يعاني القطاع السياحي في لبنان من أزمة كبيرة أدت إلى خسائر فادحة, حيث تأثرت جميع جوانب السياحة بشكل مباشر نتيجة تداعيات الحرب المستمرة على البلاد, مما تسبب في انخفاض حاد في العائدات التي كانت تشكل ركيزة أساسية للاقتصاد اللبناني.
في هذا السياق, تؤكد المعلومات لـ"ليبانون ديبايت", أن "التقارير أظهرت أن خسائر القطاع السياحي في لبنان خلال هذا العام تقدر بحوالي 4 مليار دولار, مما يدل على أن القطاع السياحي يعاني من أزمة خانقة, فقد أدت الظروف الأمنية غير المستقرة إلى تراجع الثقة لدى المستثمرين والسياح على حد سواء, مما زاد من حدة الأزمة".
وتُشير المعلومات إلى أن "الأزمة الأكبر هي في القطاع الفندقي الذي يواجه صعوبات جسيمة منذ اندلاع الحرب في 8 تشرين الأول 2023, وفي ظل هذه الظروف, من المتوقع أن تزداد خسائر هذا القطاع أكثر".
وتُشدّد المعلومات على أنه "لا يمكن تجاهل الخسائر البشرية التي نشهدها في لبنان, حيث لا يمكن الحديث عن الخسائر الاقتصادية أمام فقدان الأرواح, كما أن القطاع السياحي لن يتعافى بين ليلة وضحاها, فالأمور لا تسير بهذه الطريقة".
على الرغم من ذلك, تلفت المعلومات إلى أن "بعض المطاعم الموجودة في مناطق بعيدة عن خطر الحرب تشهد حركة نشطة, إلا أن المؤسسات الكبرى منكوبة وتعاني من تداعيات وخيمة, حيث فقدت عددًا كبيرًا من العاملين بسبب الوضع الراهن الذي أدى إلى خسارة نسبة كبيرة من اليد العاملة, لا سيما أننا خسرنا عددًا كبيرًا من العاملين في عام 2022, واستعدنا 10 آلاف منهم برواتب مرتفعة للتمكن من استعادة النشاط, لكن اليوم, الغالبية العظمى من اليد العاملة ترغب في مغادرة البلاد".
وفقًا للمعلومات, فإن "معالجة الأزمة التي يعيشها لبنان ليست بالأمر السهل, حيث أكدت بعض شركات الطيران, من خلال برمجة رحلاتها, أنه لا يمكن أن تأتي إلى لبنان قبل صيف 2025, لذا من الصعب الحديث عن نهضة القطاع السياحي في ظل الظروف الراهنة".