وجه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب رسالة الجمعة في مقر المجلس في الحازمية, قال فيها:
"ان المقاومة اليوم هي حركة رفض للواقع القائم الذي أريد فيه تطبيع العالم على العبودية لقوى الهيمنة التي تتزعمها الصهيونية العالمية برفض ثقافة القبول بالأمر الواقع ورفض ثقافة التدجين الذي يستدعي الاصطدام به وبذل التضحيات في سبيل الخلاص والتحرر لان القوى المهيمنة لن تتخلى عن هيمنتها بسهولة وستواجه قوى التحرر بكل الاساليب من التضليل الإعلامي واستخدام القوى المرتبطة بها لمحاولة شق الصف الداخلي بكل الاساليب القذرة من تشويه صورة المقاومة وافتعال الفتن بين الفئات المختلفة بإخافة بعضها من بعض على طريقة فرق تسد لإجهاضها وافشالها".
وقال :"وللأسف ان هذه المحاولات تجد لها الأرضية المناسبة في مجتمعاتنا المتنوعة دينيا ومذهبيا وقوميا فتجد لها آذانا صاغية سرعان ما تنساق مع الدعاية المغرضة مما يصعب المهمة على المقاومة التي تحمل مشروعا وطنيا لتحرير الأرض المغتصبة من قبل العدو الذي يحتل الأرض وينتهك السيادة ويمثل خطرا على الجميع فينتهز البعض الفرصة للتخلص من إخوانه ومواطنيه وشركائه في الوطن ويعد المشاريع للانقضاض عليه ويحرض الداخل والخارج للتخلص منه وهو في الواقع انما يفري لحمه والمستفيد الوحيد هو العدو بدل ان تكون فرصة لتمتين الوحدة الوطنية".
أضاف :"ان لبنان اليوم يمر في مرحلة مصيرية, فإما ان نربح جميعا أو نخسر جميعا. لن يكون هناك رابح واحد. كما لن يكون هناك خاسر واحد. فنحن جميعا في سفينة واحدة إذا خرقها أحد فسيغرق الكل. وان حافظنا عليها وصلنا جميعا إلى شاطئ الأمان. فحذار من ان نترك لاحد خرق سفينة الوطن ولتبقى صورة التضامن الوطني الرائع الذي عبر عنه الشعب اللبناني هي الصورة المعبرة عن لبنان وشعبه.
حتى نعبر هذا البحر الهائج بأمان. ثم لنسلك بعد ذلك سبيل الحوار لحل التباينات السياسية والمخاوف الطائفية التي لا سبيل إليها الا ببناء الدولة القوية والعادلة التي تستطيع الحفاظ على سيادتها وكرامة شعبها المنتهكة والمهددة من العدو الصهيوني الذي يمارس عدوانه الهمجي اليوم على بلدنا وشعبنا ويدمر بيوتنا ويقتل أهلنا ويطمع في بلدنا الذي يمثل بتعدد طوائفه وتعايش اديانه صورة حضارية تتناقض مع عنصريته ووحشيته وهمجيته.
ولتكن القوى السياسية على قدر المرحلة المصيرية والوجودية التي نمر بها كجمال الصورة التي أعطاها الشعب اللبناني في احتضانه لإخوانه الذين لم يتركوا ديارهم وبيوتهم ويتحملوا ما يتحملون بإرادتهم وإنما كان ذلك من أجل حماية وطنهم وكرامة شعبهم من الوحش الصهيوني الغادر عدو الانسانية وعدو الحياة المجرم والقاتل".
أضاف :"لقد كان هذا منطقنا دائما منطق الأخوة والمحبة لجميع اللبنانيين.وسيعود أهلنا واخواننا إلى قراهم ومرابعهم التي يستشهد أبناؤهم وأهلهم في سبيلها بمجرد وقف إطلاق النار الذي سيضطر العدو اليه كارها بفضل المقاومين الشرفاء ودماء الشهداء الزاكية".
وقال :"إن أهلنا يبذلون هذه التضحيات الكبرى ويتحملون هذه الاثمان الكبيرة لأنهم احبوا هذه الأرض, فلن يستبدلوها بغيرها. وليخسأ الذين يثيرون مخاوف اخواننا ومواطنينا المضيفين من التغيير الديموغرافي الذين يفترضون ان العدو سينتصر فهذا لن يحصل وان المقاومة تثبت كل يوم قوتها وقدرتها وثباتها وعجز العدو ان يحتل شبرا من ارضنا.
واكرر ما أردده دائما, ان هذه المقاومة التي نشأت بسبب عجز القوى السياسية عن بناء الدولة التي من أولى مهماتها وواجباتها الدفاع عن سيادتها وعن كرامة شعبها وليس هي مهمة فئة من أبنائها وإنما هي مهمة الدولة والشعب اللبناني جميعا . ولسنا زاهدين بأبنائنا حتى نضحي بهم وإنما لم يترك لنا الخيار بعد ان اهملت الدولة والقوى السياسية دورها في الدفاع عن سيادتها. فنحن أكثر الناس تمسكا بالدولة التي يقع على عاتقها القيام بهذا الواجب هذه الدولة لم تعجزها المقاومة وسلاحها فقد كانت عاجزة قبل المقاومة فهل الاجتياحات الاسرائيلية للبنان كانت بسبب هذه المقاومة ام انها نشأت بسبب الاحتلال".
وختم :"اليوم أيضا في المشاكل التي يعاني منها أهلنا الضيوف كما يعاني أهلنا المضيفون أليس بسبب ضعف الدولة واداراتها؟ لماذا لم تصل حتى الآن المساعدات إليهم خصوصا الموجودين في البيوت ونتلقى الشكاوى وطلب المساعدات بشكل واسع. وهناك سؤال عن المساعدات وكيف توزع وعن وجود بعض المساعدات كالطحين قد بيع إلى بعض الأفران وما حكي في الإعلام عن وجود اطنان مكدسة في المطار لم توزع. يذكرنا هذا بالطحين الذي أودع سابقا في المدينة الرياضية وقد كان عرضة لمياه الأمطار".