مع استمرار الحرب في لبنان, يجد مئات اللبنانيين المقيمين في فرنسا أنفسهم في حالة من الضياع, إذ يتطلعون يائسين لتمديد إقامتهم, ومع ذلك, فإن السلطات الفرنسية تظل غير متجاوبة في كثير من الأحيان أو ترفض طلباتهم, ما يخلق حالة من عدم اليقين والقلق للكثيرين.
ووفقا لتقرير صحيفة "لوموند" الفرنسية تعيش "مارلين", وهي امرأة فرنسية لبنانية تقيم في منطقة فال دو مارن, حالة من القلق بعد جلب والدتها البالغة من العمر 76 عاماً من بيروت في بداية سبتمبر لمساعدتها في بداية العام الدراسي لطفلتيها.
وتشير إلى أن خطة العودة كانت خلال أسابيع, ولكن مع بدء الغارات الجوية الإسرائيلية على لبنان في 23 سبتمبر, بات الوضع كارثياً.
وتأمل مارلين الآن في بقاء والدتها لفترة أطول, مشيرة إلى المخاطر التي قد تواجهها إذا تركت وحدها في بيروت, إلا أن مارلين لم تجد أي تجاوب لطلب تمديد تأشيرة والدتها, رغم تواصلها مع مختلف الجهات الرسمية.
قواعد صارمة
وأفاد التقرير بأن عدة أُسر تعاني من مشاكل مشابهة, حيث انتهت تأشيرة جيزيل دقاق في 15 أكتوبر, وهي مسنة جاءت إلى فرنسا لرعاية أحفادها, ولم يجد ابنها إيلي داغر, الذي يعيش في هوت دو سين, أي حل, الأمر الذي دفع والدته للسفر إلى دبي لتجنب الإقامة غير الشرعية, وفق قوله.
وتجدر الإشارة إلى أنه بموجب القانون الفرنسي, يمكن تمديد التأشيرات في حالات استثنائية فقط, مثل الظروف غير المتوقعة وغير القابلة للتغلب عليها.
انتقادات حقوقية
وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من المناشدات المستمرة, تصر وزارة الداخلية الفرنسية على عدم وجود سياسة ممنهجة, مشيرة إلى أهمية التقييم الفردي لكل حالة.
وسجلت السفارة اللبنانية في باريس حوالي 350 طلب مساعدة من لبنانيين, بينما ينتقد محامون ونشطاء حقوقيون التطبيق الصارم لهذه اللوائح, محذرين من تكرار حالات سابقة شملت مواطنين هايتيين.