خاص "الرأي"
تجري المفاوضات هذه المرة بجدية نسبية بعد أن منح بري الولايات المتحدة فرصة أخيرة, وقد لخّص رئيس مجلس النواب, نبيه بري, التقييم الأولي للمحادثات التي أجراها بقوله: "اللقاء كان جيداً, ولكن العبرة في النتائج", فقد تم إبلاغ هوكشتاين بموقف لبنان الذي يؤكد على أولوية وقف إطلاق النار والالتزام الكامل بالقرار 1701, ومع ذلك, فإن المسار النهائي لهذه الجهود يعتمد على موقف إسرائيل واستجابتها للمسعى الأميركي.
وفي هذا السياق, يستمر العدو بصب كل وحشيته على الشعب اللبناني حيث شن مساء امس غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية مستهدفا للمرة الاولى منطقة الاوزاعي, التي شهدت حركة نزوح كثيفة, ومحيط مستشفى الحريري, لكن الأكثر خطورة مساء أمس كان ادعاء الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي بوجود أموال وذهب تقدر بمئات الملايين من الدولارات مخبأة في نفق تحت مستشفى الساحل في الضاحية الجنوبية.
هذه الادعاءات تُعتبر كذبة مفضوحة, لكنها قد تمهد لنية مبيتة لاستهداف محتمل للمستشفيات, وهو سيناريو خطر سبق أن شهدته منطقة قطاع غزة.
زيارة هوكشتاين
في الزيارة التي قام بها المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين إلى بيروت, لم يحمل معه إملاءات أمريكية واضحة تتناسب مع الأجواء التي سبقت وصوله, وبالتالي, لم يتطرق إلى الحديث عن تعديل القرار 1701 في أي من لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين, إدراكاً منه لعدم إمكانية الوصول إلى مجلس الأمن للحصول على قرار معدل في ظل وجود الفيتو الروسي والصيني.
ومع ذلك, لا يعني هذا أن واشنطن غير مهتمة بتحقيق الهدوء الذي يسبق الانتخابات الرئاسية الأمريكية, حيث أظهرت بعض الأوساط السياسية المعنية أن الولايات المتحدة تسعى لاستثمار الأوضاع المتوترة الناتجة عن الحرب "الإسرائيلية" ضد لبنان.
وقد صرح هوكشتاين بعد لقائه الرئيس بري بأن واشنطن تسعى لإنهاء النزاع الحالي في أسرع وقت ممكن, مشيراً إلى أن هذا هو هدف الرئيس بايدن والإدارة الأمريكية.
وأوضح أن الجهود تبذل مع كل من الحكومة اللبنانية والإسرائيلية للتوصل إلى حل نهائي يضع حدًا للنزاع بشكل دائم, بحيث لا يعود الصراع للاندلاع مرة أخرى, مما يمهد لمرحلة جديدة من الاستقرار والازدهار.
كما أكد هوكشتاين أن الحل سيستند إلى القرار 1701, مشيرًا إلى أهمية تعزيز الثقة في تنفيذه لضمان التزام جميع الأطراف به.
بري "راضي"
أما بالنسبة للأفكار التي طرحها بري, فقد أبدى رضاه عن طبيعة المناقشات مع هوكشتاين, حيث وزع مجموعة من الأفكار التنفيذية المنسقة مسبقاً مع رئيس الحكومة.
وقد سمع المبعوث الأمريكي موقفاً موحداً من كل من بري وميقاتي, تمثل بعدم تقديم أي إجابات نهائية وحاسمة قبل الحصول على ردود واضحة من "إسرائيل" فيما يتعلق بالاقتراحات الحالية, بما في ذلك مسألة وقف النار.
وفي هذا الإطار, أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال على أن الأولوية تكمن في وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 بشكل شامل وكامل, نظراً لكونه يمثل الركيزة الأساسية للاستقرار في المنطقة. من جانبه, أكد هوكشتاين أن المساعي الدبلوماسية لا تزال مستمرة وجادة, مشدداً على أهمية التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الفترة القريبة القادمة, ودعم التطبيق الكامل والشامل للقرار 1701. ودعا جميع الأطراف إلى العمل معاً للتوصل إلى صيغة توافقية تتعلق بكيفية تنفيذ القرار.
أبو الغيظ
تزامنت زيارة هوكشتاين مع زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية, أحمد أبو الغيط, الذي التقى الرئيسين بري وميقاتي. وأكد أبو الغيط أن "القرار 1701 هو قرار محوري ويجب تنفيذه بشكل كامل وبأسرع وقت ممكن", معلنًا "دعم الجامعة العربية للبنان في هذه المحنة". وشدّد على ضرورة وقف إطلاق النار فورًا وانتخاب رئيس جديد للبلاد, كما دعا إلى انسحاب إسرائيل الفوري من جميع الأراضي اللبنانية التي تحتلها أو دخلتها. وأوضح أن "من الضروري أن يحصل لبنان على ضمانات بعدم تكرار إسرائيل لهجماتها".
شروط إسرائيل
وكان قد أفاد موقع "أكسيوس" الأميركي, نقلاً عن مسؤولين أميركيين و" إسرائيليين", بأن "إسرائيل" قدّمت للولايات المتحدة الأسبوع الماضي وثيقة تحتوي على شروطها للتوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء الحرب في لبنان.
وذكر الموقع نقلاً عن مسؤول "إسرائيلي" أن "إسرائيل" طلبت السماح لقواتها المسلحة بالمشاركة في "تنفيذ فعّال" لضمان عدم إعادة تسليح حزب الله وعدم إعادة بناء بنيته التحتية العسكرية بالقرب من الحدود. كما كشف التقرير أن "إسرائيل" طالبت بمنح قواتها الجوية حرية العمل في المجال الجوي اللبناني.
وأوضح مسؤول أميركي لـ"أكسيوس" أن من غير المحتمل أن يوافق لبنان والمجتمع الدولي على شروط "إسرائيل".
4 شهداء في محيط مستشفى الحريري
يواصل العدو ارتكاب المزيد من المجازر التي تزيد من شعوره بالرضا, وكانت أحدثها في محيط مستشفى الحرير, أدت في حصيلة محدثة إلى استشهاد أربعة أشخاص من بينهم طفل, فيما ارتفع عدد الجرحى إلى 32 فضلا عن التسبب بأضرار كبيرة في المستشفى.