بدأت إسرائيل تطبيق إستراتيجية "تقشير الطبقات" خلال هجومها الجوي على إيران, والتي استخدمتها سابقًا مع والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة, وتهدف للمسّ التدريجي بقدرات خصوم إسرائيل.
وقالت صحيفة "معاريف" العبرية إن " من خلال رده العسكري على إيران, واستهدافه لأنظمة الإنذار المبكر الإيرانية, ودفاعاتها الجوية المتقدمة, نجح بتوجيه ضربة للتكنولوجيا الإيرانية", مشيرة إلى أن هذا الهجوم "تحضير للضربة التالية".
وأوضحت الصحيفة أن "إيران اعتمدت بشكل رئيس في دفاعها على الميليشيات المسلحة الموالية لها في المنطقة, وبمجرد أن أضعفت أو دمرت إسرائيل هذه المجموعات, بقي أمام طهران الاعتماد على قوتها العسكرية, وفي مقدمتها منظومة الدفاع الجوي الخاصة بها".
وأضافت أن "تلك المنظومة تمثل رصيدًا كبيرًا بالنسبة لإيران, وأن المنظومات الإيرانية التي دمرها الهجوم الإسرائيلي تعد إستراتيجية, خاصة أن بعضها هجومي والآخر دفاعي".
وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي هاجم إحدى أهم طبقات حماية النظام الإيراني, وأعد بذلك نفسه للهجوم التالي.
وبحسب الصحيفة, "يعني ذلك أن الجيش الإسرائيلي أضر بقدرات الدفاع الجوي الإيرانية, ومس قدرة طهران على التسلح بأنظمة الصواريخ والطائرات دون طيار", لافتةً إلى أن ذلك سيؤثر أيضًا على إمداد إيران لحلفائها بالصواريخ والمسيّرات.
وتابعت الصحيفة: "الجيش الإسرائيلي عمل من أجل ذلك بطريقة منظمة ووفق بنية هجومية تمكنه من تعطيل أي قدرة لإيران على الهجوم الجديد ضد إسرائيل", مضيفةً أن "ذلك ما دفعه لتفكيك حركة حماس في غزة, والعمل بقوة ضد ميليشيا حزب الله في لبنان".
استهداف كبار القادة
وأشار التقرير إلى أن "الجيش الإسرائيلي لا يهاجم من أجل الهجوم فحسب؛ بل يتصرف بطريقة محسوبة, ومع كل هجوم يقوم به, فهو في الواقع يفتح الطريق أمام هجوم سيأتي بعده مباشرة", مبينًا أن إسرائيل, وعلى مدار أكثر من 20 عامًا, جمعت معلومات استخباراتية عالية الجودة سمحت لها ببناء بنك من الأهداف في إيران.
وأضاف: "هذه المعلومات سمحت للقوات الجوية الإسرائيلية والتشكيلات الأخرى بالتدرب على تلك الأهداف", متابعًا: "إيران بدأت تفهم أنها تلقت ضربة ستدفع قادتها لإعادة حساباتهم, وتؤكد على أن الجيش الإسرائيلي لديه مسار واضح في عملياته العسكرية".
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى إستراتيجية "تقشير الطبقات" التي تم تطبيقها بشكل واضح مع ميليشيا حزب الله, مضيفةً: "لمدة عام, عمل الجيش الإسرائيلي على إنهاك وحدات حزب الله, ثم ضرب منظومة الاتصالات, وبعدها كمية كبيرة من الصواريخ على مسافة حوالي 30 كيلومترًا من الحدود, التي كانت تمثل العمود الفقري لقوة حزب الله الصاروخية"