قال خبراء إن رئيس الوزراء الإسرائيلي استغل محاولات إجراء مفاوضات لوقف إطلاق النار سواء في غزة أو لبنان كـ"ساحة لعب" يراهن عليها, تنفيذًا لاستراتيجية إطالة أمد الحرب التي تخدمه شخصيًا.
وبحسب الخبراء, فإن نتنياهو استخدم لعبة التفاوض منذ بداية الحرب على غزة حتى الآن, وصولاً لهجومه على لبنان حوالي 7 مرات, حيث كان يتعامل مع عروض المفاوضات التي قُدمت, لاسيما من دول غربية, مستغلاً ذلك في إعادة ترتيب أوراقه داخليًا أو القيام بهجوم عسكري جديد.
وأوضح خبراء في تصريحات لـ"إرم نيوز", أنه دائمًا ما كان هناك تلويح بمفاوضات من دول غربية في أوقات تخدم نتنياهو أو مخططًا يعمل على إنجازه, في مراحل كان يعمل فيها على تهدئة الداخل الإسرائيلي الذي كان يضغط لوقف إطلاق النار وعودة المحتجزين والأسرى. ثم يقوم بعد ذلك بتطوير هجومه أو البدء في اعتداء جديد, كما حدث في فصل الحرب الإسرائيلية على لبنان.
وتؤكد الباحثة السياسية تمارا حداد أن نتنياهو, منذ بداية الحرب على قطاع غزة واستمرارها وصولاً إلى , يستخدم استراتيجية إطالة أمد الحرب من خلال استغلال ورقة التفاوض بين الحين والآخر.
وأضافت حداد لـ"إرم نيوز" أن التفاوض في المنحى السياسي يكون بين طرفين, وهذا ليس بالأمر المنتظر في ظل اعتبار "نتنياهو" كل من "حزب الله" أو "حماس" تنظيمات أقرب إلى الميليشيات, وبالتالي يرفض هذا المبدأ, حيث يعمل دائمًا على القضاء عليهم. لذلك يُستخدم التفاوض كورقة من حين لآخر حسب المستجدات لإطالة أمد الحرب حتى يحقق مبتغاه بالتخلص منهم.
توازن مفاجئ
وأشارت إلى أن نتنياهو يعمل على إطالة أمد الحرب لسببين: الأول أن ذلك يخدم واقعه الشخصي المحاصر بملفات فساد تنتظره في قضايا أمام المحاكم خلال شهرين, وقد يُحاكم بسببها. أما السبب الثاني فهو أن نتنياهو يسعى لتحقيق توازن مفاجئ لصالح حزب الليكود والائتلاف اليميني, ليكون حاضرًا في عام 2026 ويفوز بأريحية في أي انتخابات مستقبلية.
وتابعت حداد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي حقق مؤخراً نتائج إيجابية أمام الشارع الإسرائيلي في جبهات مختلفة, ما قد يدفعه إلى الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة, بعد أن كان يعمل في الفترة الماضية على قطع أي طريق يؤدي إليها.
وأضافت أن هناك توافقًا أمريكيًا إسرائيليًا على إنهاء أي وجود لأذرع إيران في المنطقة, ولذلك لن يكون هناك أي تفاوض معهم, في ظل العمل بين واشنطن وتل أبيب على فرض الأمر الواقع على طهران بمنعها من دعم أذرعها في الشرق الأوسط, أو التدخل في شؤون الدول, مما يمهد لأن يكون وجود إسرائيل طبيعياً دون معوقات أو تهديدات.
استغلال ساحة التفاوض
من جانبه, قال الباحث السياسي اللبناني باسم معلوف إن نتنياهو استخدم لعبة التفاوض خلال هذا العام منذ الحرب على غزة وانتقالاً إلى جبهة لبنان والحرب في الجنوب, حيث تجاوزت محاولات التفاوض الـ7 مرات, وكان ذلك من جانب الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية.
وأوضح معلوف لـ"إرم نيوز" أن نتنياهو كان يُظهر استعداده للتعامل مع هذه المفاوضات, ثم ينقلب عليها فجأة, مما يوضح أن طرح هذه المفاوضات كان مدفوعًا من جانبه بشكل خفي بالتنسيق مع حلفاء غربيين, استعدادًا لهجوم جديد أو تجاوز محطة معينة في خططه.
وأشار إلى أن نتنياهو كان يستغل المفاوضات في تهدئة الداخل الإسرائيلي, الذي كان يضغط لوقف إطلاق النار وعودة المحتجزين والأسرى, ثم يقوم بعد ذلك بتصعيد الهجوم أو البدء في اعتداء جديد, كما حدث في فصل الحرب الإسرائيلية على لبنان.
وقال معلوف, إن نتنياهو كان يعرقل أي مفاوضات تُطرح من عواصم عربية لوقف إطلاق النار, حيث كان يصعّد التصعيد إلى أعلى درجة, لأنه يدرك أن ما تقدمه هذه العواصم للتفاوض لن يكون في صالحه.
وأشار إلى أن نتنياهو سيواصل استغلال ساحة التفاوض حسب مستجدات خطته التي لن يتراجع عنها سواء في قطاع غزة أو لبنان, وبعد ذلك سيتوجه نحو مرحلة الحرب الإقليمية الأكبر, حيث يكون الاستهداف الأول فيها تجاه إيران, بالتوازي مع مخططات في سوريا والعراق.