في وقتٍ كان فيه العالم يترقب تنبؤات الباحث الهولندي فرانك هوغربيتس, خرج الأخير بتوقعات جديدة تتعلق بحدوث نشاط زلزالي كبير قد يصل إلى 7 درجات على مقياس ريختر خلال الأيام الحالية, ما أثار الكثير من الجدل بين العلماء والمختصين.
في منشور له عبر حسابه الرسمي على "فيسبوك", قال هوغربيتس: "من المحتمل أن يشهد العالم نشاطًا زلزاليًا أكبر في الأيام المقبلة, حيث يمكن أن تصل قوة الزلازل إلى 6 أو 7 درجات على مقياس ريختر", محذرًا من ضرورة أن يكون الجميع "على أهبة الاستعداد في حالة حدوث أي طارئ".
وتحدث هوغربيتس عن اقتران كوكبي خاص قال إنه قد يؤدي إلى النشاط الزلزالي, مشيرًا إلى أن الأرض ستكون في موقع بين كوكب الزهرة والمشتري في 8 نوفمبر, كما سيكون هناك "هندسة قمرية مهمة" في تلك الفترة. وأضاف أن القمر سيظهر في حركة عكس عقارب الساعة تقريبًا, مما يؤدي إلى ما وصفه بـ"الهندسة الحرجة" بين القمر والزهرة والمشتري. وتوقع الباحث الهولندي أن الزلازل قد تتراوح قوتها بين 6 و7 درجات على مقياس ريختر في غضون يومين من تلك الفترة.
تحديات علمية للنظريات المثيرة للجدل
لكن هذه التوقعات لم تخلُ من الردود العلمية المعارضة. فقد كشف الدكتور طه رابح, رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية في مصر, أن ما يتداوله هوغربيتس حول تأثير الكواكب في حدوث الزلازل هو "سرقة كاملة" لفكرة أطلقها عالم الفيزياء الإنجليزي ماكس لازارو قبل سنوات.
وأوضح رابح في تصريحات خاصة لـ"العربية.نت" أن لازارو كان قد قدم نظرية تقول إن المجال المغناطيسي الناتج عن الشمس يمكن أن يتسبب في حدوث زلازل إذا تداخل مع المجال المغناطيسي للأرض, وهو ما وصفه الباحث الهولندي بأنه أساس توقعاته. وأضاف رابح أن هذا التفسير لا يرتكز على أسس علمية صحيحة, بل أن الحركات التكتونية للأرض هي التي تؤدي إلى توليد مجالات كهرومغناطيسية تُرصد بواسطة الأقمار الصناعية.
وأردف رابح أن "الرصد الكهرومغناطيسي وحده لا يمكن أن يحدد بشكل دقيق متى سيحدث الزلزال, بل لا بد من الاستناد إلى شبكات رصد الزلازل التي تسبق الحدث الزلزالي الرئيسي". وأكد أن التوقعات التي أطلقها هوغربيتس بخصوص وقوع زلزال كبير في مصر قريبًا ليست صحيحة, مشيرًا إلى أن محطات رصد الزلازل التي تم نصبها بعد زلزال شرم الشيخ أثبتت أن ما يحدث في المنطقة هي هزات طبيعية صغيرة, لا تشكل تهديدًا كبيرًا.
ورغم الانتقادات الواسعة التي واجهتها توقعات هوغربيتس من قبل العديد من العلماء, فإنه لا يزال يصر على فرضيته حول تأثير الكواكب على الأنشطة الزلزالية, التي يطلق عليها "الهندسة الكوكبية". وفي مقابلة حديثة له مع "العربية.نت", أكد هوغربيتس أنه يرى أن العلاقة بين حركة الكواكب والأرض تؤثر بشكل مباشر على النشاط الزلزالي, وهو ما لا يزال يؤمن به رغم رفض معظم العلماء لهذه الفكرة.
وتستمر هذه التوقعات المثيرة للجدل في جذب الأنظار, حيث يختلف العديد من الخبراء في رأيهم حول إمكانية وجود علاقة فعلية بين حركة الكواكب والزلازل. في المقابل, يتمسك هوغربيتس بنظريته, محاولًا إقناع الرأي العام بما يراه تفسيرًا علميًا لظاهرة الزلازل.
ختاماً: لا تزال فكرة تأثير الكواكب على النشاط الزلزالي موضع نقاش علمي حاد, إذ يرفض الكثير من العلماء اعتبارها أمرًا واقعيًا أو مثبتًا علميًا. إلا أن البحث في هذا المجال مستمر, ومعه تبقى الأسئلة حول صحة هذه التوقعات قائمة.
(العربية)