أصدرت الدائرة الإعلامية لسمير جعجع, التي يبدو أن وظيفتها الأساسية أصبحت هدر تضحيات مناضلي القوات في سبيل مشروع "محور البترول" وتوريث زوجته, بيانًا يهدد فيه موقع "ليبانون ديبايت" بالملاحقة القانونية, لماذا؟ لأن الموقع نشر مقابلة مع حليف جعجع المقرب, الإعلامي رامي نعيم, الذي تجرأ على قول ما لا يجرؤ أحد في حاشية "الحكيم" على قوله.
وفي مقابلة مشتعلة, تساءل نعيم عن المخاطر المحتملة لوصول سمير جعجع إلى كرسي الرئاسة, محذرًا من أن "ذلك قد يشعل فتيل حرب أهلية في لبنان", هذا التصريح كان كالصاعقة لجعجع, الذي يعيش في فقاعة الوهم, حيث يعتقد أن لا أحد يمكنه التفوه بكلمة "لا" في وجه مشروعه الكبير.
وعندما أدرك جعجع أن أحد حلفائه تجرأ على فتح فمه بما لا يروق له, انفجرت لديه حساسية سياسية مفرطة, وتحول من قائد سياسي إلى مخرج درامي, ملوحًا بتهديداته القانونية, وكأن القضاء هو العصا السحرية التي ستخفي الحقيقة التي يرفض سماعها.
وها هي الدائرة الإعلامية لجعجع تصدر بيانًا جديدًا مليئًا بالتهديدات الفارغة, وكأن تهديد الصحافة سيُسكت النقاش أو يُطفئ نيران التساؤلات المحرجة, لكن ما لا يبدو واضحًا لجعجع هو أن هذه الدائرة الإعلامية باتت منصة للغباء الاستراتيجي المتكرر.
نصيحة بسيطة يا سمير: أوقف هذه المسرحية البائسة, التهديدات لا تُخيف أحدًا, خاصة عندما تكون موجهة إلى مؤسسة إعلامية ترى فيك سياسيًا متمرّسًا في مراكمة الأخطاء والهفوات