحرب" لا يزال "مجموعة دويلات طائفية" تتقاسم السلطة والموارد, مشيرًا إلى أن هذه الطوائف السنيّة والشيعية والمسيحية والدروز يتقاسمون الدولة المركزية بمؤسساتها ومناصبها وأموالها, واصفًا لبنان في هذه الحال بمثابة "مناطق نفوذ" لكبار الزعماء الطائفيين.
وأضاف السيد أنه حتى الدول العربية والأجنبية تتعامل مع لبنان وزعمائه "كمجموعة دوَل", معتبرًا أن الدولة المركزية في نظر هذه الأطراف أصبحت مجرد "فولكلور" لا تأثير له.
في إطار حديثه عن الوضع القائم, أشار السيد إلى أن لبنان يعاني من تهميش الدولة المركزية لصالح الفئات الطائفية التي تمتلك نفوذًا قويًا في مفاصل الدولة.
وانتقل السيد إلى الحديث عن التوترات الحالية مع إسرائيل, حيث أكد أن ما يحصل اليوم في لبنان يختلف عن أي حرب سابقة, موضحًا أن "إسرائيل تشن لأول مرة في تاريخ لبنان حربًا حصرية على طائفة معينة" وهي الطائفة الشيعية, كما لو أنها تحارب دولة قائمة بذاتها.
وأضاف, أن إسرائيل تحرص على "تحييد دويلات الطوائف الأخرى", وأن حربها لا تقتصر على المقاتلين بل تشمل جميع الشيعة في لبنان, حتى أولئك الموجودين في القرى النائية والمناطق التي تسكنها طوائف أخرى.
وأوضح السيد أن الهدف الإسرائيلي من هذه الحرب هو "قلب الشيعة ضد المقاومة" أو "تحريض باقي الطوائف ضد الشيعة", ولكنه أكد أن هذا المخطط فشل تمامًا.
وأشار إلى أن "الشيعة لم ينقلبوا على المقاومة رغم القتل والتهجير, بينما الغالبية الساحقة من اللبنانيين تضامنت معهم, وقاموا باحتضانهم ومساعدتهم, باستثناء بضعة أصوات سياسية وإعلامية تعترض أو تحرض, بعضها بدافع صدق وألم, وبعضها الآخر بدافع الطمع في مكاسب سياسية أو تمويل".
في ختام منشوره, دعا النائب جميل السيد اللبنانيين إلى الوحدة قائلاً: "في الخلاصة, هذه الحرب ستنتهي, إن لم يكن اليوم فغدًا".
وأكد أن "اللبنانيون شعبٌ يوحّدهم الألم, والمطلوب أن يوحّدهم الأمل", مشددًا على أن "لا أمل لهم إلا بسقوط دويلات الطوائف لصالح دولة الوطن والمواطن".
وقال السيد انَّه "عندها, سيتحدد العدو من الصديق, ولن يختلف اثنان على أن إسرائيل هي دائمًا المعتدي وليس المعتدى عليه".