تصدر اسم خليل الحية, رئيس حركة حماس في قطاع غزة, المشهد بعد مقتل رئيس المكتب السياسي في الحركة, يحيى السنوار, في رفح يوم الأربعاء, حيث يُعتبر الحية من أبرز الشخصيات المرشحة لتولي قيادة الحركة.
أول إعلان له بعد مقتل السنوار كان ذا دلالة قوية, حيث أكد الحية أن "حماس ماضية حتى إقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس", مشددًا على أن "الأسرى لن يعودوا إلا بوقف العدوان والانسحاب الإسرائيلي من غزة".
اعلان
ونعى الحية السنوار قائلًا: "ننعى إليكم قائد معركة طوفان الأقصى يحيى السنوار", مضيفًا أنه "واصل عطاءه بعد الخروج من المعتقل حتى اكتحلت عيناه بالطوفان العظيم".
كما أشار الحية إلى أن "السنوار هو استمرار لقافلة الشهداء العظام, على خطى الشيخ المؤسس أحمد ياسين".
قبل اغتيال السنوار, كان الحية يشغل منصب نائب له, وقد قاد فريق حماس في المحادثات غير المباشرة مع إسرائيل بشأن وقف إطلاق النار, تحت إشراف إسماعيل هنية, الذي اغتالته إسرائيل في طهران. في تلك الواقعة, أفاد الحرس الثوري الإيراني أن الحية كان مع هنية في نفس المبنى الذي أصابه صاروخ, لكنه لم يكن في الشقة وقت الضربة.
وبحسب تقارير إعلامية, يُعتبر الحية من الأسماء القوية المرشحة لتولي قيادة حماس بعد اغتيال هنية, وهو "المفضل لدى إيران وحلفائها في المنطقة".
يُعتبر الحية أيضًا من المفاوضين الرئيسيين في حركة حماس, حيث شارك في العديد من المفاوضات مع إسرائيل, بما في ذلك ملفات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. وقد لعب دورًا رئيسيًا في التفاوض على وقف إطلاق النار خلال حرب غزة عام 2014.
عُرف الحية بعلاقاته الوثيقة مع قادة حماس الآخرين, وعمله كحلقة وصل بين الحركة ودول مثل قطر وإيران وتركيا, بالإضافة إلى دعمه للجناح العسكري للحركة, كتائب القسام.
في الأحداث الأخيرة في غزة, كان له دور بارز في الحديث عن هجمات 7 تشرين الاول 2023 وأهداف الحركة في الصراع مع إسرائيل, مؤكدًا أن هدف حماس هو تغيير معادلة الصراع برمتها.
اسمه بالكامل هو د. خليل إسماعيل إبراهيم الحية, وكنيته "أبو أسامة", وُلد في غزة في 5 تشرين الثاني 1960. حصل على درجة الدكتوراه في السنة وعلوم الحديث من جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية في السودان عام 1997, ودرجة الماجستير في السنة وعلوم الحديث من الجامعة الأردنية عام 1989, والبكالوريوس من كلية أصول الدين في الجامعة الإسلامية بغزة عام 1983.
يُعتبر الحية من الأعضاء المؤسسين لحركة حماس, حيث شارك في تأسيسها منذ بداية الثمانينيات, متأثرًا بشخصية الشيخ أحمد ياسين. كما عُرف بنشاطه السياسي والاجتماعي, حيث شغل عدة مناصب في المجلس التشريعي الفلسطيني واتحادات الطلاب والعمال.
في عام 2012, تصدر الحية قائمة "القدس موعدنا" التابعة لحركة حماس, والتي كانت مقررة المشاركة في الانتخابات التشريعية التي تم إلغاؤها في أيار من ذلك العام.
تعرض الحية للسجن لمدة 3 سنوات في بداية التسعينيات من القرن الماضي, ونجا من محاولة اغتيال إسرائيلية عام 2007 قُتل فيها 7 من أفراد عائلته. كما نجا من محاولة اغتيال أخرى عام 2014 أثناء الحرب على غزة.
فقد الحية ابنه حمزة الذي قُتل في وقت سابق, ثم ابنه الأكبر أسامة وزوجته هالة صقر و3 من أطفاله: خليل وإمامة وحمزة, خلال معركة العصف المأكول, عندما استهدفت المدفعية الإسرائيلية منزل نجله الأكبر في حي الشجاعية شرق غزة, حيث قُتل 19 شخصًا من عائلته في هذا القصف.
وفي تعليقه على مقتل أفراد عائلته, قال الحية: "اليوم نعدكم بالنصر المؤزر, ودماء أبنائي من عائلة الحية وعائلات الشجاعية والشعب الفلسطيني لن تذهب هدرا, وستقربنا من لحظة الانتصار".