لا تزال المجريات السياسية والعسكرية تعكس حالة من الغموض حول إمكانية عودة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى لبنان, في ظل تزايد التصعيد العسكري الذي يجعل من الوصول إلى وقف لإطلاق النار أمرًا بعيد المنال, على الرغم من بعض التصريحات الأميركية التي تشير إلى سعي لإيجاد "حل دبلوماسي", فإن الوضع في المنطقة يبدو أكثر تعقيدًا, خاصة مع الجهود المتزامنة لوقف الأعمال القتالية في غزة, مما قد يوفر فرصة لمفاوضات مشابهة في لبنان, وفي هذا السياق, عُقد "المؤتمر الدولي لدعم لبنان وسيادته" في باريس, حيث تم تخصيص مساعدات تقدّر بمليار دولار, وذلك في خطوة تدعم الموقف اللبناني تحت رعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وفي هذا الوقت, استمر العدو في ارتكاب المجازر حيث أغار على بلدة الخضر ما أسفر عن سقوط ٧ شهداء و ١٤ جريح.
بلينكن: لتجنب حملة مستدامة من قبل إسرائيل
فيما يتعلق بلبنان, أشار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى أهمية تجنب حملة مستدامة من قبل إسرائيل, مؤكدًا على تكثيف الجهود للتوصل إلى حل دبلوماسي يطبق القرار 1701, مع تأكيد تقديم قطر مساعدات مهمة للجيش اللبناني.
من جهته, أعلن الوزير القطري بن جاسم عن زيارة لفريق مفاوضات أميركي إلى الدوحة لبحث التقدم في مفاوضات غزة, وكشف عن اجتماع مع المكتب السياسي لحماس. كما ذكرت التقارير عن وفد إسرائيلي سيزور الدوحة لاستكمال مفاوضات صفقة تبادل الأسرى, بالإضافة إلى رسالة من الرئيس الروسي تطالب بإنهاء الحرب في غزة ولبنان.
مليار دولار إلى لبنان
انعقد "المؤتمر الدولي لدعم لبنان وسيادته" أمس في قصر المؤتمرات التابع لوزارة الخارجية في الدائرة 15, تحت رعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون, وقد نجح المؤتمر في جمع أكثر من 800 مليون دولار كمساعدات إنسانية و200 مليون دولار لدعم الجيش اللبناني.
في ختام المؤتمر, أطلق رئيس الحكومة نجيب ميقاتي نداءً لأصدقاء لبنان, طالبًا بذل جهود دبلوماسية مكثفة للوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار وتداعيات الدمار, مؤكدًا أهمية العمل المشترك من أجل تحقيق الاستقرار بناءً على مبادئ القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن, وخصوصًا القرار 1701.
من جهته, شدد ماكرون في افتتاح المؤتمر على ضرورة إنهاء "حرب الآخرين على أرض لبنان", مشيرًا إلى التحديات التي يواجهها لبنان نتيجة الهجمات الإسرائيلية والنزوح. وأعلن عن تقديم 100 مليون يورو كمساعدات, داعيًا إسرائيل إلى وقف الأعمال الحربية, ومؤكدًا على ضرورة الالتزام بالقرار 1701, مع توجيه انتقادات لإيران لتمويلها "حزب الله" لمواجهة إسرائيل.
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أبدى قلقه على سلامة المدنيين على جانبي الخط الأزرق, واصفًا الهجمات على "اليونيفيل" بأنها مرفوضة تمامًا وتشكل جريمة حرب, مشيرًا إلى القصف العنيف الذي تمارسه إسرائيل ضد المناطق المأهولة في لبنان, وأكد أهمية وقف إطلاق النار المستدام.
أما الرئيس نبيه بري فقد أعرب عن شكره للدول التي شاركت في مؤتمر باريس الدولي, مؤكدًا أن هذا المؤتمر يمكن أن يسهم في معالجة جروح البلاد ويساعدها على استعادة توازنها.
تفاهم بين بري وهوكشتاين على تنفيذ القرار 1701
وفي السياق, أكد رئيس مجلس النواب, نبيه بري, أن المباحثات الحالية تركز على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار دائم.,وفي حديثه لـ سكاي نيوز عربية, أوضح بري أن الجيش اللبناني سيتولى تنفيذ الآليات الخاصة بالقرار 1701 لضمان الاستقرار, مؤكداً على أهمية دور قوات اليونيفيل كضامن لتطبيق القرار 1701.
وأضاف أن العمل على انتخاب رئيس توافقي للبنان سيبدأ بعد وقف إطلاق النار, مشيراً إلى أنه توصل إلى تفاهم مع المبعوث الأميركي بشأن تنفيذ القرار 1701 دون إدخال أي تعديلات عليه.
معارك حامية وقتال معقد على الحدود
على الصعيد الميداني, أوقع مقاتلو النخبة في حزب الله خسائر كبيرة في صفوف جنود الاحتلال خلال الساعات القليلة الماضية.
وشهد يوم أمس سقوط العديد من الجرحى من المستوطنين جراء قصف مكثف بصواريخ نوعية استهدف عدة مستوطنات, وخاصةً في مناطق نهاريا وصفد, مما أسفر عن دمار واسع.
وذكرت وسائل إعلام الاحتلال مقتل 8 جنود وضابط اسرائيلي كبير وإصابة العشرات في مواجهات عن قرب, خصوصاً في بلدة عيتا الشعب التي تحولت إلى فخ قاتل لعشرات الجنود والضباط الذين وقعوا في كمين معقد في منطقة كانت تُعتبر آمنة, مما أدى إلى إصابة نحو 30 جندياً ومقتل 5 آخرين, كما تم تدمير 4 دبابات ميركافا, التي شوهدت تحترق مع طواقمها.
وقد شهدت سماء فلسطين المحتلة تحليقاً مكثفاً للمروحيات التي كانت تقوم بنقل القتلى والجرحى إلى المستشفيات.
مجزرة في بلدة الخضر
يستمر العدو في ارتكاب مجازر في العديد من المناطق اللبنانية حيث أدّت الغارة الإسرائيلية على بلدة الخضر في بعلبك التي شنها العدو أمس, الى سقوط ٧ شهداء و١٤ جريحاً, في حصيلة نهائيّة, بعد انتهاء عملية رفض الأنقاض.