خاص "الرأي"
في ظل التصعيد المستمر للاعتداءات الإسرائيلية على لبنان, والذي من المتوقع أن يزداد مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 5 نوفمبر المقبل, يحل اليوم الموفد الرئاسي الأمريكي عاموس هوكشتاين في لبنان, في زيارة وصفها رئيس مجلس النواب نبيه بري بأنها "فرصة أخيرة" للجانب الأمريكي لتحقيق وقف لإطلاق النار قبل موعد الانتخابات.
وأكد له وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن, الذي سيبدأ جولته في المنطقة غدًا, أن واشنطن تسعى لتحقيق هذا الهدف قبل استحقاق الانتخابات الرئاسية.
وقد تمهدت زيارة هوكشتاين بقصف عنيف شمل مختلف المناطق من الجنوب إلى البقاع والضاحية الجنوبية, مستهدفًا مراكز تابعة لـ"حزب الله" فضلاً عن مقر تلفزيون "المنار", إلى جانب إصدار إنذارات لإخلاء السكان من تلك المناطق.
"الفرصة الأخيرة"
عشية زيارة هوكشتاين, أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن هذه الزيارة تمثل "الفرصة الأخيرة" لحل النزاع قبل الانتخابات الأمريكية المحدد موعدها يوم 5 نوفمبر, موضحا أن لبنان متفق على تنفيذ القرار 1701 مع عدم قبول أي تعديلات عليه.
وتطرق إلى مسألة انتخاب رئيس جديد, مؤكدًا ضرورة التوافق بين مختلف الأطراف اللبنانية, موضحا أن خطة إنقاذ لبنان التي يعمل عليها ليست متعلقة بتدخل إيران.
وحتى لا يطول العدوان أكثر ويستمر تدمير لبنان كما حدث في غزة, هناك تكثيف واضح بالاتصالات الدبلوماسية الجدية حيث أبدى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن, رغبته في وقف إطلاق النار قبل 5 نوفمبر.
من جهة أخرى, تلقى بري اتصالًا من وزير الخارجية المصري الذي أعرب عن دعم مصر لمطالب لبنان في وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701.
استهداف فروع "مؤسسة القرض الحسن"
استهدفت غارات إسرائيلية عدة مساء الأحد فروع "مؤسسة القرض الحسن" التابعة لحزب الله في لبنان, وذلك بعد تحذير من الجيش الإسرائيلي بأنه سيستهدف هذه الأماكن.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية بأن عدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت بلغ 11 غارة, بما في ذلك غارة على فرع القرض الحسن القريب من مطار رفيق الحريري الدولي, وأكد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية رؤية أعمدة من الدخان تتصاعد قرب المطار, الذي يعد الوحيد الذي يسير رحلات دولية في لبنان, رغم الغارات التي لم تعرقل هبوط الطائرات التجارية في المساء.
كما ذكرت الوكالة الوطنية أن الضربات طالت مؤسسة القرض الحسن في مناطق مثل بعلبك والهرمل ورياق في شرق لبنان, في بعلبك, استهدفت غارة سوقًا تجاريًا حيث كان هناك مبنى سابق لمؤسسة القرض الحسن, مما دفع السكان إلى إخلاء المنطقة بسرعة بعد التحذير الإسرائيلي.
وفي مدينة صيدا الساحلية, تسبب الخوف داخل مدرسة تحولت إلى ملجأ بالقرب من أحد الفروع إلى مغادرة النازحين للبحث عن الأمان, متجهين نحو الواجهة البحرية, وعقد رئيس بلدية صيدا اجتماعات طارئة ووجه بتدابير احترازية, بما في ذلك إخلاء مباني البلدية ومركز الشرطة وغرفة العمليات المشتركة, بالإضافة إلى مراكز استضافة النازحين.
"جلسة سرية" تتعلق بإسرائيل وإيران
في سياق متصل, أعلن رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون عن عقد "جلسة سرية" لمناقشة تسريب معلومات استخباراتية تتعلق بإسرائيل وإيران.
وأوضح أن هناك تحقيقًا جارياً حول تسرب وثائق سرية تتعلق بالتحضيرات الإسرائيلية لضرب إيران.
من جهته, أشار مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أنه أجرى محادثة مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب, حيث أكد أنه يأخذ بعين الاعتبار الملاحظات التي تطرحها الإدارة الأمريكية, لكنه سيستند في نهاية المطاف إلى المصالح الوطنية لإسرائيل عند اتخاذ القرارات.
وفي تصريحاته أثناء زيارته للحدود الشمالية, أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت التزامه بإعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان, مبيّنًا أن هناك أسرى من "حزب الله" يُقدّمون معلومات عن الوضع ويعانون من الخوف, كما صرّح بأنهم ينتقلون من مرحلة هزيمة "حزب الله" إلى مرحلة تدميره, مشيرًا إلى تدهور وضع الحزب على طول خطوط التماس وكذلك بفعل العمليات المستمرة في بيروت وبعلبك, والنبطية وصور وصيدا.
توتر بين فرنسا وإسرائيل
في هذه الأثناء, تصاعدت حدة التوتر بين فرنسا وإسرائيل, حيث أعاد وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو, في تصريحاته أمس, التأكيد على دعوة بلاده لوقف إطلاق النار في لبنان وقطاع غزة, محذرًا من "مخاطر نشوب نزاع مباشر بين إيران وإسرائيل".
وأوضح في حديثه لإذاعة "آر تي إل" الفرنسية أن "الوقت ينفد, وهناك خطر أكبر يلوح في الأفق خلال الأسابيع والأيام القادمة".
كما أكد أن الوضع الحالي يشير إلى إمكانية اندلاع حرب إقليمية واسعة بين إيران وإسرائيل, خاصة بعد تهديد إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي الذي شنّته إيران في الأول من أكتوبر.
ورغم الإشارة إلى وجود خلافات سياسية ودبلوماسية بشأن طريقة إدارة إسرائيل لحروبها, أوضح لوكورنو أن "إسرائيل تظل حليفتنا".
مجزرة في بعلبك
ارتكب العدو الإسرائيلي عند الساعة الخامسة و50 دقيقة صباحا, مجزرة بحق الأطفال والنساء في حي النبي انعام في مدينة بعلبك, حيث استهدفت مسيَّرة معادية منزل المواطن علي عبدو عثمان, ضمن حي, بيوته متقاربة ومأهولة بالسكان, ما أدى إلى تدمير المبنى وإلحاق أضرار في البيوت المجاورة, واستشهد ستة أطفال ونساء من عائلة عثمان, وأصيب 8 مواطنين في الحي بجروح تراوحت ما بين حرجة ومتوسطة وطفيفة, وتم نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج.