وقع اليوم اشكالاً دبلوماسياً كبيراً بين إسرائيل وفرنسا فرغم أن ماكرو كاد الداعم الأول لإسرائيل بعد حادثة ٧ اوكتبر إلا أن "الخسة" كبرت وإسرائيل لم تعد تأبه لأي اعتبار فخلال زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو الى القدس وقع إشكال دبلوماسي بين فرنسا واسرائيل, بعد دخول أفراد "مسلحين" من الشرطة الإسرائيلية "من دون إذن" موقعا يضمّ كنيسة تديرها باريس.
وندد بارو بـ"وضع غير مقبول" ورفض دخول موقع "الإيليونة" الواقع في جبل الزيتون, بينما قامت الشرطة الإسرائيلية بتوقيف عنصرين من الدرك الفرنسيين في المكان, بحسب ما شاهدت صحافية في وكالة فرانس برس.
من جهة اخرى, وغداة تصعيد الجيش الاسرائيلي عملياته العسكرية في لبنان بشكل عنيف, مستبقاً دخول الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب البيت الابيض رسمياً في كانون الثاني المقبل, استمرت المساعي الدبلوماسية لمحاولة التوصل الى وقف للنار في غزة ولبنان, وسط تراجع فرص نجاحها وارتفاع وتيرة التوقعات بتصعيد الحد الاقصى.
وفي وقت يزور وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو اسرائيل والضفة الغربية والاردن لمحاولة احياء المسعى الاميركي الفرنسي لوقف النار, اطل قائد محور الممانعة علي خامنئي ليؤكد ان الحرب ستستمر.
فقد اعلن المرشد الايراني خلال لقاءٍ مع أعضاء مجلس خبراء القيادة في إيران أنّ "الجهاد المستمر بقوّة في لبنان وقطاع غزّة وفلسطين المحتلة سيؤدي حتمًا إلى الانتصار". وقال إنّه "وبحسب ما يُفهم من التطورات الجارية, والوعد الإلهي, فإنّ انتصار الحق ومحور الحق وجبهة المقاومة قطعي".
هذا الإعلان قابله انتقاد من شهر رئيس مجلس النواب سامر كبارة, قائلاً: "يا خامنئي, لقد تاجرت بأرواح اللبنانيين وممتلكاتهم وأرزاقهم, وأسلحتكم الفاشلة لم توقف مجازر العدو الصهيوني, ولم توقف تدمير الجنوب والضاحية وبعلبك, ولم تحمِ حتى من ناصرك. الجهاد في سبيل الله اجتهاد له توازناته العلمية والدينية والعسكرية , والمقاومة هي في الاقتصاد والقدرة المالية والثقافة والإبداع! لبنان لن يكون سلعة تفاوض لبقاء نظام خارج التاريخ والحاضر والمستقبل".
ميدانياً, ونتيجة وعود خامنئي, استمرت الغارات على المناطق اللبنانية وعلى الجنوب في شكل خاص غداة ليلة حامية في الضاحية الجنوبية, كما استهداف السيارات. فعلى طريق الجمهور- الكحالة سقط شهيد وجريح باستهداف سيارتهما, وفي صيدا عند جسر الاولي استهدفت سيارة هوندا ما تسبب بسقوط 3 قتلى وعدد من الجرحى,وافاد بيان للجيش ان " العدو الإسرائيلي استهدف سيارة أثناء مرورها عند حاجز الأولي - صيدا ما أدى إلى استشهاد ٣ مواطنين كانوا بداخلها, إضافة إلى إصابة ٣ عسكريين من عناصر الحاجز و٤ من عناصر الوحدة الماليزية العاملة ضمن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان - اليونيفيل, وذلك أثناء مرور آليات تابعة للوحدة عند الحاجز المذكور. من جهته, اعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 5 جنود في معارك في جنوب لبنان.
وفي السياق, قال وزير الأشغال العامة في حكومة تصريف الأعمال علي حميه أن "مطار رفيق الحريري الدولي بيروت يعمل بشكل طبيعي". وجاء كلام حميه بعدما تعرضت منطقة الاوزاعي بمحاذاة المطار ليل أمس لغارة عنيفة, كما سُجّلت بعض الأضرار في حرم المطار جراء قوّة القصف. وأفيد بأن لا أضرار في المطار نتيجة الغارات الإسرائيلية واقتصر الأمر على تناثر الأحجار على المدرج الغربي وطريق الخدمة إضافة إلى أضرار بسيطة في محيط المدرج 17, وبأن عملية تنظيف المكان بدأت فجراً كما أن الأمور عادت إلى طبيعتها والمطار يعمل بكل أقسامه وبشكل طبيعي.
سياسيا, إستقبل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان وعرض معه التطورات الراهنة. وخلال اللقاء قال ميقاتي "ان مواقف صاحب السماحة الوطنية تعبّر خير تعبير عن الروح الوطنية اللبنانية التي تجسًدها دار الفتوى". وشدد رئيس الحكومة على" أن المرحلة الراهنة تتطلب تعاون جميع القيادات اللبنانية وتعاضدها من أجل مواجهة تداعيات العدوان الاسرائيلي على لبنان وحماية اللبنانيين من الشرور والفتن التي يسعى اليها العدو الاسرائيلي.
و"بعد اللقاء اكد المفتي دريان "ان دار الفتوى وما تمثل, وطنيا وإسلاميا, تدعم وتؤيد جهود الرئيس ميقاتي في كل ما ينقذ لبنان من العدوان الصهيوني بالإضافة الى الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمعيشية لتنعكس إيجابا على مصالح وحاجات الناس اليومية وإيقاف عذاباتهم, وهذا يستدعي من الجميع التلاحم والتكاتف, وضرورة تحصين الوضع اللبناني الداخلي لمواجهتها".
من جهته, استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة عضو اللقاء الديمقراطي النيابي النائب وائل أبو فاعور حيث جرى عرض للأوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية وملف النازحين وشؤوناً تشريعية.
وبعد الفاجعة الثقافية التي سببتها إسرائيل بغارة على مبنى المنشية التراثي, أعلن النائب حسن مراد أنّه وقَّع اليوم مع غالبية النواب نداء إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) نطالب فيها بحماية التراث والآثار اللبنانية من همجية وعدوان العدو الصهيوني الذي يمارس حربًا تدميرية على وطننا بكل ما فيه من بشر وحجر وتراث.
وقال مراد: "إننا بهذا النداء نضع العالم أمام مسؤولياته ونطلق جرس إنذار نعلن فيه أن التراث العالمي في لبنان مهدد نتيجة اعتداء العدو, فعلى كل حريص أن يعمل على وقف هذا العدوان وبالحد الأدنى ردع العدو عن التعرض لتراث وآثار لبنان الذي هو مهد للحضارة البشرية".
وجاء الرد من منظمة اليونيسكو, داعيتاً للاجتماع في 18 تشرين الثاني لمناقشة "تعزيز حماية" المواقع الأثرية اللبنانية من القصف الإسرائيلي.