أكد خبراء في العلاقات الدولية أن الحديث عن مصير المبادرة الفرنسية الأمريكية بشأن المواجهة على الجبهة اللبنانية بين "حزب الله" وإسرائيل, باتت "مؤجلة" في انتظار عدة مستجدات, يترتب عليها التعامل مع هذه الحرب.
وأوضحوا في تصريحات لـ"إرم نيوز", أن في صدارة هذه المستجدات نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية, والتي سيترتب بحسب الفائز فيها, بين المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس والمرشح الجمهوري دونالد ترامب, إمكانية استكمال واشنطن السير في هذا المبادرة من عدمه, إضافة إلى ما سينتج عن الضربة الإسرائيلية لإيران.
في انتظار التسوية
وطُرحت منذ شهر تقريبا مبادرة فرنسية أمريكية تقوم في عنوانها العريض على وقف إطلاق النار لمدة 21 يوماً, لإفساح المجال أمام المفاوضات, ولمنع تصاعد التوتر بين إسرائيل وحزب الله, وتم اقتراحها بعد لقاء ثنائي جمع الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون, على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
ويقول أستاذ العلاقات الدولية والخبير في الشأن الأمريكي, د.حسين الديك إن المبادرة الفرنسية الأمريكية تنتظر تسوية الملفات الكبرى في الأساس, حتى يتم الذهاب إليها, في وقت تسير فيه إسرائيل في حربها وسط تفاهمات من جانبها مع واشنطن لإعادة رسم خارطة المنطقة من جديد.
ويبين الديك في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز" أن هناك توقعات بتغيرات جيوسياسية تنتظرها المنطقة في الفترة المقلبة, وعلى إثر ذلك لم يتم حسم أمر المبادرة, حتى يتم الوقوف على الوضع الإقليمي المنتظر ومن ثم إعادة ما وصفه بـ"هندسة" الوضع اللبناني الداخلي, في إشاره إلى إعادة ترتيبه.
ويعتقد الديك أن التسوية في لبنان ليست بمعزل عما سيحدث وينتج عن الضربة الإسرائيلية لإيران, والتي سيكون لها انعكاس على تحديد معالم المنطقة في الفترة المقبلة, وفق قوله.
ترتيبات داخلية
وتحدث الديك عن أن هناك جهدا كبيرا وتوجها لدى الأطراف الدولية والإقليمية لترتيب الوضع الداخلي حتى يصبح "حزب الله" حزبا سياسيا شأنه شأن أي حزب آخر, وهذا مرتبط بعدة اعتبارات من بينها الإعلان عن خروج إسرائيل من الأراضي اللبنانية كافة, لسحب الذريعة من "حزب الله" الخاصة بما يسميه "سلاح المقاومة", لأنه حينئذٍ لن يكون هناك داع لوجود السلاح طالما أن إسرائيل خارج الأراضي اللبنانية بما فيها "شبعا" والنقاط الـ13 المختلف عليها.
فيما يرى الباحث في العلاقات الدولية أحمد سعيد أن هناك عدة أمور تمنع أي مبادرات في الوقت الحالي وقد تجعلها "معلبة" مع عدة مستجدات منها من جهة الانتخابات الأمريكية وشكل الإدارة الجديدة التي لن تسير في مبادرة قدمتها إدارة الرئيس الحالي جو بايدن في حال مجيء المرشح الجمهوري دونالد ترامب, ومن جهة أخرى, الضربة الإسرائيلية لإيران, وما يترتب عليها.
وذكر سعيد في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز" أن الضربة الإسرائيلية لإيران سيكون لها وضع فاصل في التعامل مع أي مبادرات أو وقف لإطلاق النار, بالنظر إلى سيناريوهات محتملة لرد إيراني.