خاص "الرأي"
يبدو أن مؤشر التفاؤل بقرب التوصل إلى حل دبلوماسي وتفاهم في الساعات المقبلة مرتفع للغاية, وسط معلومات تشير إلى توجه هوكشتين ومبعوث الرئيس بايدن بريت ماكغورك إلى بيروت في الأيام القادمة, بالتزامن مع زيارتهما غداً إلى إسرائيل بهدف إبرام اتفاق لإنهاء الحرب في لبنان, وفي المقابل, المواجهات في كلا المنطقتين مستمرة في التصاعد حتى هذه اللحظة, مع استمرار إسرائيل في هجماتها العدوانية, خاصة على لبنان, فقد حاولت قواتها التقدم نحو بلدة الخيام يوم أمس, لكن رجال المقاومة تصدّوا لها ملحقين بها خسائر كبيرة في الجنود والمعدات., وفي موازاة ذلك, استمر الطيران الإسرائيلي في شنّ غاراته التدميرية على الجنوب والبقاع, مما أدى إلى وقوع ضحايا جدد, حيث سجّل يوم أمس أكثر من 20 شهيداً و40 جريحاً في منطقتي حارة صيدا والصرفند.
تناقض كبير في مصير لبنان
وبالمقابل, تحدثت تصريحات صادرة عن مسؤولين إسرائيليين عن جدول زمني لنهاية الحرب في لبنان, إذ نقلت أمس صحيفة "يسرائيل هيوم" في كيان العدو عن مسؤول سياسي, "أن الجدول الزمني لنهاية الحملة في لبنان قريب ويتضمن أسابيع قليلة".
لكن قناة سكاي نيوز عربية نقلت عن مصدر لبناني أن المعلومات التي نشرتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" بشأن مقترح تسوية في لبنان غير صحيحة, وأوضح المصدر أن هوكشتاين لن يعود إلى لبنان قبل الانتخابات الأميركية.
كما نقلت قناة سكاي نيوز عربية عن مصدر قريب من بري, ردًا على الحديث عن التوصل إلى اتفاق لوضع خريطة طريق لوقف إطلاق النار وتفعيل القرار 1701 خلال زيارة هوكشتاين الأخيرة لبيروت, أن الموقف الرسمي اللبناني لا يزال ثابتًا, رغم التسريبات الإعلامية الأخيرة.
من جهة أخرى, نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن مسؤول سياسي إسرائيلي قوله إن الاتفاق المرتقب سيستند إلى القرار 1701, مع التركيز على تأمين الدعم الأميركي لعمليات إسرائيل الرامية إلى منع نقل الأسلحة الإيرانية إلى لبنان. وأوضح المسؤول أن الجدول الزمني لإنهاء الحملة العسكرية في لبنان قريب, مع توقع استمرارها لبضعة أسابيع, مؤكدًا أن الاتفاق سيعزز قدرة إسرائيل على منع حزب الله من الاقتراب من الحدود.
بري: لبنان قال ما عنده
وفيما أشارت مصادر دبلوماسية إلى أن عدم قدوم هوكشتين يُعتبر دليلاً على استمرار نتنياهو في التصعيد, طُرح على رئيس مجلس النواب سؤال حول ما ذكره الموفد الأميركي عبر حسابه على "إكس" بأنّه "لن يعود إلى المنطقة قبل تلقيه أجوبة إيجابية من لبنان وإسرائيل".
فأوضح رئيس المجلس أن لبنان قال ما عنده وجوابه إيجابي ويبقى أن على إسرائيل أن تقدّم جواباً إيجابياً, ومن يقتضي أن يقدّم هو إسرائيل وليس لبنان, قلنا إننا مع تطبيق كامل للقرار ١٧٠١ ببنوده كلها كما وردت عام ٢٠٠٦ لكن الشرط هو وقف شامل وكامل لوقف النار. من دون وقف النار لا حلّ سياسياً.
وعند سؤاله عمّا إذا كان يعتقد أن نتنياهو جادّ في دعوته لاجتماع حكومته لبحث الحل السياسي مساء أمس, أجاب بري: "الحل السياسي متاح في أي لحظة, من الآن وحتى الخامس من تشرين الثاني المقبل, موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية. لكنني أرى أن نتنياهو سيستمر في التصعيد في الجنوب, فهو لم يشبع من الدماء والدمار, غير أن المقاومة موجودة وقادرة على منعه من احتلال الجنوب".
تهديد متسارع بعد انتخاب قاسم
في ظل هذه الأجواء, قامت قيادة "حزب الله" بتعيين نائب الأمين العام, الشيخ نعيم قاسم, خلفاً للأمين العام الراحل الشهيد السيد حسن نصرالله.
ويعدّ انتخاب قاسم أميناً عاماً للحزب تطوراً بارزاً أثار مفاجأة لدى القيادة الإسرائيلية, التي سارعت عبر وزير الدفاع يوآف غالانت إلى التهديد باستهداف قاسم.
ومن الواضح أن إجماع مجلس الشورى على اختيار قاسم كأمين عام, قبل انتهاء الحرب, يعكس حرص الحزب على متابعة مسيرة التعافي دون تأخير, إذ أن هذه الخطوة تعزز شروط المواجهة وتمنح قاسم دوراً أكبر وصلاحيات أوسع في إدارة العمليات الميدانية وملف التفاوض لوقف إطلاق النار.
موفد قطري إلى بيروت؟
من جهة أخرى, لم تؤكد وزارة الخارجية الأنباء المتداولة عن زيارة الموفد القطري أبو فهد بن جاسم إلى بيروت غداً, حيث أفاد المتحدث باسم الخارجية القطرية, ماجد الأنصاري, أمس بأن قطر ستواصل التعاون مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن "حتى اللحظة الأخيرة" قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية, سعياً للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
كما أشار إلى وجود "خطوط متوازية للعمل على خفض التصعيد في كل من لبنان وغزة".
الوضع الميداني
في ظل تأخر انطلاق المفاوضات الجدية للتهدئة, تقدمت أعداد كبيرة من الدبابات الإسرائيلية من محيط مستعمرة المطلة إلى الأراضي اللبنانية, ووصلت إلى تلة الحمامص والمناطق الشرقية لبلدة الخيام خلال الساعات الماضية, تزامناً مع عشرات الغارات الجوية التي امتدت من الجنوب إلى البقاع, مما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى وإحداث دمار واسع.
من جهته, أعلن حزب الله أنه استهدف مستعمرتي دلتون وكفر فراديم بالصواريخ, كما أفاد بقصف تجمع لجنود إسرائيليين في مستعمرة معالوت ترشيحا برشقة صاروخية. وأكد الحزب أن عناصر وحدات الدفاع الجوي أسقطوا طائرة مسيرة من طراز هرمز 900 فوق منطقة مرجعيون باستخدام صاروخ أرض – جو, وقد شوهدت الطائرة وهي تحترق.