عقب إصابته بتفجيرات الـ"بيجر" التي وقعت في 17 أيلول الفائت في لبنان, كشفت مصادر "العربية" أن "سفير إيران في لبنان, مجتبي أماني, سيعود قريباً لمزاولة مهامه في سفارة بلاده ببيروت".
وأفادت المصادر بأن "السفير خضع لأكثر من عملية جراحية في عينيه, مكنته من استعادة نظره تدريجياً وبنسبة كبيرة".
بعد إصابة أماني, تولى السفير محمد شيباني مهام السفارة الإيرانية في بيروت, ويُذكر أن شيباني سبق له أن ترأس بعثة بلاده الدبلوماسية في لبنان, حيث أقام علاقات مع عدة جهات, لم تقتصر على الشخصيات الشيعية في حزب الله وحركة أمل, بل شملت أيضاً اتصالات مع رئيس مجلس النواب, نبيه بري.
ورافق شيباني وزيري الخارجية السابق حسين أمير عبد اللهيان والحالي عباس عراقجي في عدة زيارات إلى بيروت وعواصم أخرى في المنطقة, نظراً لموقعه كمنسق لمندوبية وزارة الخارجية الإيرانية في الشرق الأوسط.
وأشارت التقارير إلى أن "السلطات الإيرانية نقلت مجتبي أماني مع أكثر من 100 كادر وعضو في حزب الله تعرضوا لإصابات خطرة في عيونهم وأيديهم, حيث تلقى هؤلاء العلاج في مستشفيات بطهران ومدن أخرى, وذكر أن معظمهم تماثلوا للشفاء".
وفي سياق متصل, لوحظ أن مجموعة من المصابين بتفجيرات الـ"بيجر", والذين تم علاجهم في مستشفيات بيروت, عادوا لمتابعة أعمالهم في مؤسسات حزب الله.
وتجدر الإشارة إلى أن تفجيرات الـ"بيجر", التي وقعت في عدة مناطق بلبنان بشكل متزامن, أصابت نحو 3000 شخص بجروح, وأسفرت عن استشهاد العشرات, بينهم عدد من عناصر حزب الله.
وقد وُصفت هذه الحادثة بأنها من أكبر الاختراقات الأمنية, ووجهت ضربة مفاجئة لحزب الله, خصوصاً أنها تلتها موجة تفجيرات أخرى في اليوم التالي استهدفت أيضاً أجهزة لاسلكية يستخدمها عناصر الحزب.
ويأتي ذلك في ظل تقارير لبنانية سابقة ذكرت أن حزب الله بدأ باستخدام الرموز في الرسائل, وخطوط الهواتف الأرضية, وأجهزة الـ"بيجر", كوسيلة للتملص من تكنولوجيا المراقبة المتطورة لإسرائيل, وذلك لتفادي محاولات الاغتيال التي طالت عددًا من كبار قيادييه في الآونة الأخيرة.