خاص "الرأي"
بعد ثلاثة أسابيع من التهديدات, نفذت إسرائيل فجر اليوم السبت ضربات على أهداف إيرانية وأعلنت عن استهداف عدة مواقع داخل إيران, بالتزامن مع سلسلة غارات جوية في كل من سوريا والعراق, ويأتي هذا الرد الإسرائيلي البارز على إيران في وقت حساس, قبيل بدء مفاوضات شاقّة في الدوحة خلال الساعات القادمة, تهدف إلى إتمام صفقة تبادل الأسرى في غزة ومناقشة الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار.
وجاء ذلك بالتزامن مع اعلان المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين عن خطط للعودة إلى تل أبيب مجددًا يوم الأحد, يليها زيارة إلى بيروت, وذلك بعد اختتام زيارته إلى تل أبيب دون الكشف عن نتائج أو توضيح نوايا تتعلق بالعودة إلى بيروت.
الى جانب ذلك, تسعى إسرائيل جاهدة لإحكام حصارها البري على لبنان, حيث أغلقت معبرين رئيسيين مع سوريا من أصل ثلاثة, عقب القصف الذي استهدف صباح الجمعة معبر القاع, الذي يُعتبر آخر منفذ من البقاع الغربي إلى الأراضي السورية, من المتوقع أن تترتب على هذه الإجراءات تداعيات سلبية إضافية على الاقتصاد اللبناني المتضرر بالفعل, مما سيزيد من صعوبة شحن الصناعات والمنتجات الزراعية إلى الأسواق العالمية, ويعزز من الضغوط الاقتصادية التي تُواجهها البلاد في ظل الظروف الراهنة.
الرد الإسرائيلي على ايران
أعلنت هيئة البث الإسرائيلية انتهاء الهجوم على إيران صباح السبت بعد تنفيذ ثلاث موجات من الضربات الجوية, استهدفت مواقع عدة في طهران وشيراز. الهجوم, الذي شاركت فيه مئات الطائرات الإسرائيلية, ركز في موجاته الأولى على نظام الدفاع الجوي الإيراني. ووفقاً لمسؤولين إسرائيليين وأميركيين, استهدفت الضربات نحو 20 موقعاً, دون ورود معلومات عن أضرار أو إصابات.
أما إيران, فقد نقلت وكالة تسنيم الإيرانية عن مصدر مطلع أن ادعاء الجيش الإسرائيلي استهداف 20 موقعاً في إيران غير دقيق, وأن الأهداف أقل من ذلك بكثير, مؤكدة أن إسرائيل تسعى لتضخيم حجم هجومها المحدود.
من جانبه, أعلن المتحدث باسم هيئة الطيران المدني الإيرانية أن الرحلات الجوية ستعود إلى طبيعتها اعتباراً من الساعة 9 صباحاً.
وذكر المقر المركزي للدفاعات الجوية الإيرانية أن الهجوم الإسرائيلي أسفر عن أضرار محدودة في بعض المواقع, واستهدف مواقع عسكرية في محافظات طهران وخوزستان وعيلام.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية, نقلاً عن مصادر مطلعة, بأن الدفاعات الجوية تصدت للهجوم بفعالية وأحبطت العملية في الوقت المناسب.
هوكشتاين إلى تل أبيب مجددا
بعد انتهاء زيارته إلى تل أبيب دون الإفصاح عن نتائج أو نيات واضحة بشأن العودة إلى بيروت, أعلن المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين عن عودته إلى تل أبيب مجددًا يوم الأحد, ومن ثم إلى بيروت.
جاء هذا الإعلان بعد تصريح نتنياهو الذي أكد فيه استمرار الحرب حتى تحقيق الأهداف المحددة. من خلال لقاء هوكشتاين, تم إبلاغه برفض لبنان لبحث أي تعديلات على القرار 1701, مع التأكيد على أن وقف النار يعد أولوية قصوى.
عودة هوكشتاين إلى بيروت عبر تل أبيب تشير إلى وجود تطورات جديدة هناك, والتي سيطلع عليها ويناقشها, مما يعني أن لديه ما يستحق العودة من أجله. تجدر الإشارة إلى أن تصريحات هوكشتاين, التي ساوت للمرة الأولى بين لبنان والكيان الإسرائيلي بشأن عدم تنفيذ القرار 1701, تعكس تراجعًا في الموقف الإسرائيلي, مما يفتح المجال أمام مواقف أميركية أكثر استعدادًا للاستماع إلى المطالب اللبنانية. ومع ذلك, تبقى الولايات المتحدة متمسكة بمصالح إسرائيل كأولوية.
