في ظل الحرب القائمة في لبنان, ومع تزايد حركة النزوح نحو المناطق التي تُعتبر أكثر أمانًا مثل جبل لبنان, شهدت هذه المناطق توافدًا كبيرًا للنازحين بحثًا عن ملاذ آمن. ومع تدني درجات الحرارة, خصوصًا خلال ساعات الليل, أصبحت الحاجة إلى التدفئة ضرورية, مما دفع العديد من العائلات إلى التوجه نحو محلات بيع الأدوات المنزلية والكهربائية.
اعلان
ووفق معلومات "ليبانون ديبايت", فقد شهدت محلات الأدوات المنزلية والكهربائية حركة بيع لافتة, حيث أقبل الكثير من الناس على شراء أجهزة التدفئة وغيرها من المعدات الضرورية لمواجهة البرد, مثل البطانيات والأغطية الثقيلة التي تلبي الإحتياجات الأساسية.
في هذا السياق, وصف أحد أصحاب المحلات التجارية في منطقة جبل لبنان, عبر "ليبانون ديبايت", هذه الحركة الكبيرة بعبارة "مصائب قوم عند قوم فوائد", مشيرًا إلى أن الطلب على الأدوات الكهربائية ارتفع بشكل كبير في الفترة الأخيرة, وكان الطلب الأكبر على الدفايات الكهربائية.
وأكد التاجر أن زيادة الطلب جاءت بسبب انخفاض درجات الحرارة وحاجة النازحين إلى تدفئة منازلهم المؤقتة, مما ساهم في تنشيط حركة البيع في هذه الظروف الصعبة. مشيراً إلى أن حجم المبيعات تضاعف بشكل ملحوظ مقارنة بالسنوات الماضية, لدرجة أن بعض الأصناف بدأت تنفد من المخازن مع تزايد الطلب عليها.
وفي سياق متصل, أكد مراقبون اقتصاديون عبر "ليبانون ديبايت" أن هذا النشاط التجاري المؤقت في محلات بيع الأدوات الكهربائية والمنزلية لا يعكس تحسنًا اقتصاديًا حقيقيًا, بل هو نتيجة ظرفية لأزمة أعمق تعاني منها البلاد.
وأضاف المراقبون, "بينما انتعشت تجارة بعض السلع, لا تزال قطاعات أخرى تعاني من الركود بسبب الأزمة الاقتصادية والمالية المستمرة. ومع ذلك, يشكل هذا التحسن المؤقت في حركة البيع نوعًا من الأمل لأصحاب المتاجر الذين كانوا يعانون من تباطؤ الحركة الاقتصادية قبل هذه الأزمة".
تسلط هذه الأزمة الإنسانية والاجتماعية الضوء على الحاجة الملحة لتوفير الدعم والمساعدات للنازحين, خاصة مع اقتراب فصل الشتاء. فمن دون تدخل حكومي أو دولي لتأمين احتياجات هؤلاء النازحين, قد تتحول الظروف المناخية القاسية إلى تحدٍ إضافي يزيد من معاناتهم اليومية, في ظل شح الموارد وارتفاع أسعار المواد الأساسية.