قال مصدر ديبلوماسي: "المعضلة التي تواجه تقدم أي مبادرة لوقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانية, سببها ان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعتمد في شكل واضح على التصعيد العسكري لتحقيق عدة أهداف متشابكة, من بينها تعزيز صورته أمام ناخبيه كمحارب لما يسميه الإرهاب, خصوصا في ظل التوترات السياسية الداخلية التي يواجهها".
وتابع المصدر "يرى المراقبون أن هذه الضربات تعيد توجيه الاهتمام الشعبي نحو التهديدات الأمنية الخارجية, ما يقلل من التركيز على القضايا الداخلية الشائكة. كما يسعى نتنياهو إلى استغلال هذا التصعيد لإعادة إحياء التفاوض تحت ضغط النيران, ليتمكن من فرض شروطه الصارمة التي تتضمن تقديم تنازلات تشبه الاستسلام من الطرف الآخر مقابل وقف إطلاق النار".
وأضاف المصدر "على الرغم من الجهود الدولية والضغوط الديبلوماسية للتهدئة, يظل أفق وقف إطلاق النار معقدا نتيجة اشتداد الصراع وتداخل الأطراف الإقليمية والدولية. وتبرز هنا مخاوف أن يكون التصعيد جزءا من محاولات نتنياهو لتحسين موقفه التفاوضي, في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية التي تطالب بضرورة التهدئة تجنبا لتفاقم الوضع الإنساني. وقد يكون هذا التصعيد مؤشرا إلى سعي الحكومة الإسرائيلية لفرض ملامح اتفاقية مؤقتة عبر الضغط العسكري, حيث يستخدم القصف في الضغط على الأطراف اللبنانية وإيصال رسالة بأن إسرائيل مستعدة للمزيد من التوسع إذا لم تتم تلبية شروطها".
وأوضح المصدر "يبقى السؤال المطروح هو ما إذا كانت الأوضاع ستسمح بالتوصل إلى وقف إطلاق النار قبل الانتخابات الأميركية المقررة في 5 نوفمبر المقبل. ويسعى المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة, إلى تفادي اندلاع صراع إقليمي قد يعقد الوضع السياسي ويؤثر على ملف الانتخابات. ويتوقع بعض المحللين أن تسعى الإدارة الأميركية إلى استثمار نفوذها على الجانبين الإسرائيلي واللبناني, وأطراف النزاع الأخرى, لدفعهما نحو تهدئة مؤقتة تعكس توافقا أوليا لوقف التصعيد قبل الانتخابات, ما قد يشكل ورقة رابحة في الحملة الانتخابية".
ورأى المصدر "ان التصعيد العسكري الحالي يعكس ديناميات سياسية وأمنية معقدة, تتداخل فيها المصالح المحلية والدولية. وعلى رغم أن وقف إطلاق النار يبقى احتمالا قائما, إلا أنه يتوقف على مدى استعداد الأطراف المعنية لتقديم تنازلات مؤلمة, ما يترك الباب مفتوحا لاحتمالات عدة قد تحدد معالم المرحلة المقبلة في المنطقة".
داود رمال - الانباء