وكان قد صرّح هوكشتاين قائلاً: "أعتقد أن إنهاء النزاع بين إسرائيل ولبنان ممكن في إطار القرار 1701". وأشار إلى أن "كلاً من إسرائيل و"حزب الله" يتهم الآخر بعدم الالتزام بالقرار 1701, والواقع أن الطرفين لم يلتزما به". وأضاف هوكشتاين: "ينبغي تمكين القوات المسلحة اللبنانية من الانتشار الفعّال في جنوب لبنان لأداء مهامها."
المفاوضات في الدوحة
تستعد العاصمة القطرية, الدوحة, لاستضافة جولة جديدة من المفاوضات بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة ولبنان, وصفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين بين حركة حماس وإسرائيل.
وبعد شهور من الجمود, تلقت المفاوضات دفعة جديدة بزيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى المنطقة للمرة الحادية عشرة منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة.
ميقاتي وبلينكن
في موازاة ذلك, تتواصل الجهود السياسية الرامية إلى إنهاء الأعمال القتالية, بدعم ملحوظ من الولايات المتحدة, كما تجلى في لقاء وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في لندن.
أكد ميقاتي على أهمية وقف إطلاق النار والضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها, مشيرًا إلى نزوح أكثر من 1.4 مليون لبناني بسبب هذه الاعتداءات. من جانبه, أبدى بلينكن دعم الولايات المتحدة للمؤسسات الحكومية اللبنانية, وخاصة الجيش, مشددًا على ضرورة الوصول إلى حل دبلوماسي وإيقاف العنف.
بري يشكر ماكرون
شكر رئيس مجلس النواب نبيه بري الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وفرنسا على تنظيم المؤتمر الدولي لدعم لبنان سياسياً ومالياً وإنسانياً, ووجه الشكر أيضاً للاتحاد الأوروبي, الحكومة اللبنانية, والدول المشاركة, بما فيها الدول العربية والدول الصديقة.
أشاد بري بنتائج المؤتمر التي تضمنت دعماً مالياً لإغاثة النازحين وتعزيز الجيش اللبناني لضمان الأمن وصون السيادة الوطنية, خاصة في منطقة جنوب الليطاني بالتعاون مع قوات "اليونيفيل" تنفيذاً للقرار 1701. وأكد أن هذه النتائج تعزز الإحساس بأن لبنان ليس وحده في مواجهة التهديدات, داعياً المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات إنسانية جادة لإنقاذ لبنان من العدوان.
10 قتلى في يومين
مع استمرار الاشتباكات في جنوب لبنان, شنّ حزب الله أمس هجوماً قوياً على الجيش الإسرائيلي, مما أدى إلى مقتل ضابطين وثلاثة جنود, ليرتفع بذلك عدد قتلى جيش الاحتلال إلى عشرة خلال يومين فقط.
وفي منطقة العديسة, استهدفت المقاومة وحدة إسرائيلية تضم 12 جندياً بصاروخ موجّه, ما أدى إلى وقوع إصابات مؤكدة, ثم تدخلت آلية عسكرية من نوع هامر لدعم القوة المستهدفة, إلا أن مقاتلي الحزب أصابوها أيضاً بصاروخ دقيق, أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف القوة.
وفي الشمال, أطلقت المقاومة صواريخ دقيقة أمس قرب مجد الكروم في الجليل, مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة عشرين آخرين, حسب ما نقلت إذاعة جيش الاحتلال. وأعلن الحزب كذلك عن استهداف قاعدة "كرمئيل" المجاورة لمجد الكروم بوابل من الصواريخ, ما أسفر عن خسائر بشرية ومادية.
العدو يواصل الإعتداء على اليونيفيل
أطلق جنود الجيش الإسرائيلي النار على قوات حفظ السلام في بلدة الضهيرة, بينما كانت تؤدي مهامها في برج المراقبة.
جاء ذلك بعد أن لاحظ جيش الاحتلال أن قوات اليونيفيل كانت شاهدة على عمليات التطهير التي نفذها في المنازل القريبة من البلدة, في وقت يسعى لتنفيذ أعماله التخريبية دون وجود مراقبين.
وأصدرت قوات حفظ السلام في الجنوب بياناً أكدت فيه عزمها على الاستمرار في أداء واجباتها في المراقبة ورفع التقارير, مشددة على أنها لن تنسحب من مواقعها في جنوب لبنان رغم محاولات الترهيب الإسرائيلية.
من جانبها, أدانت لجنة حماية الصحافيين الاعتداء الذي ارتكبته إسرائيل ضد الكوادر الإعلامية العاملة في جنوب لبنان, واعتبرت عدد القتلى من الجنود الإسرائيليين صدمة كبيرة لهيئة الأركان.