على وقع تصعيدٍ غير مسبوق جنوباً وبقاعاً أطل الشيخ نعيم قاسم رسمياً كأميناً عاماً لحزب الله مؤكداً على أن الحزب قادر على الاستمرار في الحرب ضد إسرائيل "لأيام وأسابيع وأشهر" وانه "إذا قرر الإسرائيليون أنهم يرغبون في وقف الحرب فنقول إننا سنقبل ذلك لكن بالشروط التي نراها مناسبة".
اما عن برنامج عمله فقال انه "استمرارية لبرنامج قائدنا نصر الله في كل المجالات السياسية وسنتستمر في تنفيذ خطة الحرب وسنبقى في مسارها وسنحافظ على التوجهات السياسية المرسومة ونتعامل مع تطورات المرحلة".
ميدانياً, كانت الامور تشهد تدهورا اضافيا مع توجيه الجيش الاسرائيلي إنذارا لقرى بأكملها بقاعا. فقال المتحدث باسمه افيخاي ادرعي "إنذار عاجل إلى سكان بعلبك وعين بورضاي ودورس. جيش الدفاع سيعمل بقوة ضد مصالح حزب الله داخل مدينتكم وقراكم ولا ينوي المساس بكم. من أجل سلامتكم عليكم اخلاء منازلكم فورًا والانتقال خارج المدينة والقرى عبر المحاور التالية: أوتوستراد زحلة - بعلبك طريق نحلة - بعلبك طريق الأرز- بعلبك وفق ما يعرض في الخارطة. التواجد بالقرب من عناصر حزب الله أو منشآته أو وسائله القتالية قد يعرضكم للخطر".
وعلى الأثر, غادر مئات الآلاف المنطقة, وسط حالة هلع وشهدت منطقة دير الاحمر حركة نزوح كبيرة باتجاهها. وقرابة الثالثة والنصف, بدأ الجيش الاسرائيلي بشن هجمات في منطقة بعلبك حيث ارتكاب العدو مجازر في المدينة.
ايضا, نفذت مسيرة إسرائيلية غارة مستهدفة سيارة رابيد في بلدة بشامون ونجا صاحبها. كما تم استهداف فان على طريق ضهر الوحش في عاريا, ما أدى الى مقتل سائقه. وبحسب الصور ظهرت صواريخ منتشرة بالقرب من الفان المستهدف كان الفان ينقلها على ما يبدو... وتعقيبا, صدر عن بلديتي عاريا والكحالة بيان جاء فيه: "بعد تكرار عمليات استهداف السيارات على الطريق الدولي الذي يعبر البلدتين, تستنكر بلديتا عاريا والكحالة استخدام الطرق الدولية والآليات المدنية لانتقال المسلحين ونقل الاسلحة والذخائر من ما يعرض العابرين وابناء البلدتين للمخاطر التي تطال حياتهم واملاكهم". أضاف البيان: "تتمنى بلديتا عاريا والكحالة على الجيش اللبناني والاجهزة الامنية الشرعية التدخل فورا لاتخاذ التدابير التي تمنع استخدام الطرق الدولية والمناطق الآمنة لاغراض عسكرية ورفغ الخطر الذي يهدد المدنيين"... وبعد الظهر, تم استهداف سيارة عند مفترق عاليه- القماطيه.
في الجنوب, وعلى وقع انذارات باخلاء قرى ايضا, استمرت الغارات كثيفة على النبطية وعدد من البلدات. كما استشهد مواطن وجرح عدد اخر, في غارة نفذتها مسيّرة صباحا, حين استهدفت عائلة تقطف الزيتون في بلدة سيناي, وعلم أن العائلة تتكوّن من 15 شخصاً. واستأنفت القوات الإسرائيلية محاولات التوغل في مدينة الخيام من الجهتين الشرقية والجنوبية, حيث دارت اشتباكات طوال الليل حتى ساعات الصباح الأولى بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة وبقذائف المدفعية ورمايات من دبابات الميركافا عند الأطراف الجنوبية لمدينة الخيام , واشتباكات أخرى من الجهة الشرقية, في حين يواصل الطيران الاستطلاعي تحليقه فوق الخيام ومختلف قرى قضاء مرجعيون.
في المقابل, أعلن حزب الله استهداف تجمع لجنود اسرائيليين في منطقة العمرا جنوب الخيام بصلية صاروخية, وتجمع لجنود الجيش الإسرائيلي في منطقة اليعقوصة عند أطراف بلدة الخيام. كما شن هجومًا جويًا بسرب من المسيّرات الانقضاضية على قاعدة طيرة الكرمل في جنوب حيفا وأصابت أهدافها بدقة. كما استهدف "الحزب" تجمعاً لجنود العدو الاسرائيلي في منطقة وطى الخيام, وفي شرقي نبع الوزاني, وفي خلة العصافير في بلدة الخيام بصلية صاروخية . واستهدف الحزب مرتين تجمعا لجنود إسرائيليين عند بوابة شبعا.
سياسيا, ووسط معلومات عن مفاوضات وضغط اميركيين على اسرائيل لتسهيل اتفاق لوقف النار على الجبهة مع حزب الله, إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي حيث تناول البحث تطورات الاوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية والميدانية في ضوء تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان وملف النازحين, إضافة الى نتائج واجواء اللقاءات والاتصالات الخارجية التي أجراها الرئيس ميقاتي.
وأوضح بري أنه رغم تريث لبنان الرسمي في استباق النتائج, فإنه يود تذكير الجميع بالخطوط العريضة التي تم التوصل إليها مع هوكشتاين, والتي تتعلق بوقف النار ونشر الجيش اللبناني في الجنوب تمهيدًا لتطبيق القرار الدولي 1701.
وأكد أن هذه الخطوات تهدف إلى قطع الطريق على أي أفكار غير متعلقة بالمفاوضات.
من جهته, قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع "لا يوجد "حزب الله" وإيران كحالتين منفصلتين - هناك إيران فحسب". وأضاف: "بالنسبة لطهران, لا توجد حدود بين إيران والعراق ولبنان وسوريا, لا توجد أي حدود".واعتبر جعجع أن لبنان الآن أمام فرصة رئيسية لتحرير نفسه من قبضة طهران. وفي الواقع انه موقف قد يكون خطرًا, وله محاذيره. وقال: هذه المرة, يجب أن يكون لبنان جادًا في شأن تنفيذ قرار الأمم المتحدة 1701, والذي أنهى حرب الـ 2006 بين إسرائيل و"حزب الله", داعياً الى التزام لبنان قرار مجلس الامن الدولي رقم ١٥٥٩ والذي اتخذه في العام 2004.
ووسط هذه الاجواء, توجه الرئيس الأميركي السابق والمرشح الحالي دونالد ترامب إلى الجالية اللبنانية الأميركية, قائلًا "خلال فترة إدارتي, حل السلام في الشرق الأوسط, وسوف نحل السلام مرة أخرى قريبا جدا". وتابع في رسالة: "سأصلح المشاكل التي سببتها كامالا هاريس وجو بايدن وأوقف المعاناة والدمار في لبنان. أريد أن أرى الشرق الأوسط يعود إلى السلام الحقيقي, السلام الدائم, وسوف ننجزه بشكل صحيح حتى لا يتكرر كل 5 أو 10 سنوات".. أضاف "إنني أتطلع إلى العمل مع الجالية اللبنانية التي تعيش في الولايات المتحدة الأميركية لضمان سلامة وأمن شعب لبنان العظيم, صوتوا لترامب من أجل السلام".