بات واضحاً لدى العديد من المراقبين, أنّ رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي, من بعد إغتيال أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله, إختار حياد لبنان للخروج من الصراعات الاقليمية, وذلك عبر التأكيد المستمر على تطبيق القرارات الدولية في مقدمتها الـ 1701, في وقت لا يزال اللبنانيون منقسمين انقساماً حاداً بين من هو مع هذا الخط, ومن هو ضده.
لكنّ المستجد اليوم, كان الموقف اللافت الصادر عن ميقاتي, على أثر تصريح رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف من أن طهران مستعدة للتفاوض مع فرنسا بشأن تطبيق قرار 1701, قائلاً إنه يشكل تدخلاً في الشأن اللبناني, واستتبعه لاحقاً بطلب من وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب استدعاء القائم باعمال السفارة الايرانية في بيروت للاستفسار منه عن حديث رئيس البرلمان الايراني.
واصدر ميقاتي بيانا جاء فيه: "نستغرب موقف قاليباف الذي يشكل تدخلاً فاضحا في الشأن اللبناني, ومحاولة لتكريس وصاية مرفوضة على لبنان", مذكراً "أننا كنا أبلغنا وزير خارجية إيران (عباس عراقجي) ورئيس مجلس الشورى (قاليباف) خلال زيارتيهما إلى لبنان أخيرا بضرورة تفهم الوضع اللبناني خصوصا وأن لبنان يتعرض لعدوان إسرائيلي غير مسبوق ونعمل لدى جميع أصدقاء لبنان ومنهم فرنسا للضغط على اسرائيل لوقف إطلاق النار".
هذه الاجواء شهدناها منذ حوالي اسبوعين, بعد ورود معلومات, عن أن الاجتماع الذي عقد بين ميقاتي وبين وزير خارجية إيران عباس عراقجي كان عاصفاً, بفعل اصرار ميقاتي على فصل المسارات وعدم ربط لبنان بأي جبهة, في حين رفض الضيف الايراني هذا الموقف باعتبار أنّ المقاومة جبهة واحدة, فيما المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة نفى حصول هذا الامر في الجلسة التي جمعت الرجلين.
لكن اوساطاً سياسة ترى عبر وكالة "اخبار اليوم", أنّ التطورات المتسارعة في المنطقة, فرضت واقعاً جديدا على السلطة اللبنانية, فلا سبيل لانقاذ البلد الا بتحييده عن صراعات المحاور ووحدة الساحات, فإن لبنان قد لا يبقى واحداً موحداً إلا إذا انتفضت الدولة مع القادة المخلصين وقرروا هم بأنفسهم انقاذه باتفاقهم على تحييده.
شادي هيلانة - أخبار اليوم